صورة لبدء الدراسة بجامعة الضعين بولاية وسط دارفور ـ مصدر الصورة صفحة الجامعة على ـ الفيسبوك1

كمبالا: 18 اكتوبر 2024: راديو دبنقا

تقرير: عبد المنعم مادبو

يعد قطاع التعليم العالي بدارفور واحد من اكثر القطاعات التي تأثرت بحرب 15 ابريل من العام الماضي.

واصبح آلاف الطلاب، الذين كانوا يدرسون في جامعات ومعاهد الاقليم البالغ عددها نحو خمس عشرة مؤسسة، خارج قاعات الدراسة بل صار مستقبلهم الاكاديمي في مهب الريح، بسبب الدمار الواسع الذي طال الجامعات ومؤسسات التعليم العالي بصورة عامة.

وشمل هذا الدمار جامعات ولايات جنوب وغرب ووسط وشمال دارفور اضافة الى المراكز المتخصصة والكليات الأهلية.

ولم تسلم قاعة أو مكتبة أو مقعد أو كتاب من آثار الخراب، باستثناء جامعة الضعين بشرق دارفور التي تمكنت الاسبوع الماضي من تخريج دفعة جديدة.

ويقول نائب مدير جامعة الضعين دكتور الصادق عبد الله جمعة إنها صارت الجامعة الوحيدة التي لم تمسها يد الخراب والدمار كما حدث في بقية جامعات الاقليم.

فرص استئناف الدراسة

وتحركت ادارة جامعة الضعين بغرض البحث عن فرص لطلابها لمواصلة مسيرتهم التعليمية، فوقعت على اتفاقية مع جامعة جوبا تتيح لطلابها اكمال دراستهم في دولة جنوب السودان.

وقال نائب مدير الجامعة ان مذكرة التفاهم التي اُتفق عليها بين الجامعتين تتيح لطلاب جامعة الضعين الانتساب لجامعة جامعة جوبا خلال السنوات الخمس المقبلة.

ونص الاتفاق على اتاحة الفرص لطلاب الكليات التطبيقية “الطب، التمريض، المختبرات الطبية، الانتاج الحيواني، الهندسة، علوم الحاسوب والقانون” اكمال برنامج البكالوريوس بجامعة جوبا، على ان يمنح الطلاب الذين أكملوا 50% من المخطط الدراسي الحق في ان يتخرجوا باسم جامعة الضعين، والطلاب الذين لم يكملوا 50% من المخطط الدراسي أن يتخرجوا باسم جامعة جوبا.

عقبات تواجه الطلاب

لكن طلاب جامعة الضعين الذين سعوا للاستفادة من الاتفاق والالتحاق بجامعة جوبا واجهوا الكثير من العقبات.

ويقول نائب مدير جامعة الضعين ان تنفيذ الاتفاقية اصطدم بتكاليف السكن والاعاشة المرتفعة في مدينة جوبا.

واضاف أن الطلاب اكتشفوا ان تكاليف السكن تبلغ 200 دولار في الشهر الواحد؛ اضافة الى رسوم الدراسة البالغة 200 دولار العام الدراسي وتكاليف السفر، لذلك لم يستفيدوا من الاتفاقية.

إضافة الى ذلك كان توقيع الاتفاق في شهر مايو الماضي اي قبل بدء موسم الامطار بأيام قليلة، حيث اغلقت الطرق الرابطة بين السودان وجنوب السودان، الامر الذي حال دون استفادة كثير من الطلاب من فرصة الالتحاق بجامعة جوبا.

وتوقع دكتور الصادق ان تلتحق اعداد كبيرة من طلاب جامعة الضعين بجامعة جوبا بعد نهاية موسم الامطار الحالي وفتح الطرق مع جنوب السودان.

استنهاض المجتمع المحلي

وبعد العقبات التي واجهت طلاب جامعة الضعين في الانتساب لجامعة جوبا رأت ادارة الجامعة ضرورة البحث عن سبل أخرى لتوفير فرص لطلابها لمواصلة دراستهم الاكاديمية، فتواصلت مع المجتمع المحلي لولاية شرق دارفور، وتحدثت معهم حول ضرورة فتح الجامعة في مقرها في مدينة الضعين طالما ان بنيتها التحتية لم تتضرر بالحرب.

وقال نائب مدير الجامعة انهم استدعوا كل قادة المجتمع المدني والقيادات الاهلية والغرفة التجارية واتحاد اصحاب العمل، واتفقوا معهم على برنامج لفتح الجامعة في مقرها الرئيسي.

وأشار إلى انه بهذه الخطوة أصبحت للجامعة ثلاثة مسارات لتمكين طلابها من مواصلة دراستهم وهي الاتفاقية التي وقعت مع جامعة جوبا، وفتح الجامعة في مقرها الرئيسي، اضافة الى اتاحة الفرص للطلاب الموجودين في مناطق الوسط والشرق والشمال ان يواصلوا دراستهم في جامعات تلك الولايات.

بدء الدراسة

وبناء على مخرجات اللقاء بين ادارة الجامعة وقادة مجتمع الولاية؛ قرر مجلس عمداء الجامعة استئناف الدراسة للخريجين في منتصف يوليو 2024 في مقر الجامعة بمدينة الضعين لطلاب السنوات الأخيرة في كل كليات الجامعة البالغ عددها 11 كلية وذلك بالدراسة حضورياً او (اولاين) للطلاب الذين غادروا السودان.

وأوضح دكتور الصادق عبد الله ان طلاب الجامعة حضروا الى مدينة الضعين من كل مناطق السودان، وانخرطوا في الدراسة وخُرجت دفعة من 738 طالب وطالبة، بينهم 72 طالبا من ابناء دارفور الذين يدرسون في جامعات السودان الأخرى، تم استيعابهم في الجامعة.

وأضاف قائلا “بذلك اصبحنا الجامعة الوحيدة في اقليم دارفور التي استطاعت ان تخرج دفعة في ظل هذه الحرب”.

وأشار إلى ان طلاب الدفعات الخمس لكليتي الطب والمختبرات الطبية لا زالوا يواصلون دراستهم بمقر الجامعة، وأكد عزم ادارة الجامعة تخريج جميع طلاب الجامعة عبر المسارات الثلاثة التي انتهجتها الادارة.
وبعد تخريج دفعة 2017 تسعى ادارة الجامعة لاستدعاء دفعات أخرى أخرى، لكن واجهتها بعض التحديات.

وأشار نائب مدير جامعة الضعين إلى أن هناك تحديات مالية وأمنية، مضيفا “هذه التحديات أجبرتنا على التوقف قليلا ومن ثم نخطط لاحقا لاستدعاء دفعات اخرى، لكننا عاقدو العزم على ان نخرج جميع دفعات الجامعة”.

واكد ان ادارة الجامعة مجتهدة لكي لا يتأثر قطاع التعليم العالي في شرق دارفور بما يحدث في البلاد رغم الحرب وانتشار خطاب الكراهية، مشيرا إلى أنه يجب أن يكون قطاعا غير مسيس ويجب ان لا يتأثر باي حال من الاحوال بخطاب الحرب والكراهية.

Welcome

Install
×