بناء الجبهة المدنية: البحث عن المشتركات
أمستردام: 27 مايو 2024: راديو دبنقا
تعقد تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم) مؤتمرها التأسيس في أديس أبابا في الفترة من 27 إلى 30 مايو الحالي بمشاركة ما يزيد عن 600 مشارك. ويهدف المؤتمر إلى بناء أوسع جبهة مدنية من أجل وقف الحرب واستعادة المسار الانتقالي المدني. ويأتي هذا المؤتمر بعد أسابيع من صدور “ميثاق السودان” الذي وقعته في القاهرة الكتلة الديمقراطية وعدد آخر من التجمعات السياسية والمدنية وبهدف بناء جبهة موحدة لوقف الحرب واستئناف المسار الانتقالي.
من الصعب تحديد نقاط الخلاف
وفي تعليقه على المشتركات بين اجتماع القاهرة واجتماع أديس ابابا، أوضح عثمان ميرغني، رئيس تحرير صحيفة التيار، أنه من واقع متابعة دقيقة جدا لكل الجهود السياسية على مختلف المسارات، لو طلب من هذه الأطراف تحديد نقاط الخلاف بينها فإن ذلك سيكون السؤال الصعب. وقال عثمان ميرغني في حديث لراديو دبنقا إن كثرة المشتركات ستجعل من الصعب على الطرفين الحديث عن نقاط الاختلاف بينهما، ومن الصعوبة بمكان تحديد هذه الخلافات لأن الاطروحات متقاربة جدا.
مما بين “ميثاق السودان” و “الاتفاق الإطاري”
وأشار عثمان ميرغني إلى أنه عندما طرح “ميثاق السودان” في القاهرة، كان تعليق كثير من الناس ومعظم الصحفيين أن هذا نفس الطرح الذي تقدمت به (تقدم) بالرغم من أن وثيقة القاهرة قد كتبت على عجل واطلع عليها أغلب الصحفيين في المؤتمر الصحفي الختامي للمؤتمر. بل أن البعض ذهب إلى القول بأن ما طرح في “ميثاق القاهرة” هو نفس ما طرح في “الاتفاق الإطاري” وأنه لا جديد في هذا الميثاق. وقد كانت الإجابة صعبة جدا وعندما وجهنا السؤال لبعض قيادات “الميثاق” لم يكن من السهل عليهم تحديد ما هو جديد.
سهولة التقارب بين الكتل
واعتبر رئيس تحرير التيار في حديث لراديو دبنقا أن طرح الكتلتين متقارب وأن الخلافات تأخذ في كثير من الأحيان الجانب الشخصي والنفسي والبحث عن المكاسب أكثر منها خلافات حقيقية. وأشار إلى أن الفرصة متاحة الآن خصوصا في ظل التحالفات الحالية ما يعني أن القوى السياسية تجمعت في مواقف يسهل التجميع بينها وبشكل أفضل من أن تكون الأحزاب مشتتة. المطلوب الآن اتفاق على الأهداف فالوسائل يمكن الاختلاف عليها، لكن الأهداف العليا يجب أن تكون محل اتفاق.
الأولوية لوقف الحرب
وعدّد عثمان ميرغني الأهداف الواجب الاتفاق عليها وأولويتها وفي مقدمتها وقف الحرب كأولوية قصوى ثم بعد ذلك بناء الدولة والسلام ومن ثم إكمال الفترة الانتقالية كأولوية ثانية. من هنا يجب الاتفاق على الأهداف وبعد ذلك تختلف الوسائل، كل يبحث عن الوسيلة التي يحقق بها الهدف وبالتالي سيكون من السهولة بمكان العمل المشترك على الأهداف بالرغم من اختلاف الوسائل واختلاف الأساليب.
السلام قرار سياسي قبل أن يكون قرار عسكري
ودعا رئيس تحرير صحيفة التيار في حديث لراديو دبنقا إلى ضرورة اللقاء بين الطرفين وأن تشارك الأطراف السياسية في منبر جدة وأن تدرك أن السلام يأتي من السياسيين وليس من العسكريين، لأن عقلية العسكريين عقلية تبحث عن النصر حسب العقيدة العسكرية. بالمقابل، يمكن أن يوفر السياسيون التنازلات المشتركة التي تؤدي إلى الوصول إلى سلام وإذا اقتنعت القوى السياسية بأنها يمكن أن تحقق السلام، حينها يمكن أن تتحرك بقوة وبشكل جماعي يجمع الأطراف خارجي المظلتين (مجموعة تقدم ومجموعة الميثاق) ومن بينها تنسيقية القوى الوطنية الموجودة في بورتسودان.
وطالب عثمان ميرغني بأن تجتمع هذه الأطراف لتحقيق الهدف الأول الذي يسمح لها بالعودة للوطن وممارسة نشاطها بصورة طبيعية. إذن الأولوية لوقف الحرب ويجب أن يكون هذا القرار قرار سياسي قبل أن يكون قرارا عسكريا، عندها سيكون في مقدور السياسيين فرض إرادتهم على القيادة العسكرية لأنهم سيسحبون شرعية الحرب القائمة حاليا.