ترحيب محلي ودولي واسع بالتزامات الجيش والدعم السريع في جدة

ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان - المصدر وكالة الانباء السعودية

جدة، 8 نوفمبر 2023: راديو دبنقا

لقيت التزامات القوات المسلحة وقوات الدعم السريع، التي أعلن عنها ميسرو محادثات جدة، ترحيباً محلياً ودولياً واسعاً وسط مناشدات لوقف إطلاق النار.

وقال ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إن القيادة ‎السعودية لم تنس الأزمة السودانية على الرغم من انشغال العالم بغزة مبيناً إنها نجحت في التوصل لالتزامات تمهيداً لوقف دائم للحرب.

من جانبها، رحبت منسقة الأمم المتحدة للشئون الإنسانية في السودان كلمنتاين سلامي في بيان بانشاء آلية إنسانية مشتركة بين الجيش والدعم السريع برئاسة مكتب الأمم المتحدة للشئون الإنسانية وطالبت بإجراءات فورية وملموسة. واعتبرت إعلان الالتزامات لحظة مهمة للبلاد، وقالت إن الوعود التي قطعها الطرفان لحماية المدنيين وتوفير وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق – هي وعود يجب الوفاء بها. كما طالبت أطراف الصراع بالعمل من أجل وقف دائم للأعمال العدائية.

السماح بمرور الإغاثة

من المقرر أن ينعقد اول اجتماع للآلية الإنسانية المشتركة بقيادة مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية غداً الخميس وذلك بموجب الالتزامات التي وقعت عليها القوات المسلحة وقوات الدعم السريع في بصورة منفصلة بموجب محادثات جدة 2.

وأكدت قوات الدعم السريع في التعهدات التي وقع عليها رئيس وفدها المفاوض عمر حمدان بتاريخ 4 نوفمبر التزامها بالسماح وتسهيل المرور السريع للإغاثة الإنسانية ودون عوائق.

كما أكد عدم تدخل الجهات الفاعلة المسلحة في أعمال العمليات الإنسانية، وضمان توفير ممرات آمنة النقل ومناطق التخزين والتوزيع. ووافقت قوات الدعم السريع على الامتناع عن التدخل في العمليات الإنسانية القائمة وعدم مرافقة العاملين في المجال الإنساني الذين يقومون بأنشطة إنسانية.

وأعلنت الموافقة على تعيين منسقين للتنسيق المدني العسكري، بقيادة مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية والموافقة على إنشاء وحدة تنسيق تابعة لقوات الدعم السريع.

وأكدت قوات الدعم السريع موافقتها على المشاركة في الآلية الإنسانية بقيادة مكتب الأمم المتحدة لتنسيق المساعدة الإنسانية.

ووافقت قوات الدعم السريع أيضاً على إنشاء طريق آمن للحركة الإنسانية من بورتسودان إلى الخرطوم وتسهيل التفتيش السريع للشحنات الإنسانية ولمرة واحدة على الطريق كما وافقت قوات الدعم السريع على العمل مع مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية لإنشاء طرق تسليم آمنة داخل الخرطوم وضمان حرية تنقل المستفيدين لتلقي المساعدة.

تكلمة إجراءات التخليص الجمركي

وافق وفد القوات المسلحة على تكملة إجراءات التخليص الجمركي للعون الإنساني في مدة لا تتجاوز سبعة أيام عمل، والبت فوراً في تأشيرات الدخول المتأخرة مع إمكانية منح تأشيرة دخول متعددة المدير القطري للمنظمة.

ووافق وفد القوات المسلحة في التعهدات التي وقع عليها رئيس الوفد المفاوض اللواء محجوب بشرى على الغاء أذونات السفر للمناطق التي تشهد وبائيات، بجانب إصدار الإقامات وأذونات العمل للمدير القطري للمنظمة لمدة عام، وبالنسبة لموظفي المنظمة الآخرين لمدة ستة أشهر.

كما وافق وفد الجيش على تشكيل آلية مشتركة للقضايا الإنسانية بقيادة مكتب تنسيق الشؤون الإنساني التابع للأمم المتحدة الذي يهدف لإزاله العوائق التي تعترض انسياب العون الإنساني .

وأشار إلى توجيهات تتعلق بالإسراع في تسهيل إجراءات الشاحنات التسعين المحملة الآن والموجودة في بورتسودان والمقرر مغادرتها الى مختلف المناطق، حتى وصولها إلى منتهاها بالتنسيق مع أوشا.

خطوة إيجابية

رحب القيادي في الحرية والتغيير محمد عصمت المبشر بإعلان الالتزامات بين القوات المسلحة والدعم السريع الذي أصدره الميسرون لمحادثات جدة يوم الثلاثاء واعتبره خطوة إيجابية يجب العمل على ترسيخها.

وقال محمد عصمت لراديو دبنقا إن الخطوة تمثل اختراقاً لا بأس بها من الطرفين، ولكنه أكد في الوقت نفسه إنها لا تشبع آمال السودانيين في إيقاف الحرب، وأشار إلى مخاوف ومحاذير تتعلق بعدم نجاح الخطوة بسبب عدم الالتزام بوقف إطلاق النار. وأكد إن مجرد الالتزام والتعهد لا يكفي مع استمرار اشتعال الحرب.

وطالب عصمت الميسرين بممارسة مزيد من الضغوط على الطرفين من أجل وقف إطلاق النار. واعتبر تشكيل آلية إنسانية مشتركة تقدم يجب دعمه ومساندته.

وأكد محمد عصمت أهمية الالتزام بإعادة رموز النظام البائد الهاربين إلى سجون واتهمهم بتغذية نيران الحرب.

وقال إن فرص نجاح تنفيذ الالتزامات، خاصة فيما يتعلق ببناء الثقة وإعادة رموز النظام البائد إلى السجون، يعتمد على سلطة الأمر الواقع، وأوضح إنها ستواجه مزيداً من العزلة في حال عدم التنفيذ بما لا يمكنها من الاستمرار في السلطة. وتوقع إعاقة تنفيذ الالتزامات بواسطة عناصر المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية وكتائبها مبيناً إنهم ظلوا يعملون على تغذية وإطالة أمدها.

شهادة وفاة لمنبر جدة

قال كمال كرار، القيادي في الحزب الشيوعي، إن إعلان التزامات طرفي الصراع الجيش والدعم السريع بمثابة شهادة وفاة لمنبر جدة.

ووصف كمال كرار لراديو دبنقا التزامات جدة بأنها (حبر على ورق) مبيناً إن قاعدتها وقف إطلاق النار ووقف العدائيات بحسب نصوص اتفاق جدة، وقلل من أهمية تشكيل آلية إنسانية أو آلية تواصل بين الطرفين أو احتجاز الهاربين، في ظل استمرار الحرب وفشل الميسرين في اقناع الطرفين بوقف إطلاق النار.

وأكد إن الهدف من إعلان الالتزامات إظهار نقاط إيجابية لمنبر جدة واستبعد الوفاء بالإلتزامات في ظل استمرار الحرب.

وقال إن المنابر الخارجية بما فيها جدة عاجزة عن وقف الحرب العبثية، وإن الحل داخل السودان وليس خارجه، مطالباً بالضغط الجماهيري السلمي على الطرفين لوقف الحرب وقناعهما بعدم جدواها.

صعوبة إيصال المساعدات

رحب الخبير في العمل الطوعي مصطفى آدم بإعلان التزامات الجيش والدعم السريع في جدة مؤكداً في الوقت ذاته صعوبة إيصال المساعدات الإنسانية للمواطنين في مناطق الحرب بدون الاتفاق على وقف لإطلاق النار.

وأشار مصطفى آدم لراديو دبنقا  إلى الحاجة الماسة لمناطق النساء للمساعدات في جانب الغذاء والصحة والإيواء وقال إن سماح الطرفين للمنظمات الوطنية والدولية بالوصول يمكن أن يعالج الأزمة بشكل جزئي وشدد على ضرورة ضمان عدم تعرضها لأي نوع من الانتهاكات مع التزام الأطراف بقواعد الحرب. ودعا أيضاً لابتداع آليات أهلية لتوصيل المساعدات لمناطق الحرب.

وانتقد عدم توزيع المساعدات للنازحين في الولايات التي تقع خارج دائرة الحرب، وطالب بعدم ربط المساعدات في الولايات الشمالية والشرقية والوسطى بمنبر جدة.

إنتهاكات واسعة

رحبت هيئة محامي دارفور بالإلتزامات الإنسانية التي تعهدت بها قوات الدعم السريع معربة عن أملها في الوفاء بالإلتزامات والتعهدات، وان لا تكون مجرد مخاطبات ودعايات إعلامية اثناء الحرب والتفاوض.

وأشارت الهيئة للانتهاكات الواسعة النطاق والتي ظلت تمارسها عناصر قوات الدعم السريع باستمرار وتقوم بارتكابها بحق المدنيين العزل في المناطق الخاضعة لسيطرتها، ومن دون اي مبرر او سبب .

وطالب قوات الدعم السريع بوقف الانتهاكات الجسيمة المستمرة والمرتكبة بحق المدنيين في مناطق سيطرتها، وان لا تربط ذلك بمفاوضات جدة او اي مفاوضات اخرى، كما طالبت الهيئة قوات الدعم السريع للقيام من جانب واحد بإخلاء مساكن المدنيين من عناصرها او اي عناصر اخرى وذلك بكل المناطق المتأثرة بالحرب.

من جهة أخرى رحب المركز الحقوقي الموحد يرحب بالتقدم الملحوظ في الملف الإنساني وملف الفارين من السجون في مفاوضات جدة،و بالتوصل لآلية تنسيق بين الطرفين بقيادة الامم المتحدة .

تنفيذ إجراءات بناء الثقة

رحب عمر الدقير، رئيس حزب المؤتمر السوداني، بإعلان التزام ‎القوات المسلحة وقوات ‎الدعم السريع باتخاذ خطوات لتسهيل زيادة المساعدات الإنسانية وتنفيذ إجراءات بناء الثقة.

وأعرب عن أمله في أن يسرع الطرفان في الانخراط في الآلية المتفق عليها لضمان توصيل المساعدات الانسانية.

ودعا إعطاء الأولوية للبدء في استعادة فعالية النظام الصحي و إعادة تشغيل مرافق الخدمات الأساسية المعطلة.

وأعرب عن أمله العودة السريعة لطاولة التفاوض للتوافق على وقف إطلاق النار وصولا لعملية سياسية شاملة.

من جانبه رحب التجمع الاتحادي بما تم التوصل إليه اليوم بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع من التزامات لتسهيل المساعدات الإنسانية وتنفيذ إجراءات بناء الثقة.

وقال إن هذه الالتزامات تمثل خطوة للأمام يمكن البناء عليها حتى الوصول إلى اتفاق لوقف شامل ودائم لإطلاق النار.

ودعا الطرفين بالالتزام التام بما تم الاتفاق عليه ومواصلة التفاوض وإكمال سير المحادثات.

Welcome

Install
×