تغريدات المبعوث الأمريكي، جدول زمني وتيرمومتر التفاؤل لمفاوضات جنيف
أمستردام: 19 أغسطس 2024: راديو دبنقا
شهدت السنوات القليلة الماضية إقبالا متزايدا من المسؤولين والسياسيين والصحفيين، في مختلف انحاء العالم، لنشر الأخبار والتعبير عن آرائهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
وبينما يفضل الكثير من المسؤولين والسياسيين السودانيين موقع فيسبوك، نجد أن الكفة تميل إلى صالح موقع “اكس”، تويتر سابقا، على مستوى العالم، حيث يستخدمه عدد كبير من صناع القرار والمشاهير والصحفيين.
وخلال الايام القليلة الماضية، استخدم المبعوث الأمريكي الخاص إلى السودان، توم بيريللو، حسابه على موقع “اكس” بصورة يومية لنشر الأخبار المتعلقة بسير مفاوضات جنيف والتعبير عن آرائه في هذا الصدد وتوجيه رسائل للجهات المعنية بالحدث، خاصة الجيش السوداني.
وقد شكلت هذه التغريدات اليومية للمبعوث الأمريكي ما يمكن وصفه بالجدول الزمني لسير مفاوضات جنيف ومقياسا أو “تيرمومتر”، إذا صح التعبير، لوجهتها.
“الآن”
استبق بيريللو هذه المفاوضات بمجموعة من التغريدات في الثالث عشر من اغسطس، أي قبل يوم واحد من موعد انطلاقها، وقال في أولاها إن أفراد المجتمع الدولي سياتي إلى جنيف من أجل السودانيين، مضيفا “إن جهودنا الدبلوماسية الحثيثة تتواصل، إن وقت السلام هو الآن”.
وفي تغريدة أخرى في نفس اليوم، قال المبعوث الأمريكي “ستبدأ المباحثات غدا، ونحن جميعا هنا من أجل ما يحدث في السودان، نقف إلى جانب السودانيين ونتعهد بدعمهم خلال هذه الأزمة، كل مجهود يمكن أن ينقذ الأرواح”.
وتشير هاتان التغريدتان، كما يبدو، إلى قدر كبير من التفاؤل، على الرغم من أن غياب الوفد الحكومي عن المفاوضات كان قد تأكد في ذلك الوقت.
أما بقية تغريدات الثالث من عشر فقد كانت ترحيبا بالمسؤولين الذين وصلوا إلى جنيف للمشاركة باسم الدول أو المنظمات التي يمثلونها.
وإضافة إلى سويسرا الدولة المستضيفة، ترعى مفاوضات جنيف كل من أمريكا والسعودية، الراعيان السابقان لمنبر جدة، والأمم المتحدة والإتحاد الأفريقي، إلى جانب مصر ودولة الإمارات كمراقبين.
“في الانتظار”
وفي الرابع عشر من اغسطس، أول أيام المفاوضات، قال بيريللو إن وفد الدعم السريع قد وصل إلى سويسرا، مضيفا أن “وفدنا الأمريكي والشركاء الدوليين والخبراء التقنيين والمجتمع المدني السوداني، لا يزالون في انتظار القوات المسلحة السودانية، العالم يترقب”.
وعلى الرغم من أن هذه التغريدة لم تحمل دعوة مباشرة للجيش السوداني أو الحكومة للقدوم إلى جنيف، إلا أن الحديث عن “انتظار القوات المسلحة” يمكن أن يفسر على أنه دعوة للجيش للانضمام للمفاوضات، وهو ما حدث بالفعل في تغريدة لاحقة.
وفي تغريدة أخرى يوم الأربعاء، تحدث المبعوث الأمريكي عن مضاعفة جهودهم “للبناء على عملية جدة”، في إشارة إلى مفاوضات جدة.
وفي وقت لاحق من نفس اليوم، قال بيريللو في تغريدة أخرى إنهم يركزون “على التأكد من أن الاطراف (المتحاربة) يمتثلون لتعهداتهم في جدة”.
ورأي بعض المراقبين في الإشارات المتكررة إلى منبر جدة، محاولة لمخاطبة الحكومة السودانية والتأكيد على تلبية مطلبها بضرورة تنفيذ اتفاق جدة، وخاصة ما ظلت تردده عن خروج قوات الدعم السريع من منازل المواطنين.
“أفكار متماسكة”
وشدد بيريللو، في نفس التغريدة على أن “المتحاربين يجب أن يحترموا القانون الدولي الإنساني”، مضيفا أنهم، في الوساطة “ملتزمون بدعم الشعب السوداني”.
وفي تغريدة ثالثة في نفس اليوم، أشار بيريللو إلى أنهم يعملون بجد خلال اليوم الأول من المفاوضات لدعم وصول مواد الإغاثة الإنسانية ووقف العدائيات والامتثال لنتائج مفاوضات جدة والقانون الدولي الإنساني.
وفي ختام ذلك اليوم، غرد المبعوث الأمريكي قائلا اليوم الأول من المفاوضات أسفر عن “أفكار متماسكة بشأن امتثال وتنفيذ الأطراف لتعهدات اتفاق جدة”.
وبذلك، يكون الالتزام باتفاق جدة هو القاسم المشترك لغالبية تغريدات بيريللو في اليوم الأول من المفاوضات.
“العمل الدؤوب”
وافتتح المبعوث الأمريكي اليوم الثاني للمفاوضات، الخامس عشر من اغسطس، بتغريدة شدد فيها على مواصلة ما وصفه “بالعمل الدؤوب” مع الشركاء الدوليين “لإنقاذ الأرواح والتأكد من تحقيق نتائج ملموسة تبنى على عملية جدة وتطبق إعلان جدة”.
وفي وقت لاحق من يوم الخميس، ثاني ايام المفاوضات، رحب بيريللو ترحيبا حارا بالقرار الذي أعلنه مجلس السيادة السوداني بفتح معبر أدرى على الحدود التشادية.
ووصف بيريللو القرار بأنه “خطوة هامة لإنقاذ الأرواح”.
وبينما رأى البعض في هذا القرار أول ثمرة حقيقية لمفاوضات جنيف ولجهود التواصل بين الوسطاء والحكومة السودانية، أعرب بعض المراقبين عن اعتقادهم بتضخيم أهمية هذا الحدث اكثر مما يجب لصنع نوع من النجاح للمفاوضات.
وكانت قوات الدعم السريع اصدرت بيانا قللت فيه من الإعلان الحكومي عن فتح المعبر، مشيرة إلى أن معبر أدري يقع تحت سيطرتها بالكامل.
“القرار”
تراجعت كثافة التغريدات قليلا في اليوم الثاني للمفاوضات، حيث اكتفى المبعوث الأمريكي بتلك التغريدة المرحبة بفتح معبر أدري، لكنه عاد في اليوم الثالث من المفاوضات، السادس عشر من أبريل، ليشيد مجددا بافتتاح المعبر.
لكن اللافت في تلك التغريدة هو دعوته المباشرة للجيش السوداني للحاق بالمفاوضات حيث قال “قوات الدعم السريع لا تزال هنا جاهزة لبدء المحادثات، وعلى القوات المسلحة السودانية أن تقرر المجيئ”.
واعتبر البعض أن هذه الدعوة المباشرة محاولة لممارسة المزيد من الضغوط العلنية على الجانب الحكومي للحاق بالمفاوضات في أقرب وقت ممكن.
“تراجع التغريدات”
وخلال اليوم الرابع من المفاوضات، السابع عشر من اغسطس، اكتفى بيريللو بتغريدة واحد أعاد فيها نشر بيان للجهات الراعية للمفاوضات من دون أن يعلق عليه.
بعدها غاب المبعوث الأمريكي عن موقع “اكس” خلال اليوم الخامس للمفاوضات، الثامن عشر من اغسطس.
وبعد ظهر يوم الاثنين التاسع عشر من اغسطس، اليوم السادس للمفاوضات نشر بيريللو بيانا مشتركا آخر للجهات الراعية للمفاوضات بمناسبة اليوم العالمي للعمل الإنساني.