انكار المجاعة يرقى لكونه جريمة حرب
أمستردام: 3 يناير 2025: راديو دبنقا
أكد المتحدث باسم المنسقية العامة للنازحين واللاجئين، أدم رجال، أن المجاعة في معسكر زمزم هي واقع معاش وتم الإعلان عنها منذ الأول من أغسطس من العام الماضي، لكن هناك مناطق كثيرة أخرى في دارفور تواجه حالة المجاعة وفي أكثر من 71 معسكر في إقليم دارفور. وأوضح في حديث لراديو دبنقا أن المواطنين أصبحوا يتغذون على العلف المخصص للحيوانات وعلى أوراق الأشجار بسبب عدم قدرتهم على الحصول على الطعام.
عقلية النظام السابق
واعتبر المتحدث باسم المنسقية أن تصريحات الفريق البرهان بشأن نفي حدوث مجاعة في دارفور ليست جديدة وسبق لمفوضة العون الإنساني، سلوى أدم بنية، ترديدها وأن إنسان دارفور هو من آخر اهتماماتهم، فهم يقتلونه عن طريق القصف بالطيران والآن يستخدمون سلاح التجويع وهو آخر ما تفتقت عنه عقليتهم، والتي لا تختلف عن عقلية النظام السابق. واستنكر نفي السلطات في بورتسودان لحدوث المجاعة كتبرير لرفض إدخال المساعدات الإنسانية، وتسائل عن الغرض من وراء ذلك، معتبرا ذلك جريمة حرب.
وقال أدم رجال في حديث لراديو دبنقا إنه حتى في المناطق التي استطاع فيها السكان الزراعة، إلا أن غزارة الامطار أضعفت الإنتاجية وزادت المعاناة وأن سعر “مد” العيش قد وصل إلى 7 ألف جنيه ونحن في نهاية موسم الحصاد مما يعني أن الأسعار سترتفع بشكل كبير في الشهور القادمة، مع العلم أن سعر “مد” العيش وصل خلال العام الماضي إلى ما بين 15 و 20 ألف جنيه وبلغ سعره في موسم الحصاد ما يعادل 2 ألف جنيه.
الكارثة الكبرى قادمة
وتوقع المتحدث باسم المنسقية العامة للنازحين واللاجئين حدوث كارثة إنسانية كبيرة في المستقبل القريب بسبب شح المواد الغذائية والضروريات، خصوصا مع زيادة معدلات سوء التغذية في أوساط الأطفال، والأمهات، والحمل، والمسنين. واتهم من دبروا لإشعال الحرب بأنهم من يقومون حاليا بنفي حدوث المجاعة وأن طرفي النزاع يسعون عبر قصف الطيران والقصف المدفعي للقضاء على إنسان السودان في كل أنحاء البلاد.
ونوه أدم رجال إلى أنه رغم وصول المساعدات الإنسانية إلى دارفور، إلا أنها لا تكفي لتغطية الحوجة الكبيرة لما تقدره المنظمات الدولية بحوالي 30 مليون سوداني، من بينهم 16 مليون طفل، يحتاجون للمساعدة الإنسانية. وأشار في حديث لراديو دبنقا إلى أن جزء من سكان دارفور كانوا يعتمدون قبل اندلاع الحرب في أبريل 2023 على عون المنظمات، لكن أغلبها اضطر لمغادرة إقليم دارفور بعد اشتعال النزاع ما تسبب في فجوة غذائية كبيرة بعد نفاذ المخزون الاستراتيجي.
لا بد من تحرك عاجل
ودعا المتحدث باسم المنسقية العامة للنازحين واللاجئين إلى تضافر الجهود من الجميع من أجل إنقاذ المواطنين من المجاعة وخصوصا أن الوضع يتواصل الانهيار وتستمر حالات النزوح واللجوء لدول الجوار في ظل انعدام الغذاء والدواء والخيام والمشمعات خصوصا في موسم الشتاء الحالي.
وناشد المنظمات الدولية بزيادة تمويل خدمات الطوارئ لمواجهة الكارثة الإنسانية وخصوصا الأطفال والأمهات وكبار السن. كما انتشرت الأمراض مثل الملاريا وتفشت الحصبة في أوساط الأطفال خصوصا في مناطق جبل مرة.