تشخيص الأزمة .. والبحث عن سبل العلاج

الأستاذ عصمت الدسيس - من صفحته على الفيس بوك

طرح عدد من المثقفين والناشطين الرؤية الوطنية لإيقاف الحرب وتأسيس الدولة في محاولة لإشراك الجماهير في إدارة العمل خلال فترة الحرب والعمل من أجل إيقافها وصولاً لتأسيس الدولة.

وقال عصمت الدسيس وهو أحد المجموعة التي طرحت الرؤية في مقابلة مع راديو دبنقا إن الورقة المطروحة رؤية وليست مبادرة، وتأتي في إطار تشخيص الأزمة والبحث عن سبل العلاج. وبين إن الرؤية تطرح إدارة الأوضاع في ظل الحرب وصولاً إلى إيقاف الحرب وتأسيس الدولة ارتكازاً على الجماهير.

وأكد إن الحرب الحالية نتاج وتطور للأزمة في البلاد مشدداً على وجود مشروع يقود لتأسيس الدولة. وقال إن بنية الدولة الحالية معادية للجماهير ولشعاراتها المتمثلة في الحرية والسلام والعدالة.

وحول انقسام الجماهير بين تأييد الجيش ورفض الحرب، عزا الدسيس انقسام الجماهير إلى غياب المشروع السياسي وتحديد الجماهير مواقفها ومسارات رؤاها وفقاً لعقلها الانفعالي اللحظي.

وأكد الدسيس إن الحرب في حقيقتها ضد الجماهير وهي التي تدفع التكلفة العالية، وقال إن أسباب الحرب أساسها صراع بين الجنرالات حول المنافع والمصالح ، داعياً القوى السياسية لتقديم التشخيص الصحيح للجماهير عبر خطاب واضح وصولاً إلى تأسيس الدولة.

وأكد أهمية إسناد مهمة العون الإنساني للجماهير المتمثلة في غرف الطوارئ مشيرا إلى احجام نسبي للمجتمع الدولي عن تقديم المساعدات بسبب إشكالية في تسليم المساعدات وتسابق الطرفين على نهبها.

وأكد أهمية اعتماد البناء القاعدي عبر منح الجماهير سلطة إدارة الخدمات خلال فترة الحرب للجماهير خاصة خدمات التعليم الصحة والبيئة بعلاقة منسجمة مع السلطة المركزية. 

وبشأن إمكانية تسليم السلطات للجماهير، قال عصمت الدسيس لراديو دبنقا إن الأمر متحقق على المستوى العملي خاصة في ظل غياب مشروع الدولة مبيناً إن العمل الإنساني يدار الآن من قبل المتطوعين وإن تدخل الدولة في عملية العون الإنساني سلبي يتمثل في نهب المساعدات.

ودعا القوى السياسية لتفويض غرف الطوارئ لإدارة الخدمات خلال فترة الحرب وفقاً لمناطقها واعتبارها ممثل مرحلي للقوى السياسية من أجل إدارة آثار الحرب. وأوضح إن تفويض غرف الطوارئ يجعلها تجد اعترافاً من المجتمع الدولي وصولاً إلى تقديم الدعم عبرها إلى المتضررين.

وانتقد طبيعة العقل السياسي في السودان الرافض للتعامل مع لجان المقاومة، وقال إن جميع المعضلات مثل الفشل في تكوين المجلس التشريعي والإشكاليات في تشكيل الحكومة كان يمكن حلها عبر تحويل لجان المقاومة لسلطات تأسيس قاعدية. 

وحول موقف القوى السياسية من الرؤية، أكد عصمت الدسيس تسليم الرؤية لجميع الأطراف مثل الكتل السياسية ومنظمات المجتمع المدني ليس بغرض التوقيع،  بل لتكوين منهجية تفكير جديد، وأشار إلى تضمين أجزاء من الرؤية في الورقة الأخيرة الصادرة عن قوى الحرية والتغيير ، مشيراً إلى انتشار مصطلح تـأسيس الدولة والاعتراف الضمني بلجان الطوارئ تحت مسمى الأنشطة الإنسانية.

وقال إن الرؤية تعتمد نمط عمل جديد يرتكز على مناقشة الرؤية وتضمينها في شكل التفكير وصولاً إلى حل آثار الحرب. 

وأكد إن الرؤية ليست رومانسية بل تتضمن وضع حلول للوضع الحالي وصولاً لإلزام المجتمع الدولي وسلطة الأمر الواقع بالتعامل مع غرف الطوارئ.

Welcome

Install
×