تفاؤل بنجاح الموسم الصيفي بمشروع حلفا الجديدة برغم تقاعس الحكومة
حلفا الجديدة: 12 أغسطس 2024: راديو دبنقا
تقرير: سليمان سري
أكد قيادي في لجان مشروع حلفا الزراعي أن المحاصيل في التفاتيش الجنوبية تقدمت بصورة جيدة واعتبر أن هطول الأمطار عامل اساسي لازدهار المحصولات وبخاصة القطن.
واعتبر في حديث لـ”راديو دبنقا”، أن نجاح الموسم الزراعي الصيفي في هذا العام وعلي غير المعتاد مرتبط بما توفر له من دعم مشجع جدًا من منظمات عالمية تهتم بالإنتاج الغذائي ما سمح بزراعة مساحات مقدرة جدًا للفول السوداني والذرة الرفيعة. لكنه عزا ما وصفه بالتأخير النسبي في التفاتيش الشمالية لتأخر وصول المياه التي تنساب من الجنوب إلى الشمال.
نجاح الموسم الصيفي
وأبدى القيادي في لجان المزارعين بحلفا الجديدة تفاؤله بتوفر معينات هذا الموسم الزراعي 24/2025 لمحاصيل العروة الصيفية بدعم مقدر من منظمات دولية تحوطًا وتحسبًا لآثار النقص الغذائي بعد خروج مشروع الجزيرة من دائرة الإنتاج.
وقال إنهم تلقوا وعودًا قاطعةً من برامج الغذاء العالمي ومنظمة الأغذية والزراعة العالمية بتولي الدعم الكامل لمحصول القمح في العروة الشتوية 24/2025، من خلال منظمات أخري مثل ميرسي كوربس وتوفير معينات الخضروات من أسمدة وتقاوي لمساحات البساتين “الأملاك” التي تنتج الخضر والفواكه.
وانتقد القيادي في لجان مزارعي مشروع حلفا الجديدة الزراعي إدارة مؤسسة حلفا الجديدة الزراعية، لأنها لم تقم بأي دور، أو أي نوع من الخدمات التمويلية لمحاصيل العروة الصيفية. فيما وفر البنك الزراعي تمويلا بسقف محدود لا يفي باحتياج المدخلات للمزارع الواحد في الحواشة الواحدة بدوراتها الثلاثة وبهامش ربحي مرتفع.
وعبر عن استيائه لأن القطن والذي يجب ان يكون أهم محصول في عموم المشاريع المروية (داعم لميزانية الدولة)، تخلت عنه الدولة مفسحة المجال للشركات الرأسمالية بتشريع برامج الزراعات التعاقدية.
أمطار متوازنة
وأوضح القيادي في مشروع حلفا الجديدة الزراعي أن كمية الأمطار متوازنة ومفيدة لحد كبير بالمقارنة مع المواسم السابقة فهي أفضل كثيرا، على الرغم من ارتفاع معدلات هطول الأمطار.
وقال إنَّ برامج دعم منتجي القمح بالسودان من قبل منظمة الأغذية والزراعة تمثلت في منحة تغطي 20% من مدخلات الانتاج (التقاوي والسماد بالأنواع المستخدمة ومبيدات الحشائش). وتستمر برامج الدعم لمدي يمتد على ثلاثة مواسم.
وأعاد التذكير بأن المنظمة الأممية كانت قد احجمت عن تنفيذ البرامج في الموسم الأول 21/2022 بسبب انقلاب 25/ أكتوبر/2021 حيث قررت المنظمة التطبيق في الموسم التالي 22/2023 بحسبان ان المستفيد هو المزارع وليست الحكومة. وجاء التدخل بعد أن اكتملت الزراعة وتقدمت بعدد من السقايات “مرات الري” في مساحة 46 ألف فدان وبحساب الوحدة الانتاجية 5 فدان. مبينًا أن الشريحة المنتفعة تصل إلى ما يقارب 9200 مزارع من مجموع الـ 25 ألف مزارع في مشروع حلفا الجديدة لوحده.
جمعيات تعاونية
ورأى القيادي في لجان مشروع حلفا الجديدة الزراعي أن عودة الجمعيات التعاونية الزراعية أصبحت مطلب لكل قواعد المزارعين وضرورة ملحة تقتضيها مصلحتهم، ولنجاح المواسم الزراعي.
وقال سبق أن قدمت لنا دعوة من هيئة البحوث الزراعية لحضور “يوم الحقل” بغيط القرية 7 هاجر وبحضور إدارة مؤسسة حلفا الجديدة الزراعية وممثل الحكومة، والأهم كان وجود مدير منظمة الزراعة والأغذية وبكامل طاقمه من الموظفين والمناط بهم العمل في خمس ولايات تنتج سلعة القمح، والذي استثنيت منه ولاية الجزيرة بفعل الحرب.
وقال في هذا اللقاء عبر المزارعون عن ارتياحهم لدور المنظمة في إنجاح الموسم الزراعي، غير أنه رأى بأن أفضل ما تمخض عنه هذا اللقاء هو ما جاء في كلمة العضو المنتدب من قبل منظمة الأغذية والزراعة لمشروع حلفا الجديدة الذي طالب بانتظام المزارعين تحت مظلة جمعيات تعاونية لتعثر التعامل معهم عبر الجهاز الحكومي فيما يتعلق بتقديم الدعم.
وأعاد العضو البارز في لجان المشروع الزراعي التذكير بأن زراعة القمح بمشروع حلفا الجديدة الزراعي له أهمية كبيرة جدًا، نسبة للاعتماد الكامل والمباشر من قبل الأهالي عليه في المقام الأول، إذ انه يتوافق مع الميل الفطري للمزارع المهجر من أقصى الشمال، وزراعته ذات جدوي عالية للاعتماد المباشر عليه في الغذاء، وأيضًا، الخبرات المتوارثة في العمليات الفلاحية له، بالإضافة إلى الاستجابة المثلى للمزارعين للتقانات البحثية، المستحدثة، والمشاركة في إنتاجها.
واعتبر في الحديث الذي أدلى به لـ”راديو دبنقا” أن أهم المميزات في زراعة محصول هي موسمه الإنتاجي القصير مقارنة بالمحصولات الأخرى، وتوفر تقنيات إنتاجية عالية وذات مردود انتاجي كبير من قبل هيئة البحوث الزراعية، مدعومة من جهات عالمية مختلفة (الجايكا، ايكاردا) الأمر الذي رفع معدلات الانتاج لما يقارب 2 طن”20 جوال زنة الجوال 100 كجم” للفدان.
قبضة البنك الزراعي
وقال القيادي في أوساط المزارعين أنهم ظلوا يدفعون بالشكاوى من سوء الإدارات المتعاقبة بالبنك الزراعي، وقال: “ذكرنا ذلك عدة مرات وآخرها في تعقيب على الخطة الانتاجية لمحصول القمح الصادرة عن ادارة التخطيط والبحوث بهيئة حلفا الجديدة الزراعية لموسم 23/2024، طالبنا فيه بالحرص على الانفلات من قبضة البنك الزراعي السوداني (بنك الدولة) لتجنب الأسعار الخرافية للأسمدة التي وردت للبنك الزراعي عبر صفقات مشبوها تكبد تأثيراتها مزارع حلفا الجديدة الذي دخل في خسائر كبيرة مدى الموسمين السابقين. وعبر عن مخاوفه من تكرار نفس الأخطاء في موسم 24/2025.
مرتكزات ثابتة في كل موسم
استنكر القيادي في لجان المزارعين بمشروع حلفا الجديدة الزراعي تعثر توفير التمويل المعلن مسبقا وبصورة مستمرة في كل موسم الأمر الذي يؤثر على دفع استحقاقات أصحاب الجرارات الأهلية بالمنطقة، وما يترتب عليه من أثر سالب لهذا الموسم. قال بأنهم أوصوا باستحداث آلية للحساب الفوري للتحضيرات ولكل أعمال الجرارات ولتلافي هذا الأثر.
وعبر عن أسفه لكون التقاوي في الموسم السابق كانت بقيمة عالية جدًا مقارنة بقيمة المحصول عند الحصاد وقال إنهم طالبوا بتمليك التقاوي للهيئة على أن يتم الاسترداد من المزارع عينا عند الحصاد، بحيث يحتسب على المزارع قيمة في إعداد التقاوي الغربلة والتعافير، وإضافة نسبة الشوائب.
لمحة تاريخية:
تجدر الإشارة إلى أن مشروع حلفا الجديدة الزراعي تبلغ مساحته نصف مليون فدان تقريبا، وأراضي الدورة “الحواشات” موزعة بمعدل 15 فدان لكل مزارع من جملة 24 ألف مزارع في ثلاث بساطات مساحتها 5 فدان لكل حقل،