تعليقًا على تصريحات عقار متحدث باسم المؤتمر السوداني: لا مؤشرات على حسم عسكري للحرب
أمستردام: 13 سبتمبر 2024: راديو دبنقا
قال نائب رئيس مجلس السيادة مالك عقار اير أن الحرب ستنتهي في ديسمبر القادم ودعا المجتمع الدولي إلي الاهتمام بإعمار ما دمرته الحرب.
وأثارت هذه التصريحات ردود فعل واسعة لأنها أنها ليست المرة الأولى التي يحدد فيها مسؤول في حكومة بورتسودان تاريخا لانتهاء الحرب، كما أن الأوضاع على الجبهتين العسكرية والتفاوضية لا تشي بحدوث اختراقات تؤدي إلى نهاية الحرب خلال فترة الثلاث أشهر القادمة.
تصريحات غير مسؤولة
ووصف نور الدين بابكر مسؤول الإعلام والناطق الرسمي باسم حزب المؤتمر السوداني هذه التصريحات، التي ظل يطلقها منسوبو المؤسسة العسكرية ومسؤولون في معسكر الحرب، بأنها غير مسؤولة.
وأضاف، في حديث لراديو دبنقا، أن هذه التصريحات مكررة وبدأت بالرواية الأولى بأن الحرب ستنتهي خلال أسبوع إلى ثلاثة أشهر إلى عام.
وتابع قائلا إن حديث عقار ياتي “بعد مرور 16 شهر على اندلاع هذه الحرب التي أزهقت أرواح السودانيين بالمئات وشردت الملايين ما بين نازح داخل السودان ولاجئ خارج السودان، ودمرت البنى التحتية وتهدد الأن بالمجاعة، لكن ما زال أمراء الحرب يطلقون مثل هذه التصريحات”.
واعتبر الناطق الرسمي باسم حزب المؤتمر السوداني أنه ليست هناك مؤشرات على أرض الواقع تدعم هذا التصريح وأن كل السودانيين والعالم من حولهم يعلمون بحقيقة الأوضاع العسكرية التي يعايشونها يوما بعد يوم حيث لم يحقق أي من طرفي الحرب تقدما.
وتابع قائلا “وهو ما يؤكد ما ظلنا نكرره منذ بداية الحرب وانطلاق الرصاصة الأولى أن لا منتصر في هذه الحرب وأن الخاسر فيها هو الشعب السوداني”.
لابد من أخذ التكلفة البشرية في الاعتبار
ووجه مسؤول الإعلام في حزب المؤتمر السوداني، في حديثه لراديو دبنقا، سؤلا لعقار عن عدد السودانيين الذين سيموتون وينزحون وحجم الدمار الذي سيحدث خلال هذه الاشهر الثلاث.
وأردف قائلا “حتى لو افترضنا أن ما قاله مالك عقار صحيح وأنهم قد أعدوا العدة للحسم العسكري، لكن لم يحدثنا عن تكلفة هذا الانتصار بالنسبة للسودان مواطنا وشعبا ومواردا وبنى تحتية”.
وأعاد وصف التصريحات بأنها غير مسؤولة وظل يرددها قادة معسكر الحرب الذين يتوهمون تحقيق نصر عسكري وأن هناك فصيلا سينتصر على الآخر، مضيفا “لكن على أرض الواقع المتضرر من هذه الحرب هو الشعب السوداني”.
ونوه الناطق الرسمي باسم حزب المؤتمر السوداني إلى عدم وضوح الأسباب التي تدفع المسؤولين للإدلاء بمثل هذه التصريحات، لأن كل متابع للشأن السوداني يعلم بأنه لا توجد أي مؤشرات على حسم عسكري.
وتابع قائلا إنه “حتى في حال وجود هذه المؤشرات فإن موازين القوى على الأرض تشير إلى أن القوات المسلحة ليست الطرف المتقدم في هذه الحرب، مضيفا أنها “ظلت تدافع عن مناطقها منذ انطلاق الرصاصة الأولى وسقطت المدن تلو المدن وما زالت قواتها محاصرة في مناطق كثيرة”.
ضرورة العودة للتفاوض
ورجح المسؤول الإعلامي لحزب المؤتمر السوداني في حديث لراديو دبنقا أن يكون هذا التصريح قد جاء في إطار التعبئة المعنوية، واستدرك قائلا أن مثل هذه الأكاذيب ستطيل أمد الحرب وستطيل معاناة السودانيين وستغلق الباب أمام أي وسائل عقلانية تهدف لكي يضع هؤلاء المتحاربون السلاح جانبا وأن ينظروا لما حدث للسودان منذ انطلاق هذه الحرب قبل أكثر عام.
وطالب نور الدين بابكر طرفي النزاع بأن يأخذوا في الاعتبار آلام ومعاناة الشعب السوداني الذي ينزح ويرزح في داخل السودان وفي دول الجوار ويعاني الأمرين وأن ينظروا لآلاف الأرواح التي أزهقت من المدنيين وحتى من القتلى من طرفي النزاع.
وشدد على أن الأجدى لحكومة الأمر الواقع ومالك عقار الذي يتحدث باسمها أن يكونوا أكثر واقعية ومنطقية وأن يتقدموا خطوة في اتجاه تنفيذ مخرجات منبر جدة ووقف إطلاق النار وبداية عملية تفاوضية تزيح هذا الكابوس وهذه المعاناة عن كاهل الشعب السوداني.