بيان مجلس الأمن والسلم الأفريقي بعيون مراقبين: د.نقد يقول: الخطوة مقصود بها شرعنة الإنقلاب وديدان يصفها بالخاطئة!!

اجتماع البرهان مع وفد مجلس السلم والأمن الافريقي- 3 اكتوبر 2024- مصدر الصورة: صفحة القوات المسلحة السودانية

أديس أبابا: السبت 19/ 10/2024م: راديو دبنقا

تقرير – أشرف عبدالعزيز

في تطور لافت أكد مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الإفريقي، الإثنين، على أهمية مشاركته مع مسؤولي حكومة السودان مقترحين قدمهما رئيس مجلس السيادة، الفريق عبد الفتاح البرهان، هما: إنهاء الحرب وإنشاء نقاط تجمع للقوات متفق عليها بالإجماع، واستعادة عملية الانتقال السياسي الديمقراطي بقيادة مدنية.

اعادة فتح مكتب السودان:

  وطالب المجلس رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، موسى فكِّي، بإعادة فتح مكتب الاتصال التابع للاتحاد الإفريقي في مدينة بورتسودان، مع الحد الأدنى من الموظفين، ومراعاة الوضع الأمني السائد، من أجل السماح للاتحاد الإفريقي، من بين أمور أخرى، بالتواصل مع أصحاب المصلحة في السودان على جميع المستويات.

وذكر المجلس إنه أحيط علمًا بالقلق الذي أبدته السلطات السودانية، وأصحاب المصلحة، إزاء تعليق مشاركة السودان في أنشطة الاتحاد الإفريقي وأجهزته.

وفي هذا الصدد، أكد على الحاجة إلى المزيد من المشاركة والاتصالات من جانب الاتحاد الإفريقي مع السلطات وأصحاب المصلحة السودانيين؛ معربًا عن تطلعه إلى إجراء مناقشات غير رسمية بين المجلس وممثلي حكومة جمهورية السودان.

كما دعا رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي إلى تقديم الدعم الفني للسودان، بما في ذلك من خلال استخدام صندوق السلام التابع للاتحاد الإفريقي ومرفق الاحتياطي للأزمات، ويطلب معالجة أي آثار مالية مصاحبة، إن وجدت، من خلال إعادة التخصيص.

حشد المساعدات:

 كذلك طالب مجلس السلم والأمن رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي بحشد المساعدات الإنسانية بشكل عاجل إلى السودان من خلال مؤسسات الاتحاد الإفريقي ذات الصلة التي تشمل، من بين أمور أخرى، مركز الاتحاد الإفريقي للسيطرة على الأمراض، ووكالة الاتحاد الإفريقي للتنمية، والشراكة الاقتصادية الجديدة من أجل تنمية أفريقيا، واللجنة الفرعية للجنة الممثلين الدائمين المعنية باللاجئين، وتقديم التقرير في غضون عشرة (10) أيام بسبب الطبيعة العاجلة للوضع.

أيضًا، طالب المجلس رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي دعم اللجنة الرئاسية المخصصة لمجلس السلم والأمن؛ والفريق رفيع المستوى المعني بالسودان من أجل تعزيز مشاركتهما مع السودان، والهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية، والدول المجاورة لها.

بالإضافة إلى أصحاب المصلحة الآخرين ذوي الصلة، في تنفيذ خارطة طريق الاتحاد الأفريقي لحل الأزمة في السودان، بما في ذلك ركائزها الأساسية المتمثلة في وقف إطلاق النار الشامل وغير المشروط، والوصول الإنساني، وحماية المدنيين، وتقديم تقرير إلى مجلس السلم والأمن في أقرب وقت ممكن.

محاولة مصرية لشرعنة الانقلاب:

 الناطق الرسمي لتجمع المهنيين السودانيين د.علاء الدين نقد وصف بيان مجلس السلم الأفريقي رقم (12 – 35) بالغريب والمناقض لجميع البيانات السابقة للاتحاد الافريقي، التي صدرت بشأن الأزمة في السودان، سواء كانت في 3 اكتوبر 2023م أو في مايو 2024 أو أخر بيان في سبتمبر 2024.

 وقال د.علاء نقد لـ(راديو دبنقا): “البيان بدا في كثير من فقراته متناقضاً حتى فيما يتعلق بتعليق عضوية السودان في الإتحاد الأفريقي والذي تم بموجب انقلاب 25 اكتوبر 2022 “، ذلك الانقلاب الذي انقض على الحكومة الانتقالية وزج بأعضائها في الإقامة الجبرية، وعلى إثر هذا السلوك فقدت الحكومة الانقلابية شرعيتها وعلقت عضويتها في الإتحاد الأفريقي.

واعتبر أن البيان يحاول في العديد من فقراته إعادة الشرعية للحكومة الإنقلابية، وقال: “مثلاً في الفقرة 16  ذكر المجلس إنه أحيط علمًا بالقلق الذي أبدته السلطات السودانية، وأصحاب المصلحة، إزاء تعليق مشاركة السودان في أنشطة الاتحاد الإفريقي وأجهزته، وفي الفقرة 17  طالب المجلس رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، موسى فكي، بإعادة فتح مكتب الاتصال التابع للاتحاد الإفريقي في مدينة بورتسودان، مع الحد الأدنى من الموظفين، و مراعاة الوضع الأمني السائد، و(تابع) واضح جداً أن الإتحاد الأفريقي يمهد لإعادة عضوية السودان في منهج يحارب قوانينه في مثل هذه المواقف إزاء الحكومات الانقلابية.

وقال د.علاء : ” هناك عبث تم في هذا البيان بسبب رئاسة مصر للدورة الحالية لمجلس الأمن والسلم الأفريقي وهذا واضح جداً في الفقرات (11) و(12)، هذه الفقرات تشير بالنص للمبررات التي ظل يرددها القائد العام للجيش عبدالفتاح البرهان عندما رفض ذهاب وفده إلى مفاوضات جنيف.

وأشار إلى أن هذا البيان وغيره من التحركات المصرية يهدفان لتبني الإتحاد الأفريقي ومجلس الأمن والسلم الأفريقي رؤية الجيش وحزب المؤتمر الوطني “المحلول” وكل الحركات الإرهابية المتحالفة معه لحل الأزمة وإعادة الشرعية للحكومة الانقلابية، و(تابع) البيان: ” يشير إلى دور مصر السلبي منذ بداية الثورة.

وقال:”فمصر دعمت الجيش وساندت حكومة الانقلاب وغاب سفيرها عن توقيع الاتفاق الإطاري بينما حضر تكوين الكتلة الديمقراطية والآن هي متهمة من الدعم السريع بدعم الجيش بالطيران وأنها وراء إشعال الحرب في السودان، وحتى قبل الحرب كانت النية مبيتة لوأد الاتفاق الإطاري والدليل على ذلك وجود قوات مصرية في مطار مروي”.

وأوضح أن مصر مازالت تتعامل مع السودان بعقلية الحكم الثنائي المصري البريطاني وتعتبر السودان الحديقة الخليفة لها وتأبى تشكيل أي حكومة ديمقراطية في السودان، وتستعين في ذلك بالخونة العسكريين والساسيين الذين يعلمون لصالحها، هذه الحرب كشفت كل الأدوار السلبية لمصر الرسمية في الشأن السوداني ورئاساتها لمجلس السلم والأمن الأفريقي هي لشهر واضح وستنقضي.

خطوة خاطئة:

المحلل السياسي عبدالله ديدان قال لـ(راديو دبنقا) : “نحتاج قبل تحليل البيان التعليق على قدرة الاتحاد الافريقي على قيادة وساطة بين طرفي الحرب في السودان لوقف الحرب”، و(تابع) الاتحاد الافريقي منذ أن بدأت الحرب  ظلت استجابته تراوح مكانها فيما يتعلق بوقفها فهو لا يمتلك الادوات للتعامل مع الحرب المتداخلة في السودان، حيث تعامل معها بخلفية النزاعات السابقة في السودان، حتى في تلك الحروب والنزاعات السابقة كان الاتحاد الافريقي يجد سنداً من المجتمع الدولي بعكس الحرب الحالية المتعددة والمتداخلة ذات الارتباط بتطور الأسباب الجذرية في الصراع السوداني.

أما بالنسبة للموقف الجديد الخاص بمجلس السلم والأمن الأفريقي هو تعميق للأزمة أكثر من أنه يقرب الحل، والحديث لديدان: “هذه الحرب حالياً ذاهبة في واحدة من أشكال النموذج الليبي حيث توجد حكومة في بورتسودان بقيادة الجيش تسيطر على جزء من الولايات.. والأخرى تسيطر عليها قوات الدعم السريع بل شكلت سلطات مدنية في مناطق سيطرتها، كما أعلنت عن موقف صريح بمشاركة الطيران المصري في الحرب وأصدرت قراراً بمنع تصدير المنتجات الزراعية والثروة الحيوانية وبالتالي الخطوة التي إتخذها مجلس السلم خاطئة لأن الدعم السريع سيتعامل معها برد الفعل بفرض مزيد من السلطات المستقلة في مناطق سيطرتها، وهذا ما يقود للتقسيم .

وقال ديدان : “من الواضح أن الإتحاد الأفريقي يعاني من خلل في التفكير في هذا النزاع ولا يرى الصورة الكاملة لهذه الحرب وحالة الانقسام الاجتماعي” ، وأضاف منهج الاتحاد يشجع على التقسيم ويعمق الأزمة، واذا كان الهدف من خطوته تقديم جزرة لاستقطاب الجيش لطاولة المفاوضات، جاءت هذه الخطوة في توقيت غير سليم، فالدعم السريع الآن غير موقفه واستدعى حتى وفده المفاوض للعودة للداخل وعليه يجب أن يراجع الاتحاد الأفريقي مواقفه السابقة والحالية من الأزمة السودانية.

Welcome

Install
×