تحت شعار “المعلمون بناة حضارة ودعاة سلم”..لجنة المعلمين تدشن حملة كبرى لوقف الحرب
السبت: 27/ يوليو/2024م: راديو دبنقا
تقرير: سليمان سري
دشنت لجنة المعلمين السودانيين “الحملة الكبرى لوقف الحرب في السودان”، تحت شعار “المعلمون بناة حضارات ودعاة سلم” وذلك عبر نشر مقاطع مصورة “فيديو” لعدد من أعضاء اللجنة ومشاركة شخصيات عامة وقيادات مجتمع مدني وسياسي نقابي وإعلامي.
وأكد المتحدث الرسمي بإسم لجنة المعلمين السودانيين، سامي الباقر في حديث لـ”راديو دبنقا” إنَّ حملة المعلمين التي انطلقت اليوم السبت عبر الأسافير، والداعية لوقف الحرب قد حققت نجاح واسع، وقال إنَّها جاءت بمشاركة مجموعة من الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني والنقابات والشخصيات الوطنية، واعتبر هذه المشاركة الواسعة من قبل هذه الجهات دليل على رغبة السودانيين في وقف الحرب وتحقيق السلام.
نزع الشرعية:
وقال الباقر، إنَّ الحملة ستسمر ليوم غدٍ الأحد وتنفيذ مجموعة من البرامج التي تحتوي عليها هذه الحملة من التشبيك مع الكيانات المهنية والنقابية وكل منظمات المجتمع المدني لتكوين أكبر كتلة مدنية لوقف الحرب والمطالبة باستعادة السلام.
واعتبر أن الحملة تهدف لمخاطبة أطراف الحرب ونزع الشرعية عنهما، ومخاطبة المجتمعين الإقليمي والدولي بضرورة الضغط على الأطراف المتحاربة لوقف هذه الحرب، وكشف عن أن لجنة المعلمين ستعقد مؤتمرًا صحفيًا في نهاية الأسبوع لتقييم نتائج الحملة.
وأشار القيادي النقابي، إلى أن هذه الحملة امتداد لعمل لجنة المعلمين السودانيين الذي ظلت تقوم به قبل اندلاع الحرب، حيث حذرت قبل منها عند بروز إرهاصاتها وطالبت بوقفها منذ اليوم الأول وهاهي الآن تسلك طريقًا لإعلاء صوت رافضيها.
وقال سامي الذي تحدث أيضًا في مقطع مرئي “فيديو” ضمن المقاطع المسجلة التي بثتها لجنة المعلمين في الحملة على صفحتها في فيسبوك، قال إنَّ قطاع التعليم يمثل جل الشعب السوداني مشيرًا إلى أنه لاتوجد أسرة سودانية في أي مكان لم تتأثر بالدمار الذي أحدثته هذه الحرب في التعليم.
وأكد المتحدث بإسم لجنة المعلمين سامي الباقر، إن دائرة رفض الحرب قد اتسعت واتضح جليًا للجميع بعد مرور ما يقارب الستة عشر شهرًا، حجم الدمار والفظائع التي تحدثها هذه الحرب فصوت العقل والضمير لايملك إلا المطالبة بوقفها وأن من يدعوت لأستمرارها لاينتمون للإنسانية من قريب أو بعيد.
توقف العملية التعليمية:
من جهتها قالت: عضو المكتب التنفيذي للجنة المعلمين السودانيين وعضو المبادرة درية محمد بابكر. إن الحملة الكبرى لوقف الحرب، جاءت اعتمادًا على إرث لجنة المعلمين النضالي ومشاركاتها في كل القضايا، التي تهم الوطن وأضافت: أن هذه المبادرة جاءت تحت شعار “المعلمون بناة حضارات ودعاة سلم” وأن الحملة تهدف للوقف الفوري للحرب ومعالجة آثارها التي طالت كل بيت سوداني وكانت أشد وطئًا على شريحة المعلمين والطلاب والتلاميذ.
وتابعت قائلًة: “توقفت العملية التعليمية برمتها في البلاد وأصبح هذا القطاع الهام مابين نازح ولاجئ ومشردٍ أو تحت تأثير نيران الطرفين المتحاربين”، وقالت إنَّ اللجنة تهيب بكل الشرفاء في دول العالم وكل المنظمات الدولية والإقليمية والعالمية، من أجل الضغط على طرفي النزاع من أجل الجلوس على طاولة المفاوضات والانخراط في عملية بناء ما دمرته الحرب. والعودة إلى مسار ثورة ديسمبر والتي شعارها حرية وسلام وعدالة.
الحق في التعلم:
من جانبها أعلنت الجبهة الديمقراطية للمحاميين السودانيين عن دعمها لحملة لجنة المعلمين السودانيين، واعتبرها جسم هام وأساسي، وناشدت الجميع بالانضمام والمشاركة في الحملة والزام الحكومة الحالية بالقيام بواجبها لحماية هذا الحق.
وطالبت الجبهة الديمقراطية في بيان تحصل عليه “راديو دبنقا”، المجتمع الدولي ان يقوم بواجبه في تفعيل آلياته في مراقبة الدولة، وإلزامها بتوفير وتهيئة المدارس وحماية المعلمين وإيفائهم أجورهم كاملة، وأعابت على الدولة عجزها في توفير مرتبات المعلمين وتتركهم للجوع والمسغبة، واتهمت الحكومة بهدر موارد الدولة على حرب من سمتهم بطرفي اللجنة الأمنية المنقسمة على نفسها.
وعبرت عن دعمها ومناصرتها لحملة المعلمين، ودعت لوقف الحرب وعودة الحياة وطابور الصباح وجرس الحصة. مشيرًة إلى أن الحق في التعلم هو أحد الحقوق الأساسية حيث نص عليه العهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية في السادس عشر من ديسمبر 1966 ودخل حيز التنفيذ في 3 يناير 1976، وهو ما صادقت عليه حكومة السودان.
أطفال بلا تعليم:
وأكدت الجبهة الديمقراطية للمحاميين على أن الاتفاقية ألزمت الدول الموقعة بأن تحمي هذا الحق في اوقات السلم وأثناء النزاعات وأوجدت أربعة سمات هي : التوافر، إمكانية الالتحاق، إمكانية القبول ، وقابلية التكيف.
ووصفت حرب الخامس عشر من أبريل بالكارثية وقالت إنَّها أوجدت هذا الوضع المخيف ولم تستبعد أن تمتد آثاره علي مدى أجيال، ويلاحق السودانيين حتي في مناطق النزوح واللجؤ مع تصاعد تكلفة الحاق ابناءهم بالمدارس وعدم مقدرتهم لتوفيرها.
وجددت الجبهة الديمقراطية التذكير بأنه يوجد 19 مليون تلميذ خارج العملية التعليمية ، و 6.5 مليون طفل فقدوا إمكانية الوصول إلى المدرسة، وحوالي 10 الف و 400 مدرسة تغلق أبوابها، ووصفتها بالأرقام المفزعة وقالت إنَّ جيل كامل من السودانيين يواجهون خطر الأمية والجهل. واعتبرت أن لجنة المعلمين السودانيين تطلق أكبر حملة وتدق ناقوس الخطر بدعوتها انقذوا التعليم في السودان.
التجمع المدني:
أعلن التجمع المدني لنهر النيل ( تمدن) عن تضامنه مع حملة المعلمين الداعية لوقف الحرب، وأكد على دعمه لكل فعالياتها، وذلك انطلاقا بما يمليه علينا الواجب الوطني، واعتبر أن هذا التضامن يأتي انطلاقا من قناعتهم بأن الحرب الدائرة في البلاد تضرر من ويلاتها كل شعب السودان.
وقال التجمع لقد ظللنا ومنذ أمد ليس بالقصير نتابع ما يقوم به المعلمون من عمل وهادف على الصعيدين المطلبي والنضالي العام. ممتدحًا دور المعلمين بأنهم أصحاب المهنة الرسالية التي اطلَّعت برفع الوعي وتوسيع المدارك.
وقال التجمع المدني في بيان تحصل عليه “راديو دبنقا” إنَّ الهدف من إشعال هذه الحرب من أجل مصالح ضيقة لمن وصفهم بالمستفيدين من بقاء النظام السابق بعد أن فشل انقلاب 25 اكتوبر 2021 في تحقيق هذا الهدف.
وجدد التذكير بأن الشعب السوداني هو المتضرر الأوحد من هذه الحرب لما كابده من نزوح ولجوء ونقص في الأنفس والممتلكات، وقال التجمع استنادًا على ذلك فهو يقف بصلابة مع حملة المعلمين، داعيًا جميع المعلمين بولاية نهر النيل وكل الحادبين على مصلحة وأمن وأمان الوطن بالوقوف معها.