تحذيرات من انتشار المجاعة في مقاطعة رشاد
رشاد: 26 يوليو 2024: راديو دبنقا
تواجه مقاطعة رشاد، وهي واحدة من 14 مقاطعة إدارية تتبع للسلطة المدنية لجبال النوبة (التابعة للحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال بزعامة عبد العزيز الحلو- ، تواجه أوضاعا إنسانية وأمنية صعبة أدت إلى حالات نزوح واسعة بين مواطني المقاطعة ونقص كبير في الغذاء وانعدام في الخدمات الصحية والعلاجية.
مجاعة حقيقية
ووصفت حواء محمد الأمين، محافظ مقاطعة رشاد في السلطة المدنية لجبال النوبة، في حديث لراديو دبنقا، وصفت، الأوضاع الإنسانية في المقاطعة بالصعبة وأن المواطنين ومنذ شهر أبريل الماضي أصبحوا يأكلون أوراق الأشجار المتسلقة المعروفة باسم “البجو”. وأوضحت في حديث لراديو دبنقا أن المواطنين يأكلون وجبة واحدة في اليوم لأن تحضير أوراق شجر “البجو” يحتاج إلى يوم كامل حتى يصبح صالحا للأكل.
وأضافت أن المواطنين يضطرون في بعض الأحيان وبسبب الجوع إلى أكل أوراق الشجر دون تحضيرها وفق الفترة الزمنية المطلوبة لذلك يصاب بعض المواطنين بحالات إغماء وحالات استفراغ واسهال. وذكرت حواء محمد الأمين أن الأطفال صغار السن هم الأكثر تأثرا لأنه في بعض الحالات وبدلا من أن تكون هذه الوجبة غذاء مفيد، تتحول إلى سبب في فقدانهم للسوائل نتيجة لإصابتهم بالإسهال.
هجمات متكررة على القرى
وحول الأوضاع الأمنية في المقاطعة، أكدت، محافظ مقاطعة رشاد في السلطة المدنية لجبال النوبة في حديث لراديو دبنقا، أن المنطقة محاصرة من جميع الاتجاهات وأن المجموعات المعادية تأتي من كل حدب وصوب، وتحديدا قوات الدعم السريع والمليشيات القبلية التي تقاتل تحت مظلة قوات الدعم السريع، مع تركيز كبير للهجمات على المناطق الحدودية للمقاطعة في الشمال والغرب.
ونوهت حواء محمد الأمين إلى أن هذه الهجمات تسببت قبل أسبوعين في نزوح سكان ثمانية من القرى التي كانت قد استقبلت في وقت سابق نازحين من الأبيض والرهد والخرطوم. وأشارت إلى أن هذه الأعداد الكبيرة من النازحين اضطرت للفرار في اتجاه وسط المقاطعة بعد أن تم حرق مساكنهم ما تسبب في ضغوط كبيرة في ظل شح الغذاء وانعدام الخدمات، كما نزح سكان بعض القرى من المناطق الشرقية نزوحا كليا قبل ثلاثة أسابيع في اتجاه وسط المقاطعة بعد تعرض المنطقة للهجوم.
أسبوعين من الهدوء النسبي
وقالت محافظ مقاطعة رشاد في حديث لراديو دبنقا أن الأوضاع استقرت نسبيا خلال الأسبوعين الماضيين وأن السلطات تعمل حاليا على حصر الناجين من هذه الهجمات، وأن الحصيلة في قرية “أبو الحسن” وحدها وصلت إلى 13 قتيلا وهناك مواطن مفقود منذ تلك الهجمات بالإضافة إلى 14 جريح، بعضهم يواجهون خطر الموت بسبب عدم توفر الخدمات العلاجية الضرورية.
ومضت حواء محمد الأمين قائلة إن المواطنين في قرية أبو الحسن دافعوا عن أنفسهم لأن الهجوم استهدف القرية التي لا تتواجد فيها أي قوة أمنية وأن من بين القتلى الدكتور أدم بابكر عثمان، مدير إدارة التدريب والتأهيل، وأبو عبيدة أدم عبد الله جلوبة، مدير مكتب المحافظ، وهم من أبناء قرية “أبو الحسن” وذهبا للقرية للمشاركة في عمليات الموسم الزراعي.
فشل مبكر للموسم الزراعي
وأوضحت المسؤولة في السلطة المدنية في حديث لراديو دبنقا أنه في الفترة ما بين الهجوم على القرى الثمانية التي نزح سكانها وما حدث في قرية أبو الحسن مؤخرا والتي سقط فيها الكثير من الضحايا، تعرض طلاب نقوم بإرسالهم إلى مراكز للتركيز لفترة شهرين للتحضير للامتحانات تعرضوا لهجوم في الطريق ما أدى إلى مقتل 3 من فريق التأمين المرافق لهم وتم نهب مقتنيات الطلاب والذين عادوا بسلام.
وحذرت حواء محمد الأمين من أن الأوضاع الأمنية في الولاية تحول دون استقرار المواطنين وبالتالي عدم تمكنهم من الزراعة خصوصا وأننا الآن في نهايات فصل الخريف في شهري يوليو وأغسطس مما يشي بحدوث مجاعة أكثر شدة في العام القادم.
الموقع الجغرافي لمقاطعة رشاد
تقع في المناطق الشرقية لجبال النوبة وعلى ارتفاع يقدر بحوالي 3 ألف متر فوق سطح البحر ما يوفر فيها أجواء معتدلة طوال العام وفصل خريف يتميز بالأمطار الغزيرة. ويعبر المنطقة “خور العواي” الذي يمثل أحد الروافد الرئيسية “لخور أبوحبل” الذي يصب في النيل الأبيض.
وتقع مدينة رشاد، عاصمة مقاطعة رشاد، إلى الجنوب من محلية الرهد (ولاية شمال كردفان) وعلى بعد 90 كيلومتر من مدينة الرهد، وشرق العباسية تقلي التي تبعد عنها حوالي 50 كيلومتر على الطريق المؤدي إلى أم روابة التي تقع على بعد 134 كيلومتر إلى الشمال ومن الغرب الدلنج وعلى بعد 168 كيلومتر ومن الجنوب أبوجبيهة على بعد 30 كيلومتر.
النشاط الاقتصادي
تمثل الزراعة النشاط الاقتصادي الرئيسي لسكان مقاطعة رشاد حيث تتم زراعة البصل والفول السوداني والخضروات وخصوصا الطماطم بجانب القونقوليز. كما تنتج المقاطعة كميات كبيرة من فاكهة القشطة وتتواجد بها الكثير من أنواع الأشجار والأعشاب التي تستخدم للأغراض الطبية.