تصعيد متبادل في عدد من جبهات القتال

أمستردام 20 يونيو 2024: راديو دبنقا
دخلت الأوضاع العسكرية بين الجيش وقوات الدعم السريع مرحلة جديدة من التصعيد والتصعيد المضاد، واشتعلت خلال يوم أمس واليوم عدد من الجبهات التي كانت هادئة لوقت طويل. وتبادل الطرفان الاتهامات بشأن المسؤولية عن الخسائر وسط المدنيين والإعلان عن انتصارات وصفوها بالحاسمة والمهمة.

الفاشر: الهدوء سيد الموقف
وشهدت مدينة الفاشر، حاضرة ولاية شمال دارفور، ولليوم الثاني حالة من الهدوء الحذر في ظل تذبذب شديد في عمل شبكات الاتصالات يحول دون التواصل مع سكان المدينة المحاصرة منذ أكثر من شهر. وذكر شهود عيان، أن المدينة تعرضت لقصف مدفعي محدود يوم أمس الأربعاء 19 يونيو 2024 بالمقارنة مع عاشته المدينة منذ اليوم الأول لعيد الأضحية.

وأكد شهود العيان أن مجموعة صغيرة من قوات الدعم السريع حاولت التوغل في ليلة الثلاثاء إلى الأربعاء إلى الأحياء الجنوبية من المدينة. لكن وحدة مشتركة من الجيش وقوات الشرطة استطاعت صد هذه المحاولة، وانسحبت القوة المهاجمة بعد اشتباك قصير.
وفيما يرى البعض أن الهدوء الحالي هو مؤشر على جاح الضغوط الدولية في أعقاب صدور قرار مجلس الأمن الدولي بشأن حصار الفاشر، لكن تقديرات الكثيرين تشير إلى أنهما يسعيان لالتقاط أنفاسهما بعد فشلهما في حسم المعركة في الجولات السابقة.

كورنوي: الهدف معبر الطينة الحدودي
على صعيد آخ، شهدت محلية كورنوي، ولاية شمال دارفور، صدامات بين متحرك للقوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح وقوة تابعة للدعم السريع. وأكد مواطنون في المنطقة أن متحرك القوة المشتركة كان يستعد للتقدم نحو الفاشر للمشاركة في عمليات فك الحصار عن المدينة.
وحذر المواطنون من أن المعارك قد تمتد إلى مناطق أخرى من بينها الطينة وكرياري وأبوقمرة وامبرو في إطار مساعي قوات الدعم السريع للسيطرة على معبر الطينة الحدودي مع تشاد والذي وافقت حكومة بورتسودان على أن يكون أحد المعابر التي ترسل عبرها المساعدات الإنسانية.

أمدرمان: قصف مدفعي على الأحياء الشمالية
بعد يوم من القصف المدفعي من منطقة كرري العسكرية تجاه مناطق المدينة الرياضية وأحياء جنوب الخرطوم وجنوب الحزام أول من أمس الثلاثاء 18 يونيو 2024، ردت قوات الدعم السريع بقصف مدفعي عنيف بعد ظهر يوم أمس الأربعاء 19 يونيو 2024. وأستهدف القصف المدفعي الحارات 7/8/9/10/13/14/20/21 في مدينة الثورة بجانب حي الواحة غرب شارع الوادي.
وتزامن ذلك مع انقطاع كامل لشبكات الاتصالات وتوقف لحركة السيارات والمارة في الشوارع. وأحصى سكان المنطقة الواقعة في شمال امدرمان سقوط أكثر من 18 قذيفة مدفعية خلال هذا القصف.
وحسب إفادة شهود عيان، فقد أصابت إحدى القذائف مستشفى النو، وهو المستشفى المرجعي الوحيد الذي ما يزال في الخدمة في كل أحياء مدينة أمدرمان. وقالت منظمة أطباء بلا حدود أن القصف الذي تعرض له المستشفى أدى إلى سقوط 3 قتلى من بينهم متطوع محلي، فيما استقبلت خدمات الطوارئ 27 جريحا نتيجة لعمليات القصف المدفعي. وأضافت المنظمة في بيان لها إن الهجمات على مرافق الرعاية الصحية في السودان أمرا لا يمكن تصوره ويجب أن يتوقف فورا.

الفولة: الدعم السريع يسيطر على المدينة
أكدت قوات الدعم السريع أنها نجحت في فرض سيطرتها على مدينة الفولة، حاضرة ولاية غرب دارفور بعد معارك عنيفة مع قوات الجيش المتواجدة في مدينة المدينة. ووزع إعلام الدعم السريع عدد من مقاطع الفيديو التي تظهر تواجد قواتهم داخل مقر حكومة الولاية وفي داخل مقر الكتيبة 462 مشاة، التابعة للواء 91 مشاة التابع للفرقة 22 مشاة في بابنوسة. كما أكد مواطنون من داخل الفولة أن قوات الدعم السريع سيطرت على المدينة بالكامل.
من جانبها اعترفت الحكومة في بورتسودان بسيطرة قوات الدعم السريع على المدينة، حيث أدانت حكومة غرب كردفان بأشد العبارات ما وصفته بالاعتداء الغاشم اليوم الخميس 20/ يونيو/2024 على رئاسة الولاية مدينة الفولة والمؤسسات الرسمية، واتهم البيان قوات الدعم السريع بنهب أسواق المدينة، والمدنيين العزل في أعتبره مشهد تخريبي بربري لا يمت للأخلاق بصلة. وناشدت حكومة الولاية كافة المستنفرين والمقاومة الشعبية للاستعداد للمعركة الفاصلة لطرد قوات الدعم السريع من المناطق التي تتواجد بها داخل حدود الولاية.
وشهدت مدينة بابنوسة الواقعة على بعد 52 كيلومتر جنوب غرب الفولة حركة نزوح كبير من الفولة خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية. ويوجد في المدينة أكثر من 56 دار إيواء تستوعب حوالي 1618 نازحا يقدر بأن نصفهم من سكان الفولة.