An ICRC team assesses the needs of people in the El Bawadi camp in El Gedaref who fled ongoing fighting in eastern El Gezira (Photo: © ICRC)

امستردام: 11 نوفمبر 2024: راديو دبنقا

لا تزال الانباء الواردة من مدينة الهلالية، شرق ولاية الجزيرة، تكشف المزيد عن الوضع الإنساني والصحي المتدهور يوما بعد يوم.

ووسط الاحداث المتلاحقة التي شهدتها منطقة شرق الجزيرة خلال الاسابيع القليلة الماضية، برزت في مدينة الهلالية قضية الأعراض الغربية التي أدت إلى وفاة المئات.

وعلى الرغم من أن العديد من المصادر المحلية قالت إن ما حدث هو نتيجة لتسمم المواطنين، وبعضها القي باللوم على الدعم السريع، إلا أن مصادر مقربة من قوات الدعم وصفت ما حدث بالوباء، بينما أشار آخرون إلى أنها ربما يكون كوليرا.

“فتوى طبية”

وصف المُبِر محمود، الأمين العام لمنصة مؤتمر الجزيرة، الوضع في مدينة الهلالية بانه “كارثي بكل ما تحمل الكلمة من معنى.” وأضاف، في مقابلة مع راديو دبنقا، أن “عدد الشهداء الذين سقطوا بالرصاص الحي بلغ حوالي 16 شخص”، مشيرا إلى أن بقية القتلى الذين “حُصروا حتى الآن بلغ عددهم 312 شهيدا”.

وأشار إلى أن هذا العدد تم حصره فقط في مدينة الهلالية ومنطقة “أم ضوا بان” التي نزحوا إليها، مذكرا بأن هنالك أعدادا أخرى اتجهت غرب النيل نزوحا من الهلالية، وكذلك أعداد من النازحين توفوا في منطقة أبو عُشر.
وتابع قائلا إن بعض المتوفين كانت وفاتهم نتيجة للتسمم، مشيرا إلى أنهم حصلوا على “فتوى طبية” بأن هذه الحالات ليست كوليرا، وإنما تسمم”. ووفقا لحديثه فإن ما حدث هو “تسمم مقصود” قامت به قوات الدعم السريع ضد مواطني الهلالية.

ولم يتمكن راديو دبنقا من الحصول على رد رسمي من قوات الدعم السريع على هذه الاتهامات.

“وباء”

لكن رئيس الإدارة المدنية في ولاية الجزيرة، المقرب من قوات الدعم السريع، صديق عثمان احمد، وصف ما حدث في الهلالية بأنه وباء.

واضاف احمد، خلال مؤتمر صحفي مصور من الهلالية، نقلته بعض المواقع على شبكة الانترنت، إنهم ناشدوا المنظمات الدولية والإنسانية لمد يد العون لمكافحة هذا الوباء، لكنهم لم يلقوا استجابة.

وقال إنهم في الإدارة المدنية يشكرون “مؤسسة الدعم السريع التي سارعت لمد يد العون والوصول إلى موقع الحدث معنا”. واضاف أن الدعم السريع سارع بتقديم مواد غذائية وقافلة دوائية.

وكانت بعض المواقع والمنصات نشرت خلال الايام الماضية تقارير مصورة من داخل الهلالية تشير إلى استقرار الأوضاع وتنفى التهم الموجهة للدعم السريع، لكن الكثير من المعلقين رفضوا تصديق هذه الأنباء واعتبروها مجرد دعاية لصالح الدعم السريع.

“دقيق مسمد”

وردا على سؤال من راديو دبنقا عن الكيفية التي تأكدوا بها من أن ما حدث عملية تسميم مقصودة، قال المُبر محمود إنهم استندوا إلى شهادات المرضي الذين قالوا لهم إن قوات الدعم السريع قدمت لهم “دقيق مسمد”، أي يحتوي على سماد.

وشدد على أن ما حدث لا يمكن أن يكون نتيجة للكوليرا، مضيفا أنه لم يصب أي من جنود الدعم السريع بهذه الحالة، كما لم يصب أحد من القرى المجاورة للهلالية بها. وتابع قائلا إن “الكوليرا لا تقتل 312 شخصا خلال خمسة ايام، مهما كان”.

وحول ما ذكرته مصادر طبية في منطقة “أم ضوا بان” بأن ما حدث هو كوليرا، قال المُبر إن المنطقة تقع تحت سيطرة الدعم السريع، وبالتالي فقد قدمت هذه الإفادة جهاتٌ “لا تملك رأيها”، حسب وصفه.

وتابع قائلا إنهم يتواصلون مع شيوخ منطقة “أم ضوا بان” الذين اخبروهم أن هناك 20 وفاة يومية بهذه الأعراض تقتصر على مواطني الهلالية فقط.

آبار وصيدليات

كما اتهم الدعم السريع بتدمير آبار المياه وحرق الصيدليات، مشيرا إلى احراق عشر صيدليات في المدينة.
ولم يتمكن راديو دبنقا من التواصل مع متحدث باسم الدعم السريع للرد على هذه الاتهامات.

لكن العديد من الجهات الشعبية والأهلية والنقابية اصدرت بيانات ومقاطع فيديو تظهر تدهور الاوضاع الصحية في الجزيرة وانتشار تلك الحالات المرضية، ملقية باللوم فيها على قوات الدعم السريع، بينها “مؤتمر الجزيرة” واللجنة التمهيدية لنقابة أطباء السودان ولجان مقاومة مدني.

“طبيعة المسألة”

وردا على سؤال من دبنقا، عما إذا كان قد أجري فحص طبي للتأكد من أن ما حدث تسمما، اشار المُبر محمود إلى افتقار الهلالية لمؤسسات الرعاية الطبية، مضيفا أن المستشفى الوحيد قد دُمر بالكامل.

وتابع قائلا “نحن سمعنا إفادات من كوادر طبية من أبناء الهلالية”، مضيفا أن أي جهة أخرى تصرح في هذا الشأن “لا تعرف طبيعة المسألة”، على حد تعبيره.

وبصرف النظر عن حقيقة ما حدث لمواطني الهلالية وطبيعة الحالة الصحية التي المت بهم، فإن ما وقع عليهم يعتبر كارثة إنسانية بكل المقاييس، لا تقتصر على المرض والنزوح فحسب، بل تتعداه إلى ما ينتظرهم خلال الايام والاسابيع المقبلة.

Welcome

Install
×