تفاصيل جديدة عن الوباء المتفشي في الهلالية بشرق الجزيرة

الهلالية: 21 نوفمبر 2024: راديو دبنقا

كشف أطباء من الهلالية بشرق الجزيرة أن حالات الإصابة بالاسهالات المائية بدأت في الانحسار بشكل ملحوظ مع تراجع في أعداد عدد الوفيات.

ونفى الدكتور عبد المنعم المدير الطبي لمستشفى الهلالية السابق في حديث لراديو دبنقا أن يكون الوباء المتفشي في المدينة تسمما زئبقيا بفعل فاعل، مبيناً إن الاسهالات المائية في المدينة نجمت عن تلوث بكتيري بسبب اختلاط مياه الآبار بمياه الصرف الصحي، بجانب الزحام والتجمعات، وعدم كفاية المراحيض. ولفت إلى تغير في رائحة وطعم المياه ليصبح مثل رائحة “البلاعات”.

وتجمع مواطني المدينة في عدد من المناطق بعد هجوم الدعم السريع على المنطقة وذلك خوفاً من تعرضهم للاعتداءات.

وأكد الدكتور عبد المنعم عدم توفر الاشتراطات الصحية اللازمة في آبار مياه الشرب والتي تتمثل في ضرورة بعد آبار السايفون 160 متراً عن آبار المياه. وقال إن آبار المياه العميقة تعمل بمضخات تسحب 15 ألف جالون في الساعة، وإن تزايد الضغط على الآبار يجعلها تلجأ لسحب المياه من الأطراف مما يؤدي لاختلاطها بمياه آبار السايفون.

وأوضح إن حالات الإسهالات المائية ظهرت في البداية في مسيد أبو الطيب المرين وتزايدت الأعداد بصورة كبيرة، كما حدثت وفيات عديدة. وعزا تزايد عدد الوفيات والإصابات إلى عدم توفر المعينات الكافية لتدارك المرض والعلاج، وعدم توفر أقراص الوقاية “ديكسوسايكلين”، بجانب عدم توفر المحاليل الوريدية. فضلاً عن عدم الإلتزام بنصائح الأطباء وعدم توفر الوعي الصحي لدى المواطنين.

وأكد إن الخيار الوحيد أمام المواطنين كان مغادرة المنطقة،  مشيرا إلى أنهم نصحوا بإيقاف استخدام مياه الابارواللجوء إلى مياه النيل ، والالتزام بالحجر الصحي، وأشار إلى تزايد في معدلات الإصابة بسبب مغادرة المرضى لمناطق العزل، والذهاب الى مسيد أبو شقرة، وبعضهم ذهبوا إلى المنازل وخالطوا غير المرضى .وقال إن الوفيات طالت أسر بأكملها.

 وعزا الوفيات لفقدان أجسام المرضى للبوتاسيوم بشكل كبير، وقلة كمية السوائل في الجسم مما يؤدي لهبوط حاد من الدورة الدموية. وأوضح إن عدد من المواطنين استجابوا لنصائح الأطباء بمغادرة المدينة والذهاب نحو “ام ضوا بان” حيث تم تقديم سبل الوقاية ونقل المرضى إلى المستشفيات.

وكان مؤتمر الجزيرة قال في تقرير إن عدد وفيات الهلالية ارتفعت حتى يوم الأحد الماضي إلى 527 من بينهم (53) طفل و (293) امرأة بحسب إفادة تحصّل عليها مؤتمر الجزيرة من داخل المدينة. وأشاروا إلى استمرار حصار الدعم السريع للمدينة للأسبوع الرابع.