تفاقم الأزمات الإنسانية والصحية في الفاشر مع تراجع حدة المعارك
الفاشر: 14 أغسطس 2024: راديو دبنقا
شهدت مدينة الفاشر صباح اليوم الأربعاء هدوءً حذراً بعد قصف جوي محدود فجراً في مناطق تمركزات الدعم السريع وقصف مدفعي من الدعم السريع إلى الاتجاه الشمالي، فيما شكا عدد من المواطنين من ندرة في السلع الأساسية مع ارتفاع كبير في الأسعار.
وكشفت منظمة أطباء بلا حدود التي تدير عدداً من المرافق الصحية بالمدينة في تغريدة على منصة إكس عن مقتل ما لا يقل عن 15 شخصًا، وإصابة أكثر من 130 آخرين خلال المعارك التي دارت يوم السبت، مشيرة إلى هجوم جديد على المستشفى السعودي الذي تدعمه منظمة أطباء بلا حدود، خلال الأسبوع الماضي. وفي الأثناء كشف مصدر طبي لراديو دبنقا إن الحصار المفروض على مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، بجانب القصف المستمر من قبل قوات الدعم السريع أدى تدمير وخروج المرافق الصحية عن الخدمة عدا المستشفى العسكري.
وكشفت منظمة الهجرة الدولية عن نزوح 120 أسرة في الفاشر جراء المعارك التي دارت يوم السبت الماضي.
من جهة أخرى شكا مواطنون من الفاشر في حديث لراديو دبنقا من ندرة في أسعار السلع الأساسية والارتفاع الكبير للأسعار بسبب الحصار الذي تفرضه قوات الدعم السريع بجانب خروج جميع الأسواق من الخدمة نتيجة القصف المدفعي.
وقالت ربة منزل لراديو دبنقا إن المدينة تشهد أزمة حادة في السكر والزيت حيث ارتفع سعر جوال السكر زنة 50 كيلو إلى 260 ألف جنيه، ورطل السكر ب 300 جنيه، كما بلغ سعر باقة الزيت الكبيرة 100 الف جنيه، وزجاجة الزيت 2800 جنيه، كما ارتفع سعر قطعتي صابون الغسيل إلى 1800 جنيه، ونبهت إلى الانعدام التام للشعيرية. ونوهت إلى أزمة حادة في السيولة بالمدينة وإن معظم المعاملات تجري عبر تطبيق بنكك
ولفتت إلى ندرة الغذاء وإن بعض الأسر تشكوا من أن أطفالها لم يتناولوا أي وجبة منذ يومين.
وأشارت إلى التوالد الكثيف للذباب والبعوض وظهور حالات حميات مع عدم إجراء عمليات الرش وخروج جميع المستشفيات عن الخدمة عدا المستشفى العسكري.
من جهته، أكد مصدر طبي بالفاشر لراديو دبنقا خروج جميع المرافق الصحية عن الخدمة عدا المستشفى العسكري، مشيراً إلى انعدام الأدوية في الصيدليات، وخاصة الأدوية المنقذة للحياة مثل الضغط والسكري وأمراض القلب.
وقال إن المرضي يعانون في الحصول على العلاج والخدمات الطبية، مبيناً أن المستشفى العسكري يشهد اكتظاظا للمرضي بجانب المصابين من العسكريين حيث امتلأت العنابر بالجرحى والمصابين.
وكان مدير عام وزارة الصحة بولاية شمال دارفور، الدكتور ابراهيم عبد الله خاطر، قد أقر بخروج جميع المستشفيات والمراكز الصحية عن الخدمة ما عدا ” المستشفى التخصصي لأمراض النساء والتوليد ” الذي أصبح يستقبل كل الحالات.
ووصف المصدر الطبي الوضع الصحي بالمزري والصعب، وتخوف من انتشار الأمراض مع فصل الخريف مثل الملاريا والإسهالات التي انتشرت في معسكر زمزم مؤخراً مما يشكل خطر على النازحين أن لم تتوفر الخدمات الطبية والأدوية اللازمة للمساهمة في علاج المرضي وإنقاذ الوضع الصحي من الانهيار الشامل.
وناشد الأطراف المتقاتلة بوقف الحرب، والعمل على تحقيق السلام الذي يلبي تطلعات الشعب السوداني في الاستقرار والأمن وطي صفحة الحروب ووقف معاناة النازحين واللاجئين وكل المتأثرين بالحرب.
من جهة أخرى كشف مواطنون إن المدينة شهدت أمطار غزيرة منذ مساء الثلاثاء استمرت لساعات وأدت إلى انهيار عدد من المنازل.