تأجيل ورشتي العدالة والاصلاح الى مابعد تشكيل الحكومة
أكدت قوى الحرية والتغيير تأجيل استكمال قضايا العدالة والإصلاح الأمني والعسكري إلى ما بعد تشكيل الحكومة الانتقالية.
وقال الريح الصادق ، عضو المكتب التنفيذي للحرية والتغيير، إن القوى الموقعة على الاتفاق ستضع الموجهات لعقد الورش على أن يتم الشروع في وضع التصور النهائي ومقابلة اصحاب المصلحة بعد تشكيل الحكومة.
وبشأن قضية الإصلاح الأمني والعسكري، قال إن الأمر يتعلق بنقاش سياسي بين الأطراف العسكرية والمدنية وصولاً لوضع خارطة طريق لتنفيذ الاصلاحات وأوضح إنه بعد تشكيل الحكومة الانتقالية سيتم عقد ورش فنية متخصصة بالاستعانة بخبراء لتحديد الشكل النهائي للتنفيذ.
وأكد إن تنفيذ قضايا العدالة والاصلاح الأمني والعسكري تتطلب قرارات وليس توصيات مؤكداً ضرورة مناقشتها في ظل الحكومة الانتقالية لمنحها الشرعية والضمانات الكافية.
ووصف حديث البرهان المتعلق بتحذير المدنيين من التدخل في شئون الجيش بأنه حديث سياسي موجه إلى عناصر محددة وليس له أي تاثير.
من جهة أخرى، وصل وفد من المجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير برئاسة عضو مجلس السيادة السابق محمد الفكي إلى جوبا في أول زيارة بعد توقيع الاتفاق الإطاري.
ويضم الوفد رئيس لجنة الاتصال عمر الدقير بجانب الدكتورة مريم الصادق وكمال بولاد ومحمد حسن عربي .
وقال الريح محمد الصادق، المتحدث الرسمي لتجمع المهنيين وعضو المكتب التنفيذي للحرية والتغيير، لراديو دبنقا إن الزيارة تهدف الى إطلاع حكومة جنوب السودان ورئيسها بتطورات العملية السياسية وقضايا الإصلاحات المتعلقة باتفاق سلام جوبا باعتبار ان حكومة جنوب السودان هي الراعية لاتفاق السلام .
وقال الوفد ربما يلتقي بالسيد عبد العزيز الحلو رئيس الحركة الشعبية شمال بجوبا ، وأوضح إن الزيارة تستغرق 24 ساعة الا اذا حدثت مستجدات .
ومن جانب اخر حذر أحمد موسى عمر القيادي في المجلس الأعلى لنظارات البجا من العواقب الوخيمة لعقد ورشة شرق السودان في الخرطوم بمعزل عن القوى الفاعلة .
وقال، في حديث لراديو دبنقا، إن انعقاد الورشة سيؤدي إلى تعقيد قضية الشرق مشيراً إلى تهديد المجلس الأعلى للبجا بإغلاق الشرق في حال عدم اقامة الورشة بدون أخذ أراء أصحاب المصلحة .
وقال كان الأجدى تأجيل الورش إلى حين التوصل إلى تفاهمات مع القوى السياسية والأطراف الأخرى.
وقال إن عدم اشراك الأطراف الأساسية في قضايا السلام والإصلاح الأمني والعسكري والشرق في الورش ستؤدي إلى خروجها بنتائج نظرية لن تسهم في حال الأزمة .
ترحيب بالمبادرة المصرية :
من جهتها جددت الحرية والتغيير( الكتلة الديمقراطية) ترحيبها بالمبادرة المصرية مؤكدة إن الدور الاقليمي والدولي يجب ان لا يتخطي التسهيل والتيسير بين الفرقاء المدنيين لحل الازمة الراهنة.
وقال الدكتور محمد زكريا القيادي في الكتلة في مقابلة مع راديو دبنقا إنهم رحبوا بالمبادرة المصرية استناداً على هذا المبدأ مبيناً ان الحكومة المصرية ستقوم بتوفير المناخ اللازم والبيئة للاطراف السودانية لتدير الحوار فيما بينها . وأكد إن الحكومة المصرية لن تتدخل في الحوار وستعلن الأطراف المشاركة في الورشة عن نتائجها بالخرطوم . وتمسك بضرورة الحل السوداني للأزمة السودانية .
وقال ان الجهد المصري يتسق مع المبادي التي تنادي بها الكتلة الديمقراطية. وأوضح إن الجهد المصري يهدف لتقريب وجهات النظر ولا يسعي الي فرض اجندة. وذكر انهم ينظرون إلى الدور المصري مثل نظرتهم إلى الآلية الرباعية الدولية والالية الثلاثية والتي تعمل من اجل الانتقال المدني والاستقرار في السودان. ولفت إلى أن المبادرة المصرية يمكن ان تسهم في معالجة الكثير من العقبات وتجسر الهوة بين المكونات المدنية في فترة الانتقال .
واتهم الآلية الثلاثية بعدم الحياد وتبني مواقف كتل بعينها مقابل رفضها لمواقف كتل أخرى. ولفت إلى أن التدخل في الشأن السوداني بلغ مدى بعيداً.
وقال الدكتور محمد زكريا إن هناك إشكاليات كبيرة تعترض مسار الانتقال تتمثل في عدم وجود رئيس للوزراء لعام كامل بجانب الانقطاع التام للمسار الدستوري مما يتطلب جهود داخلية وخارجية لحل الأزمة .
مطالبات بتاجيل الورش:
وفي الاثناء أعلنت الحرية والتغيير الكتلة الديمقراطية رفضها لورشة العمل الخاصة باتفاقية سلام جوبا التي أعلنت القوى الموقعة على الاتفاق الإطاري تنظيمها نهاية يناير الجاري.
وقال الدكتور محمد زكريا القيادي بالحرية والتغيير الكتلة الديمقراطية لراديو دبنقا إنهم يرفضون هذه الورشة لأنها تحاول تعديل الأسس التي قامت عليها اتفاقية السلام مؤكداً موقفهم المبدئي الرافض للاتفاق الاطاري . وأشار إلى عدم استلامهم أي دعوة حتى الآن للمشاركة في الورشة.
وقال ان مساحة التواصل والتفاهمات التي ابتدرتها قوى مدنية بالداخل لتقريب وجهات النظر بين الفرقاء السودانيين قطعت شوطاً بعيداً.
ودعا قوى الحرية والتغيير لتأجيل الفعاليات والورش لو كانت حريصة على التفاهم بين الأطراف، وتوجيه الجهود للجلوس لتجاوز التباينات وهي ليست كبيرة ووصف الجهود الجارية حالياً بأنها ( حرث في البحر ولا تؤدي الي حل الازمة).
جهود البرهان مستمرة :-
اعتبر الدكتور محمد زكريا القيادي بالحرية والتغيير الكتلة الديمقراطية ان انسحاب رئيس مجلس السيادة من الوساطة بين كتلتي الحرية والتغيير توصيف غير دقيق للواقعة مبيناً ان الجهود لاتزال مستمرة للتقريب بين الأطراف.
وقال لراديو دبنقا إن البرهان دعاهم مساء الاثنين إلى لقاء بواسطة رئيس مجلس السيادة مبيناً ان رئيس مجلس السيادة اخبرهم باشتراط المجلس المركزي الجلوس مع كل من حركة العدل والمساوة و تحرير السودان بجانب الحزب الاتحادي الديمقراطي بصورة منفردة لكل جهة ، و ورفضه الجلوس مع بقية أعضاء مجموعات الكتلة الديمقراطية.
وأكد إنهم في الكتلة الديمقراطية يرون إن حل للأزمة السياسية الراهنة يجب ان يشمل جميع الفرقاء باستثناء حزب المؤتمر الوطني المحلول مشيراً إلى أن أي محاولة للوفاق بين أطراف مدنية محدودة لن ينتج استدامة للحل وسيواجه ذات العقبات التي ادت الي انسداد الافق و انتجت قرارت الخامس والعشرين من اكتوبر.
وأكد ضرورة مخاطبة كل السودانيين خاصة قضايا النازحين واللاجئين والمنطقتين وقضايا السلام في الشرق وشمال ووسط السودان.وأوضح ان ذلك لن يتحقق إلا بقبول الآخر. وأضاف ( أكدنا لرئيس مجلس السيادة الفريق البرهان حرصنا على الحوار، وقال انهم جددوا حرصهم للجلوس مع المجلس المركزي متى ما وافق على الجلوس معهم ككتلة. ودعا جميع القوى الى الجلوس لتجاوز التباينات التي توشك ان تنسف فترة الانتقال وتهدد الثورة السودانية .