جنود من القوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح يتمركزون بمدينة الفاشر بولاية شمال دارفور - المصدر صفحة القوات المشتركة على الفيسبوك

الجمعة 13/ سبتمبر/ 2024م: راديو دبنقا

تقرير: فاطمة بريمة ـ سليمان سري

أثارت تصريحات لنائب رئيس مجلس السيادة مالك عقار إير، جدلًا واسعًا، حيث قطع بأن الحرب ستنهي في ديسمبر القادم، داعيًا المجتمع الدولي إلي الاهتمام بإعمار مادمرته الحرب وطالب سفراء الدول، في مؤتمر عام عن القضايا الصحية بالبلاد، بتوفير الدعم السياسي والتنموي للسودان واردف بالقول (مطلوب دعم بالدواء والغذاء وليس سلاح).

وبينما اعتبر استاذ العلوم السياسية بالجامعات السودانية د. مهدي دهب تصريحات عقار سابقة لأوانها، مشيرًا إلى استمرار المعارك على كآفة الجبهات، قلل القيادي بحزب الأمة القومي وتحالف قوى الحرية والتغيير، عروة الصادق، من تلك التصريحات.

النداءات الدولية

وقال د. مهدي دهب إن نهاية الحرب قضية خاضعة لتقديرات كثيرة جداً، من ضمنها مدى التواصل بين الدعم السريع والحكومة وانصياعهم لمطالب الشعب ورضوخهم للضغوطات الدولية من أجل التفاوض، ومن أجل وقف النار الدائم والاتفاق على مرحلة مع بعد الحرب.

وأضاف “لايمكن لأي شخص أن يحدد تاريخ معين لإنتهاء الحرب”، واعتبر حديث عقار سابق لأوانه.

واستهجن مطالبته لسفراء الدول بتوفير الدعم السياسي والتنموي للسودان، مضيفا إنه مرهون بوقف الحرب.

وتابع قائلا “كان على عقار أيضًا أن يحث الجيش والحكومة، التي ينتمي إليها، للرضوخ للدعوات الدولية لوقف اطلاق النار، وإدخال المساعدات وفتح الممرات للمتضررين من الحرب والأمطار والسيول وحتى من الأمراض التي بدأت تنتشر نتيجة لانهيار المنظومة الصحية بالكامل في السودان”.

وتابع قائلا “نحن نشهد اليوم معارك في الفاشر كما أن هنالك معارك في جنوب النيل الأزرق وفي الخرطوم وامدرمان وشرق النيل ومازال طيران الجيش يضرب في كل الاتجاهات”.

طرف ثالث

وأكد دهب في حديثه لـ”راديو دبنقا” استحالة توقف الحرب دون تدخل طرف ثالث، مضيفا “هنا أعني المدنين، يجب أن يقوموا بدور كبير بتشكيل جبهة لمناهضة الحرب وإيقافها، ودور آخر دودبلوماسي لعكس القضية السودانية للمجتمع الدولي “.

وعبر عن اعتقاده بأن الطرفين، سواء كان الدعم السريع أو الحكومة السودانية، لا يملكان قرارهما في وقف الحرب، وقال إنَّ هنالك جهات تدير المشهد، مشيرًا إلى أن الجيش مُدار من قبل الحركة الإسلامية التي لديها تأثير كبير عليه.

بينما اعتبر أن الدعم السريع فاقد للقيادة والسيطرة على الميدان، مشيرًا إلى أن هنالك بعض المتفلتين يحاربون بإسمه، ودلل على ذلك بدخول عصابات من منطقة الساحل الإفريقي ومن ليبيا ترتدي ملابس الدعم السريع وتحارب باسمه.

وأضاف أن الدعم السريع نفسه غير قادر على السيطرة عليهم، واصفًا الأمر بأنه في غاية الخطورة.

ووصف دهب قوات الدعم السريع بأنها الأكثر استجابة من الجيش للمطالب الدولية، ودلل على ذلك بإرسالها ممثلين إلى مدينة جنيف السويسرية، للتفاوض مع المجتمع الدولي وتوصلهم لتفاهمات من أجل إدخال المساعدات الدولية.

وعبر عن أسفه لرفض الجيش أي تعامل مع المجتمع الدولي في ادخال المساعدات الإنسانية وإيقاف الحرب.

مفارق للمنطق

من جهته قلل القيادي بحزب الأمة القومي وتحالف قوى الحرية والتغيير عروة الصادق من تصريحات نائب رئيس المجلس السيادي ورئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان شمال، الفريق مالك عقار، بأن الحرب ستنتهي بنهاية العام الحالي.

واستهجن عروة في حديث لـ”راديو دبنقا” تصريحات عقار بتحديد موعد لإنهاء النزاع واعتبر حديثه مفارقًا للمنطق.

ورأى عروة أنه لا توجد حيثيات موضوعية يستند عليها عقار، مشيرًا إلى أنه لم ينخرط في جهود السلام الحالية، التي قال إنها ظلت مبذولة منذ مايو 2023 ، مضيفا أن عقار أحد الذين قاطعوها.

ووجه اتهامات لعقار بعرقلة مساعي السلام في منبر جدة، مضيفا أنه استخف بالمبادرات التي طرحت لحل النزاع في السودان.

واعرب عن اعتقاده بأنه ليست هناك مؤشرات على الأرض توضح أن للحكومة قدرة كافية لدحر الدعم السريع.

وأضاف “كل الحيثيات تقول بأن هناك تقهقرا للقوات المسلحة في عدد كبير من المحاور والدفاعات”.

وأردف قائلاً: “إنهم، يعتمدون في حربهم على سلاح الطيران ولكنه لم يؤت أكله، بل دفع ثمنه الأبرياء والمدنيون”، مشيرًا إلى أن الطرفين يعتمدان على الدعم الخارجي للإمداد بالسلاح.

طرفان يحشدان

واعرب عن اعتقاده بان الطرفين لا يزالان يحشدان لاستمرار الحرب.

ورأى الصادق أن ما دفع عقار للإدلاء بتلك التصريحات أن حكومته مواجهة بضغط سياسي كبير، سواء من حواضنها السياسية أو من المناطق التي ترزح تحت الحصار مثل النيل الازرق، التي تعد حاضنة لعقار.

وقال إنَّ القوات التي تشارك في القتال من جانب حكومة الأمر الواقع أصابها الضجر، سواء في المعسكرات أو في جبهات القتال كما أنها تشكو من عدم وصول الإمدادات خاصة في الفاشر.

تهدئة الرأي العام
ومضى القيادي في تنسيقية “تقدم ” في إفادته لـ”راديو دبنقا” إلى القول بأن القصد من تصريحات قادة حكومة بورسودان هو رفع معنويات القوات المسلحة ودرجة التزامها بالبقاء في الخنادق.

وتابع قائلًا “هذا يعتبر تهدئة للرأي العام الذي صار يتضجر من الحرب”.

واعرب عن اعتقاده بان استطلاعات الرأي اوضحت أن غالبية السودانيين يدعون للتفاوض.

واعتبر الصادق أن مالك عقار يعتقد أن تجربته في خوض حروب “الغوريلا” التي خاضها من قبل يمكن تطبيقها الآن.

وقال ” لذلك أقول لا يستطيع مالك عقار أو أي عراف أو عراب التكهن بموعد انتهاء هذه الحرب”.

ووصف كل ذلك بالعبث، وجدد التذكير بأن هناك أرقاماً يندى لها جبين الإنسانية، حسب وصفه، حيث يواجه 25 مليون أوضاعا بائسة، وهناك أكثر من 10 مليون شخص فروا من منازلهم بين نازح ولاجىء، كما أن هنالك 700 الف مواطن على شفير الموت، حسبما قال.

وشدد على ان السودانيات والسودانيين يحتاجون إلى السلام اليوم وليس في ديسمبر 2024.

وتابع قائلا إن أعداد الموتي ستتضاعف إذا استمرت الحرب حتى ديسمبر المقبل بسبب الفقر والمرض والأوبئة، داعيا إلى التوجه إلى السلام اليوم.

Welcome

Install
×