جانب من مشروع الجزيرة الزراعي - المصدر وكالة السودان للانباء

مدني: الثلاثاء 6 أغسطس 2024: راديو دبنقا
تقرير: سليمان سري
ناشدت سكرتارية تحالف مزارعي مشروع الجزيرة والمناقل، الامم المتحدة ومنظماتها وهيئاتها المختلفة وشعوب العالم، بالعمل معهم من أجل وقف هذه الحرب ومجابهة خطر المجاعة، في ظل فشل الموسم الزراعي، حيث لم تتم زراعة أكثر من 3.500 فدان وبنسبة 6% لموسم 2024 ـ 2025، لمحاصيل القطن والفول والجنائن والذرة في قسم المسلمية الجزيرة، بينما بلغت المساحات المزروعة في أقسام المناقل 27 ألف 652 فدان بنسبة 22%..
وشكك البيان في احتمال نجاح الموسم الصيفي بسبب تدني المساحات المزروعة، مع عدم توفر التمويل اللازم وشح العمالة وتخريب منظومة الري. واعتبر البيان أن الموسم الصيفي قد فشل بالفعل، وحذر من نذر مجاعة قادمة تجتاح الجزيرة وعموم السودان بالنظر إلى مساهمة المشروع في الاقتصاد السوداني.
تراجع المساحات:
وقالت سكرتارية تحالف مزارعي الجزيرة والمناقل في بيان تحصل عليه “راديو دبنقا” أن الزراعة تواجه العديد من الصعوبات بسبب الحرب، حتى الزراعة الصفرية التي تمت زراعتها بدون تحضير سماد وتقاوي ومبيدات لا تزيد مساحتها عن 6% من مساحة أقسام مشروع الجزيرة العشرة بينما تصل المساحات المزروعة في أقسام المناقل الى 22 % حسب احصائيات الادارة الزراعية.
وأشار البيان إلى خروج محصول القطن عن الموسم الصيفي 24-2025 في قسم المسلمية، بعد أن تمت زراعة 2050 فدان العام الماضي، أما الذرة فتراجعت مساحتها إلى 3 ألف فدان مقارنة بـ 23 ألف و 900 فدان العام الماضي، والفول والجنائن لم تتجاوز مساحتها المزروعة سوى 500 فدان فقط، مقارنة بـ 30 ألف فدان، عن موسم 2023 ـ 2024.
مشروع امتداد المناقل:
أما أقسام المناقل الثمانية حيث تقدر المساحة الكلية بحوالي مليون فدان لمحاصيل العروة الصيفية في الظروف العادية، فقد تراجعت جملة المساحة المزروعة للموسم الصيفي للعام 2024 ـ 2025 إلى 27 ألف و 652 فدان بنسبة 22 %مقارنة بـ 123 ألف و 699 فدان، لموسم 2023 ـ 2024 بنسبة 100%.
وتراجعت المساحات المزروعة من القطن إلى ربع مساحة العام الماضي حيث بلغت 4 ألف و 792 فدان للموسم الصيفي 2024 ـ 2025، مقارنة 12 ألف و 754 فدان لموسم 2023 ـ 2024، وتراجعت أيضًا المساحة المخصصة لزراعة الذرة إلى 16 ألف 270 فدان، مقارنة بـ 69 ألف و129 فدان، أما الفول والجنائن فلم تتعدى المساحة المزروعة سوى 6 ألف و590 فدان مقارنة بـ41 ألف و 766 فدان في العام الماضي.
ارتفاع الأسعار:
إلى ذلك أورد بيان سكرتارية تحالف مزارعي الجزيرة والمناقل أسعار المحاصيل والسلع الضرورية في سوق المناقل حيث بلغ سعر جوال الذرة “طابت” 110 ألف جنيه خلال أغسطس الحالي، مقارنة بـ 45 ألف جنيه في شهر مايو الماضي من هذا العام بنسبة بلغت 144%.
بينما بلغ سعر جوال الذرة “ود أحمد” إلى 100 ألف جنيه خلال أغسطس الحالي مقارنة ب35 ألف جنيه في مايو الماضي بنسبة زيادة بلغت 214%، وبلغ سعر العدسية 260 ألف جنيه للجوال خلال الشهر الحالي، مقارنة بـ 70 ألف جنيه في شهر مايو الماضي وبزيادة بنسبة بلغت 271%.
وارتفع سعر جوال الفاصوليا إلى 400 ألف جنيه في أغسطس الحالي مقارنة بـ 70 ألف جنيه قبل ثلاثة أشهر، بنسبة زيادة بلغت 471%، بينما تضاعف سعر جوال السكر إلى 130 ألف جنيه خلال هذا الشهر الحالي، مقارنة بمبلغ 65 ألف جنيه قبل ثلاثة أشهر، بنسبة زيادة بلغت 100%.
وجددت سكرتارية تحالف مزارعي الجزيرة والمناقل تمسكها بالزراعة رغم تلك الظروف، داعيًة الذين بقوا على الأرض لضرورة الزراعة. كما ناشدت ابناء وبنات السودان بالداخل و الخارج للعمل معا لإنقاذ إنسان السودان و مشروع الجزيرة. وتابع البيان قائلاً: من هذا الواقع ودفاعًا عن بقائنا و بقاء الأرض وتأكيدًا لوجودنا و دفاعًا عن الأرض، نرفع هذا النداء للذين ما زالوا على الأرض لضرورة الزراعة.
واعتبر أن نزوح معظم العمال الزراعيين والمزارعين من القرى والكنابي جعلهم في أشد الحاجه إلى المساعدات، حيث يمثلون الشرائح الأكثر فقرًا و يعيشون في ظروف صعبة وغير إنسانية في ظل انعدام السلع وارتفاع أسعارها و غياب الرعاية الصحية.


عدنا 100 عام إلى الوراء:
من جهته قال الطيب يوسف المزارع بمشروع الجزيرة، قسم ود حبوبة لـ”راديو دبنقا”، إن واحدة من النتائج الكارثية للحرب، على مشروع الجزيرة، هي التدهور المريع في المساحات التي تتم زراعتها، والاختلالات الكبيرة في أنظمة الري. بالإضافة إلى ما وصفه بالبدائية، التي ظهرت بوضوح في عمليات الزراعة، وأضاف “كأنما عقارب الساعة، قد تراجعت لأكثر من 100 عام”.
وأشار إلى أن الإحصاء الذي نشرته سكرتارية تحالف مزارعي الجزيرة والمناقل قد تكون غير دقيقة، ولكن يمكن الاعتماد عليها، وبعد العملية الإجرائية، لرصد المساحات التي تمت بواسطة الإدارات الزراعية في مشروع الجزيرة.

واعتبر أن كل هذه الأرقام والنسب، تشير لوضع كارثي بالنسبة لما تبقى من الناس في الجزيرة وامتداد المناقل، وقال بلا شك هي مؤشر لمجاعة ومؤشر لتدهور مريع للأرض وطرق استخداماتها، وكذلك تدهور قد يطال أنظمة الري والقنوات.
ورأى بأن كان هناك نداء أو استغاثة، فيجب أن يتعلق بإيقاف الحرب حتى ينعم المزارعين والعمال الزراعين بشيء من الطمأنينة لاستئناف عملية الإنتاج والمحافظة على الأرض وما حولها من موارد وقنوات ري وكل الأشياء التي لا يمكن تعويضها أو إعادة إنتاجها.
وقال عمومًا بلا شك مشروع الجزيرة ظل واحد من الأعمدة الأساسية التي ساهمت في بناء الدولة السودانية وأكدت كل التجارب أن هذه الأرض بكر قادرة على التجديد وقادرة على الحفاظ على خصوبتها وعلى أصلها وأضاف لا بد من التعامل معها بقدر عالي من المسؤولية.
واعتبر أنها واحدة من الموارد التي لا بد من الدفاع عنها بحزم هي الأرض الزراعية الموجودة على الجزيرة وامتداد المناقل مشيرًا إلى أنه مورد متجدد ومستدام ساهم في بناء وتطوير وتنمية الدولة السودانية ولأكثر من 100 عام.

Welcome

Install
×