تحركات البرهان الخارجية .. للحشد ام لتسوية الأزمة
أثارت زيارات البرهان الخارجية ردود أفعال للمراقبين لتطورات الأوضاع في السودان في ظل الحرب المستمرة بين الجيش وقوات الدعم السريع منذ أبريل الماضي ، فأعتبر البعض زيارات البرهان الخارجية تهدف لإثبات شرعيته وللحصول على إعتراف من المجتمع الدولي ، بينما ذهب آخرون الي إعتبار الزيارات تأتي في إطار المساعي الإقليمية للتسوية السلمية في السودان.
وقال الصحفي والمحلل السياسي أشرف عبد العزيز ان الزيارات التي يقوم بها البرهان الي دول الجوار تهدف لإثبات شرعيته وللحصول على اعتراف من المجتمع الدولي من أجل المشاركة في الاجتماعات المرتقبة لمجلس الأمن الدولي في نيويورك في الأيام المقبلة.
وقال في مقابلة مع راديو دبنقا أن البرهان يسعي لتعامل المجتمع الدولي معه كطرف يمثل الشرعية والتعامل مع الدعم السريع كطرف متمرد.
وأوضح إن البرهان يسعى من خلال هذه الزيارات لتعزيز فرصه من أجل أن يصبح حاكماً للسودان في الفترة المقبلة، ويستطيع القيام بتشكيل حكومة مؤقته وهذه الحكومة تصبح له كمعبر للترشح مستقبلاً لرئاسة الجمهورية.
وأكد ان هناك معطيات على الأرض ربما قد تغلق مثل هذه السيناريوهات خاصة اذا حقق الدعم السريع انتصارات على الأرض واستطاع السيطرة على الخرطوم بشكل كامل واعلن الدعم السريع حكومة من الخرطوم.
واوضح ان البرهان أمام تحدي لا يمكن تجاوزه، إما ان ينصاع ويستجيب للأصوات التي تنادي بوقف الحرب وهذا يعني استئناف عملية سياسية جديدة يرفضها المناصرون للبرهان الآن غالبيتهم من النظام البائد وأعضاء المؤتمر الوطني، أو ان يستمر في محاولة إثبات الشرعية تشكيل حكومة تكون مرفوضة من غالبية الشعب.
وقال ان البرهان يسير جنباً الي جنب مع عناصر النظام البائد في محاولة منهم لإصباغ شرعية للحكومة الحالية واستمرار الحرب وتحقيق نصر حاسم على الدعم السريع ومن ثم الإعلان عن عودته مجدداً، مبيناً ان البرهان في الجانب الآخر اذا أحس بالهزيمة فانه سيناور على الصعيد السياسي والاتصال بقوي الحرية والتغيير.
ولفت إلى ان البرهان يعمل الآن في كل الاتجاهات في محاولة منه ان يجد فرصة للحل لا تتجاوز فيها حل قضاياه الخاصة.
المساعي الإقليمية للتسوية السلمية في السودان
قال الصحفي والمحلل السياسي حافظ كبير إن زيارة البرهان إلى جوبا تأتي في إطار المساعي الإقليمية للتسوية السلمية في السودان.
وأشار لراديو دبنقا إلى أن زيارة البرهان لجوبا وقبلها للقاهرة تندرج تحت عنوان وقف الحرب مع تباينات حول تفاصيل اخراج الجيوش من العاصمة.
وأكد إن أهمية دولة جنوب السودان تأتي في إطار استضافتها لمحادثات واتفاق جوبا بجانب العلاقات التاريخية الممتدة بالسودان، وتوقع أن يزور البرهان دولاً أخرى في إطار مساعي الحل.
وأشار إلى مساعي لتهيئة المناخ داخلياً لتقبل المبادرات الخارجية، وقال إن الملف الإنساني وحشد الدعم وإعادة الإعمار يحتاج إلى إرادة دولية للتدخل.
وتوقع أن تناقش الزيارة ما يدور في جنوب كردفان والنيل الأزرق بواسطة الحركة الشعبية (قيادة الحلو) من أجل تهدئة الأوضاع وإدخال الحلو في التسوية المقبلة.