تعهدات مؤتمر جنيف .. مخاوف من الالتزام والتوزيع
اختتم مؤتمر المانحين الذي انعقد في جنيف، أعماله يوم الاثنين، بالتوصل لتعهدات بقيمة 1.5 مليار دولار لصالح الاستجابة الإنسانية في السودان. فيما أعرب أطباء وخبراء في العمل الطوعي في حديث لراديو دبنقا عن مخاوفهم من عدم التزام المجتمع الدولي بتعهداته، أو عدم وصول المساعدات لمستحقيها مما يسهم في المزيد من تعقيد الأوضاع.
وقال مسؤول المساعدات في الأمم المتحدة مارتن غريفيث إن المؤتمر تلقى تعهدات بمساعدات إنسانية تقدر ب 1.5 مليار دولار.
وعقد المؤتمر عبر الاتصال المرئي برعاية رُباعية بين السعودية وقطر ومصر وألمانيا، إضافة إلى الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي والمفوضية السامية لشؤون اللاجئين.
وخلال المؤتمر، تعهدت ألمانيا بتقديم مساعدات إنسانية للسودان والمنطقة بقيمة 201,8 مليون دولار. كما تعهد الاتحاد الأوروبي بتقديم 207 ملايين دولار مساعدات إنسانية وتنموية للسودان.
وأعلنت “الوكالة الأميركية للتنمية الدولية” التعهد بتمويل إضافي قدره 171 مليون دولار للسودان، كما تعهدت السعودية بتقديم مساعدات قدرها 100 مليون دولار، فيما تعهد قطر ب 50 مليون دولار.
تحديات
من جانبه قال أحد أعضاء اللجنة التمهيدية لنقابة الأطباء، فضل حجب اسمه لأسباب أمنية في حديث لراديو دبنقا إن التحدي يتمثل في وصول المساعدات لمستحقيها، وأكد إن المساعدات التي وصلت إلى السودان منذ اندلاع الحرب عبر الجسور الجوية والبحرية إلى ميناء بورتسودان لم تصل إلى المستشفيات، مؤكد إن العبرة ليست في المبالغ المرصودة بل في آليات التوصيل.
وأكد ضرورة التزام الطرفين بوصول المعينات للمستشفيات وعدم التعرض للشاحنات، وقلل من جدوى جمع الأموال بدون ضمانات بوصولها إلى المستحقين.
وأكد إن معظم المستشفيات لم تصلها أي معينات (لم تصلها حتى الحقنة الفاضية)، وتساءل أين ذهبت المساعدات؟
مخاوف
من جانبه، قال مصطفى آدم الخبير في العمل الطوعي ومدير منظمة الزرقاء لراديو دبنقا إن تعهدات المؤتمر جيدة في إطار الاستجابة الانسانية، رغم غياب التقارير الرسمية الفنية لتناول الوضع على الأرض.
وأعرب عن خشيته من أن يكون مصير المؤتمر مشابه لمؤتمر المانحين السابق الذي انعقد في باريس والمؤتمرات السابقة، وأن يكتفي بالجانب الإعلام مما سيفاقم أوضاع المتأثرين.
وكان عدد من الدول والمنظمات تعهدت بمساعدات تفوق ملايين الدولارات خلال مؤتمر شركاء السودان الذي انعقد بعد مؤتمر باريس وسط شكاوى من المسئولين بعدم الالتزام بالتعهدات.
كما شهد السودان مؤتمرات مماثلة عقب اتفاق السلام الشامل مع الحركة الشعبية ولكن لم يستلم السودان معظم المساعدات.
وتساءل في حديث لراديو دبنقا حول تقديرات الاحتياجات التي تم تقديمها لمؤتمر المانحين والذي بنيت عليه التعهدات، وتساءل حول آليات استلام التعهدات من الدول.
اشكاليات التوزيع
وأكد إن التحدي الماثل أمام لتعهدات المالية والعينية هو ادارة العمل الانساني والطوارئ الإنسانية وأكد عدم وجود اللجنة العليا للطوارئ التي شكلتها السلطات على الأرض وقال إن عملية التوزيع ستصطدم مع آليات العملي الانساني.
ودعا لتشكيل آلية لتوزيع المساعدات من الجهات الرسمية والمنظمات الدولية واصحاب المصلحة مع مشاركة منظمات المجتمع المدني ومبادرات المتطوعين و تشكيل آلية شفافة والتخلي عن النمط البيروقراطي والوصول إلى مناطق الحاجة.
وأكد ضرورة والتوزيع الفوري للمساعدات وعدم التخزين، ودعا لإشراك جميع الشركاء في اللجنة العليا للطوارئ وتوفير معلومات محدثة يومياً حول المساعدات مؤكداً أهمية وزارة الرعاية الاجتماعية ومفوضيات العون الانساني الاتحادية والولائية، ودعا الولاة لإعطاء الطوارئ الإنسانية أولوية قصوى مشيداً بدور المتطوعين الشباب والشابات وإضافتهم لعضوية آلية الإشراف والتوزيع.
وأشار إلى استمرار تردي الوضع الانساني للنازحين وتزايد أعدادهم خاصة في سنار والنيل الأبيض.