بمناسبة مرور عام على حرب السودان، حمدوك يحذر من مخاطر التقسيم

الدكتور عبدالله حمدوك رئيس تنسيقية القوي المدينة الديمقراطية " تقدم " المصدر صفحة تقدم على الفيسبوك

أديس أبابا – أشرف عبد العزيز

حذّر الدكتور عبد الله حمدوك رئيس الهيئة القيادية لتنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم)، من مخاطر الانقسام على أسس عرقية وإثنية، معتبراً أن استمرار الحرب يهدد بانهيار السودان بشكل كامل.

وقال حمدوك، في خطاب مصور ألقاه اليوم الأحد بمناسبة مرور عام على حرب السودان ونشر على وسائل التواصل الاجتماعي، إنّ “الحرب التي تمزق بلادنا تكمل عامها الأول، اثنتا عشر شهراً من الموت والخراب”. وأردف “في كل يوم من استمرارها تزداد معاناة شعبنا”، وأضاف فقد عشرات الآلاف من المدنيين والعسكريين من أبناء وبنات شعبنا حياتهم، وتشرد الملايين بين مدن النزوح وأقطار اللجوء، ويفتك الجوع والمرض والفقر بالملايين، وتتقطع أوصال الدولة السودانية، وتنقطع خطوط التواصل بينها، تنهار بنياتها الأساسية التي تم تأسيسها بجهد ومال الشعب. ويفقد الناس ممتلكاتهم وأموالهم، التي تم نهبها وسلبها”.

وأشار حمدوك إلى أنّ “السودان يواجه خطر الانقسامات على أسس عرقية وإثنية، ومهدد بالانهيار الكامل”.

حمّل حمدوك المسؤولية الرئيسية في اندلاع الحرب للانقلابيين الذين سيطروا على السلطة في 25 أكتوبر 2021، وقال: “لم تندلع هذه الحرب فجأة، بل كانت اسباب تفجرها تتراكم يوماً بعد يوم، وقد ظللنا نحذر من لحظة اقترابها ونتحدث عما ستجلبه لبلادنا من كوارث ومصائب، وندعو للتمسك بالحوار والمسائل السلمية، مستلهمين هذه الروح من ثورتنا العظيمة، التي تمسكت بسلميتها رغم كل ما واجهها من عنف وعنت وتآمر”.

وأضاف “كان التآمر على الثورة قد بدأ منذ يومها الأول، بالإعلان عن الالتزام بأهدافها ثم التخلي عنها، ومحاولة وأدها مثلما حدث في مذبحة فض الاعتصام. ثم التوقيع على المواثيق والاتفاقات ونقضها، والعمل مع أعداء الثورة. وتم تتويج ذلك في الانقلاب الذي وقع في 25 أكتوبر 2021. وأعلن نهاية عملية الانتقال الديمقراطي. والانقلاب على الثورة وأهدافها. إلا أن المقاومة البطولية لشباب الثورة والتي لم تتوقف يوماً، وأرغمت أعداء الثورة على التراجع، ومحاولة البحث عن مخرج، لكن وكما حدث أكثر من مرة، سدوا كل منافذ الضوء التي قدمها لهم الشعب بتضحيات وفداء عظيم، وقادوا بلادنا إلى هذه المحرقة.

واعترف حمدوك بوجود أخطاء ارتكبتها القوى المدنية، وقال: “لقد ظلت القوى المدنية على تنوعها واختلاف برامجها، هي الحريصة على استعادة مسار الانتقال الديمقراطي، لكن رغم ذلك فإننا لا ننكر الأخطاء التي ارتكبت، خاصة فيما يتعلق بوحدة قوى الثورة التي كانت يجب أن تكون فوق كل اعتبار، لأنها هي الضمان الوحيد للحفاظ على الثورة وأهدافها”. وأضاف لقد انشغلت القوى المدنية من أحزاب ومجتمع مدني وقوى مهنية ولجان مقاومة، بالخلافات الصغيرة، وفتحت ثغرات في جدار الثورة، نفذ من خلاله اعداء الثورة وأعداء بلادنا”.

وأكّد على أنّ القوى المدنية بذلت جهوداً لمنع انفجار الأوضاع، إلّا أنّ البعض كان مُصمّماً على إشعال الحرب.وأشار إلى أنّ جهود القوى المدنية لوقف الحرب مستمرة، من خلال التواصل مع طرفي الصراع والقوى الإقليمية والدولية، ممّا أدّى إلى تكوين تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم).

وقال حمدوك إن استمرار الحرب لن يعيد الحقوق أو يوقف الجرائم أو يحقق العدل والقصاص، بل أنه يفتح الباب لمزيد من الجرائم والانتهاكات، ويدمر ما تبقى من مصادر وثروات البلاد، ويهدد حياة ملايين أخرين.

وأكد تمسكهم بمواقفهم الداعية لوقف الحرب ومعالجة الأوضاع الإنسانية ووقف استهداف المدنيين، واستعادة مسار التحول الديمقراطي، وفتح حوار موسع يؤدي لتشكيل هياكل الانتفال، وشدد على العودة لمنبر التفاوض واتخاذ الحل السلمي التفاوضي طريقا لإنهاء الحرب ومعالجة أثارها.

وأوضح إنهم ليسوا محايدون أو وسطاء. بل منحازين للضحايا لأسر الشهداء من العسكريين والمدنيين، ومن كل الاطراف، و منحازون للبرنامج الوطني الديمقراطي من أجل وطن يسع الجميع ومن أجل المواطنة بلا تمييز.

Welcome

Install
×