ترشيح لجان المقاومة ولجنة أطباء السودان لجائزة نوبل للسلام

كتب..حسين سعد

قاال السيناتور الديمقراطي كريس كونز انه طرح اسم لجان المقاومة السودانية ولجنة اطباء السودان المركزية لجائزة نوبل للسلام،الجدير بالذكر ان السيناتور كونز كان قد أعلن ذلك في إجتماع إجتماع لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الاربعاء الماضي وناقش الاجتماع كيفية تقوية القيادة السياسية المدنية ،و احترام حقوق الانسان وحق التعبير والتظاهر ،ودعم الشعب السوداني في انهاء سيطرة الجيش على السياسة والاقتصاد،ويعتبر إعلان ترشيح لجان المقاومة ولجنة اطباء السودان المركزية ترشيح صادف أهله تماما فالاخيرة (الجيش الابيض معلوم بسالتها وتضحايتها) في كل المعارك التي خاضتها، ومازالت تخوضه،ا أما الاولي فقد كانت ومازالت هي (الجنزير التقيل ياتو بتلا) في النضال والجسارة،وعندما تقراء بيان للجان المقاومة او تشارك في فعالية لهم يندهش المرء من هتافات الشباب العاتية ،وهم يرددوا عاليا(ها مرة أخري سنخرج للشوارع شاهرين هتافنا ولسوف تلقانا الشوارع بالبسالات) هذه الجسارة البطولية تجعلنا نعيد البصر مرتين ونستعيد تاريخ أجدادنا الذين هزموا الطغاة وهذا التاريخ التيليد عبر عنه الشاعر هاشم صديق بقوله ( لما لليل الظالم طول وفجر النور من عينا اتحول..قلنا نعيد الماضي الأول..ماضي جدودنا الهزموا الباغي وهدوا قلاع الظلم الطاغي

وفي ليلة وكنا حشود بتصارع عهد الظلم الشب حواجز شب موانع

جانا هتاف من عند الشارع…قسما اقسما لن ننهار طريق الثورة هدي الأحرار

والشارع ثار..وغضب الأمة إتمدد نار والكل ياوطني حشود ثوار.

دلالات الترشيح للجائزة العالمية ..

الجدير بالذكر ان جائزة نوبل تمنح للمبدعين في كافة المجالات العلمية والحياتية، بدءاً من السلام وانتهاءاً بالكيمياء والفيزياء. لكن على مر التاريخ، مُنحت تلك الجائزة لشخصيات أسهمت بشكل كبير في تطور البشرية، منهم الصحفي والطبيب والروائي والدكتور وغيرهم ،وفي العام الماضي

فازت الصحافية الفلبينية ماريا ريسا والصحافي الروسي دميتري موراتوف الجمعة بجائزة نوبل للسلام 2021، مكافأة لهما على كفاحهما من أجل حرية التعبير في بلديهما ،وفي العام 2020م فاز برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة بجائزة نوبل للسلام لجهوده في مكافحة الجوع ، ومساهمته في تحسين ظروف السلام في المناطق المتضررة من النزاعات ، ولعمله كقوة دافعة في الجهود المبذولة لمنع استخدام الجوع كسلاح في الحرب والصراع، ويعتبر البرنامج أكبر منظمة إنسانية في العالم تعالج آثار الجوع، وتعمل على تعزيز الأمن الغذائي، وعلى مدار العام، يقدم البرنامج المساعدة لأكثر من 97 مليون شخص في 88 دولة من ضحايا انعدام الأمن الغذائي وانتشار الجوع. وتركز جهود البرنامج على تقديم المساعدات الغذائية الطارئة وتمويل برامج الإغاثة وخطط إعادة التأهيل لمصادر انتاج الغذاء وتقديم المعونة الإنمائية وغيرها من العمليات الخاصة. هذا ويتم انفاذ ثلثي ولاية البرنامج في البلدان المتضررة من النزاعات، حيث يكون الناس أكثر عرضة لسوء التغذية بنحو ثلاثة اضعاف من أولئك الذين يعيشون في مناطق خالية من الصراعات.

اللجان والاطباء والجائزة..

ترشيح لجان المقاومة ولجنة الاطباء للجائزة العالمية الرفيعة يمنح نضال السودانيين ضد الطغاة زخم كبير وحماس للمضي قدما في إستكمال مهام الثورة بالرغم من القمع المفرط ،كما ان الترشيح للجائزة العالمية منح لجان المقاومة بعدا عالميا لايمكن التقليل منها ،وفي المستقبل القريب والبعيد ستكون لجان المقاومة (أسياد الرصة والمنصة) في كل فعل سياسي قادم ،وان أي حوار او نقاش بشأن السودان لن يتجاوزهم ، كما يساهم الترشيح العالمي في خلق إلتفاف حول اللجان التي سبق وان قلت في مقال سابق بأنها _أي_لجان المقاومة شكلت نقطة تحول ،كما وجدت في ذات الوقت تلاحم وتضامن شعبي من الجماهير ،ومشاركتهم الالام والاوجاع ،وفي تقديري هذا ما كان سيتم  لولا أحساس (الناس كل الناس)وإيمانهم القاطع بأن هناك مقاومة جادة (وكاربة قاشة وواقفة ألف أحمر ) وتتمتع بمصداقية واسعة وتضحي في سبيل الوطن، وتقدم خيرة شبابها ،النقطة الاخري والمهمة هي البعد الاجتماعي لاعضاء لجان المقاومة وهذه ميزية فريدة وهنا تكفي نظرة واحدة لتشيع الشهداء وزيارة أسرهم والتضامن معهم وعلاج الجرحي والمصابين والتضامن مع المعتقليين ، ولدي لجان المقاومة قدرة عالية علي إمتصام الصدمات النفسية الناجمة عن سقوط الشهداء والاصابات المميتة والاعتقال والاختطاف فضلا عن ذلك هناك تعامل ذكي مع المحاولات الماكرة لجر لجان المقاومة للعنف ،ووضعهم في مواجهة مع السلطات الامنية وهناك شواهد عديدة لذلك لكنها كلها بات بالفشل ومن بين تلك الصور الباهية لسلمية الثورة السور البشري من قبل الثوار لاحد الاقسام بامدرمان في موكب إستقبال ثوار بحري ،أيضا هنالك حملات اعلامية تم إطلاقها تحاول دمغ لجان المقاومة بعدم الوطنية وانهم (مخروشين) او (بالعين عرق دوكوا) بجانب السخرية التي تأتي علي شاكلة (اصحاب البناطلين الناصلة) وغيرها من أوجة السخرية التي تطال (الكنداكات بشكل أوسع) من اليوم وغدا ستكون لجان الماومة (رقم صعب) لايمكن تجاوزه في المعادلة السياسية ومن الميزات العديدة للجان المقاومة التي سردنا بعضها أعلاه روح الشباب فضلا عن تمددهم بالعاصمة والولايات والارياف،وعندما سمعت بخبر ترشيح لجان المقاومة للجائزة العالمية كنت فخورا بذلك النبأ السعيد ،الذي صادف أهله تماما من الثوار والكنداكات الذين بذلوا ومازالوا يقدموا تضحيات نبيلة من أجل الشعب السوداني (المعلم) 

وصدقت نبوة شاعر الشعب محجوب شريف بقوله ..

ﺗﻄﻠﻊ ﻣﻦ ﺷﻘﻮﻕ ﺍﻻﺭﺽ ﺍﻻﻑ ﺍﻟﻤﺪﻥ ﻗﺎﻣﺎﺕ..ﻭﻳﻄﻠﻊ ﺣﺘﻰ ﻣﻦ ﻗﻠﺐ ﺍﻟﺤﺠﺮ ﻭﺍﻟﺼﻰ

ﺷﺠﺮ ﻣﺘﺸﺎﺑﻚ ﺍﻟﻬﺎﻣﺎﺕ ﻭﺟﻴﻼً ﺟﺎﻯ ﺣﻠﻮ ﺍﻟﺸﻬﺪ..ﺻﺒﺎﻳﺎ ﻭﻓﺘﻴﻪ ﻳﻤﺮﺣﻮﺍ ﻓﻰ ﺻﺒﺎﺡ ﺍﻟﻐﺪ

ﻋﻴﻮﻧﻬﻢ ﺑﺮﻗﻬﻦ ﻟﻤﺎﺡ ﺳﺆﺍﻟﻬﻢ ﺭﺩ..ﺧﻔﺎﻑ ﻭﻟﻄﺎﻑ ﻭﺛﺎﺑﻴﻦ ﺍﻭﺍﻥ ﺍﻟﺠﺪ

ﺩﻓﺎﻋﺎ ﻋﻦ ﺣﻴﺎﺽ ﺍﻟﺴﻠﻢ ﻭﺍﻻﻓﺼﺎﺡ..ﺳﻠﻤﻮ ﻟﻰ ﻋﻠﻴﻬﻢ ..ﺳﻠﻤﻮ ﻟﻰ ﻋﻠﻴﻬﻢ

ﺟﻤﻠﺔ ﺣﺘﻰ ﺍﻟﻠﺴﻪ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺨﻠﻖ ﻭﺍﻟﺘﻜﻮﻳﻦ..ﺻﻨﺎﻉ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻴﻮﻣﺎﺗﻰ ﻣﻠﺢ ﺍﻻﺭﺽ

ﻧﺒﺾ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﻭﺍﻟﻤﻮﺳﻴﻘﻰ ﻭﺍﻟﺘﻠﻮﻳﻦ..ﻫﺪﺍﻣﻴﻦ ﻗﻼﻉ ﺍﻟﺨﻮﻑ

إنبهار عالمي..

سجلت مساعِدة وزير الخارجية الأميركية مولي في  بدفتر المعجبين بإرادة السودانيين على تحقيق أهداف ثورتهم، قائلة إنها لم ترَ «هذا النوع من القوة والتناغم» في أماكن أخرى عملت فيها. من المحرر كيف لا تسجل مساعدة وزيرة الخارجية الامريكية إعجابها بلجان المقاومة وشجاعتهم وهنا إستعرض لكم بعضا من أقوال الشهداء ..

الشهيد الريح ..قال ‏لا أستطيع التراجع، لقد كان ولا زال ثمن هذه الرحلة عمري وأعلموا يا ثوار العالم أننا ما زلنا صامدون وما زلنا منتصرون

أما الشهيد مطر فقد قال ..حرام علينا لو دم الشهيد راح 

بينما قال الشهيد محجوب التاج ..ياخ م تضربو البنات دي م اخلاقنا كسودانين

في وقت قال الشهيد عبد العظيم..لقد تعبنا يا صديقي ولكن لايمكننا الاستلقاء أثناء المعركة

أما الشهيد صالح عبد الوهاب فقد قال ..مافي ثورة بلا شهيد

بينما قال الشهيد أحمد خير ..أحمل كتابي للحكومة قل لها تتلو علي أرواحنا ياسيناا  

واذا عزمت فلا تكون مترددا

الشهيد حنفي عبد الشكورقال …تاني ما حنترس بالحجار حنترس بأنفسنا أخوانا قتلوهم هنا

وفي الاثناء قال الشهيد علاء الدين حسين ..وان غدوت شهيدا فهل ستحبوني في الله اني ما رأيت حبا كحب الثوار لشهدائهم

الشهيد قصي حمتو قال..أتخيل معاي البيوت الفيها شهيد وجاييها العيد

الشهيد وليد عبد الرحمن..أنتو أشتغلوا شغلكم وأضربوا بمبانكم ونحن بنترس

بينما قال الشهيد صلاح الطيب ..في وش المدفع بتلقاني

الشهيد عباس فرح فقد قال..ملتزمون بكل الاعمال الثورية البتضمن حرية سلام وعدالة

أما شهيدتنا ست النفور فقد قالت ..ثورتنا سلمية ومستمرة

بينما قال الشهيد برعي ..أتخيل تجيني طلقة وتقتلني  واموت شهيد

مقاربات ونضالات..

جسارة الثوار ونضالاتهم التي تشبه تاريخ شعبنا المعلم أيضا تشابه نضالات ثوار في الدول الاخري مثل نيسلون مانديلا وجيفارا والشاعر التركي ناظم حكمت الذي كانت حياته مابين الشعر
والسجن والمنفى، كتب خلالها العديد من الأشعار من أجل الفقراء والمقهورين، حتى أصبح من أبرز الشعراء الثوريين في العالم،ودخل ناظم السجن وقضي فيه 13 سنة،ولكنه خلال هذه المدة لم يتسرب إليه اليأس أو الحزن، وخلق من السجن عالما ملأه بالنشاط والإبداع والأمل، وحول السجانين والسجناء إلى أصدقاء له، وأخذ يعلمهم الغناء الجماعى، ويعطيهم دروسا فى الرسم والنحت.

نبوة عالم عباس..

قبل الثورة بفترة قليلة كتب الشاعر عالم عباس قصيدته صمت البراكين قبل إنفجار الحمم

هدوءٌ، ولكنه عاصفةْ،هدوءٌ،وفي صمته الكاظم من غيظه،قنبلةٌ ناسفةْ،هدوءٌ، يهندس في السرِّ
ذرّاتِ وثبته،ومجرّاتِ ثورته،واكتساحَ جحافله الجارفةْ،هدوءٌ
يدَمْدِمُ غَضْبتَهُ، ويُكوّرُ قَبْضَتَهُ،ويدوْزِنُ أوتارَ حناجرِهِ الهاتِفةْ
هدوءٌ،يسطّر اشعار مسيرته العارفةْ
ويرتّبُ للنصر عبر صفوف كتائبه الزاحفة
هدوءٌ، يُحَدّدُ وجْهتَهُ،ويُزَلْزِلُ عرْشَ البُغَاةِ، يَدُكُّ صَياصِيَهُمْ،
هدوءٌ، تبرْكَنَ يغلي،يُؤَكِّدُ أنَّ الطواغيتَ وَهْمٌ،وأنَّ دمَ الأبْرِياءِ حرامُ.

أخيرا نختم مع الشاعر محمد الحسن سالم حميد بقوله..

عفارم عفارم يا شعباً مسالم

يا حر الإرادة جمال وقيادة

يا وقتين تصادم بروقك تضوي

ورعودك تدوي ورياحك

تقصقص رقاب المظالم