تصريحات وزير الخارجية السوداني علي يوسف الشريف تثير جدلًا واسعًا داخليًا وخارجيًا
طرابلس: 31 ديسمبر 2024: راديو دبنقا
أثار وزير الخارجية السوداني، علي يوسف الشريف، موجة واسعة من الجدل بعد تصريحاته التي رفض فيها بشكل قاطع تشكيل حكومة موازية على غرار النموذج الليبي، معتبرًا أن مثل هذه الخطوات تمثل خطرًا كبيرًا على وحدة السودان وتعرقل جهود حل أزمته السياسية. وقال الشريف في حديث لصحيفة “الشرق الأوسط” خلال زيارته للقاهرة: “تجربة ليبيا التي تعاني من الانقسام السياسي وتعدد الحكومات كارثة لا يمكن للسودان تحمل تكرارها. إن السير في هذا الطريق هو وصفة جاهزة لتقسيم البلاد وخلق المزيد من الفوضى”. كما أضاف أن أي مشاورات تهدف إلى تشكيل حكومة “سلام” في نيروبي بدعم من قوات الدعم السريع التي تصفها الحكومة إنها متمردة “مدعومة خارجيًا وتستهدف تمزيق السودان”، مؤكدًا أن السودان لن يسمح بتكرار مثل هذه السيناريوهات الخطيرة.
تصريحات الشريف قوبلت بانتقادات واسعة تراوحت بين الغضب والسخرية. ووفقًا لما رصده راديو “دبنقا”، شهد موقع “فواصل الإخباري الليبي” تعليقات لاذعة من رواده على الخبر المرفق بصورة الوزير. عبّر بعضهم عن استيائه بعبارات مثل: “صرنا يُضرب بنا المثل” و”جعلتمونا مسخرة للي يسوى واللي ما يسواش”، بينما تساءل آخرون: “هل نسي الوزير أن نصف شعبه لاجئ في ليبيا؟”. كما أشار تعليق ساخر إلى أن “السودان فيه دولتان بدل حكومتين”، في حين علّق آخر بمرارة قائلاً: “يا اخونا بلدك مدمر بالكامل وما أظن السودان يتعافى قبل 10 سنوات”.
هذا ولم يتسن لراديو دبنقا رصد ردة الفعل الرسمية للحكومة الليبية في طرابلس او بنغازي.
علي يوسف الشريف، الذي تسلّم منصب وزير الخارجية مؤخرًا، لم يكن بعيدًا عن إثارة الجدل منذ أيامه الأولى. ففي تصريحاته حول أزمة سد النهضة، أكد الشريف دعم السودان لحل تفاوضي يضمن حقوق الدول الثلاث في مياه النيل، لكنه لم يستبعد خيار الحرب إذا فشلت المفاوضات. وأضاف أن الأمن المائي للسودان جزء من أمنه القومي، وأن البلاد ستواصل الضغط عبر القنوات الدبلوماسية لحماية حقوقها، معربًا عن استعداد السودان لدعم مصر في أي إجراءات لحماية مصالحهما المائية.
هذا النوع من التصريحات أثار تساؤلات بين المراقبين حول مدى تعبيرها عن سياسة السودان الخارجية في هذه المرحلة الحساسة، حيث اعتبر البعض أن السودان، الذي يسعى لاستقطاب مواقف إقليمية ودولية إيجابية، يحتاج إلى سياسة خارجية أكثر اتزانًا. بينما رأى آخرون أن ما صدر عن الشريف يعكس تخبطًا وعدم قدرة على ضبط الخطاب الموجه للخارج، مما قد يزيد من عزلة السودان بدلًا من تحسين موقعه على الساحة الدولية.