اليوم الاول للعصيان .. اغلاق و(تتريس) وحزن عام

سادت أرجاء البلاد حالة من الغضب العارم والحزن الشديد بعد مذبحة 17 يناير الدامية التي راح ضحيتها 7 شهداء وأكثر من 100 جريح .في وقت خرجت مظاهرات في كسلا والأبيض والدمازين ، يوم الثلاثاء ، تنديداً بمجزرة 17 يناير. 
في الاثناء أكد أكثر من 20 تنظيما مهنيا في المجالات الصحية والتعليمية والمالية والهندسية والخدمية والتجارية والصناعية إضافة إلى لجان المقاومة وتجمع المهنيين وقوى الحرية والتغيير العصيان المدني الشامل وإغلاق المدن والأحياء احتجاجاً على مجزرة 17 يناير.
وشيع الآلاف جثامين الشهداء في عدد من أحياء الخرطوم والولايات، مساء الاثنين وصباح الثلاثاء، وسط موجة من الغضب .
وشهدت الخرطوم شللاً تاماً مع توقف لحركة معظم خطوط المواصلات وأغلقت لجان المقاومة الطرق الرئيسية في الخرطوم  باستخدام المتاريس تزامناً مع العصيان المدني الذي أعلنت عنه قوى الحرية والتغيير وقطاعات مهنية ونقابية .
وفتحت السلطات كبري المك نمر الذي يربط بين الخرطوم وبحري بعد إغلاق دام أكثر من اسبوع باستخدام الحاويات .
وأغلق زملاء الشهيد  عثمان عبد الله الشريف محلاتهم في سوق السجانة حدادا على روحه.

وأغلقت لجان المقاومة الحصاحيصا طريق الخرطوم مدني القومي احتجاجاً على مجزرة 17 يناير ومن بينهم الشهيد مضوي ضياء الدين من ابناء الحصاحيصا .
وقال عضو لجنة محلية الحصاحيصا اشرف خوجلي لراديو دبنقا إن المحتجين منعوا العربات من عبور الطريق الذي يربط الخرطوم ببقية الولايات في عدة نقاط ومنعوا الدخول والخروج إلى الحصاحيصا. وأوضح إن الثوار تمكنوا من إعادة عربات تابعة للجيش .
وفي الشمالية أغلقت لجان المقاومة في البرقيق والحفير يوم الثلاثاء طريق شريان الشمال في الاتجاهين الشرقي والغربي باستخدام المتاريس احتجاجاً على مجزرة 17 يناير في الخرطوم .
وقال عبده علي من لجان مقاومة البرقيق لراديو دبنقا إن لجان المقاومة أغلقت طريق شريان الشمال الشرقي الذي يربط بين حلفا ودنقلا والخرطوم ، وطريق شريان الشمال الغربي الذي يربط بين ارقين وحلفا ودنقلا . وأشار إلى اتجاه للاعتصام في الطريق القومي .
وفي الأثناء خرجت تظاهرات في كسلا والأبيض والدمازين ، يوم الثلاثاء ، تنديداً بمجزرة 17 يناير. وحمل المشاركون في المظاهرات صور الشهداء. كما خرج طلاب مدراس الخرطوم بحري في مظاهرات ورفضوا الجلوس للامتجانات تنديداً بالمجزرة .
من جانبها أعلنت لجان مقاومة بلدية القضارف التصعيد الثوري المفتوح وتتريس كل شوارع الولاية ابتداء الثلاثاء حداداً على شهداء المجزرة  وناشدت المواطنين للانخراط في الإضراب والعصيان المدني  والوقفات الاحتجاجية والتتريس .
من جهتها أعلنت لجان المقاومة سنار التصعيد الثوري والعصيان المدني والخروج في مواكب من أجل اسقاط السلطة القائمة .
وقالت أميرة موسى لجان المقاومة سنار لراديو دبنقا إن الحزن خيم أرجاء ولاية سنار بسبب مقتل شهداء مجزرة 17 يناير ومن بينهم  الشهيد عثمان عبد الله الشريف من  شرق سنار ود العباس . 
في السياق اعلنت كل من قوي الحرية والتغيير ولجنة المعلمين السودانيين و شبكة الصحفيين السودانيبن و تجمع المهندسين السودانيين ونقابة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات- فرعية الخرطوم و اللجنة التمهيدية لنقابة الأشعة الدخول فى عصيان مدني و اضراب عن العمل .

وشارك في الإضراب أيضاً  اتحاد اصحاب العمل السوداني.و نقابة العاملين بشركة الخدمات المصرفية الالكترونية و تجمع المهندسين و التحالف الديمقراطى للمحامين ايضا الانضمام للاضراب بجانب عدد كبير من الكيانات المهنية
في السياق أعلنت إدارتا جامعتي الخرطوم والسودان  للعلوم والتكنولوجيا توقف العمل بالجامعتين في جميع كلياتها وإداراتها يومي الثلاثاء والأربعاء ١٩ يناير ٢٠٢٢ تنفيذاً للعصيان المدني المعلن. 
من جانبه أعلن تجمع أساتذة جامعة أم درمان الإسلامية تنفيذ العصيان المدني الشامل يومي الثلاثاء والأربعاء مندداً بالوحشية التي استقبلت لها الأجهزة الأمنية مظاهرات 17 يناير .
و انضم لقائمة  الكيانات المضربة الإتحاد المهني لاساتذة الجامعات والكليات والمعاهد العليا ولجنة أساتذة الجامعات
بجانب  تجمع أساتذة جامعة الزعيم الأزهري و تجمع مهنيي وأساتذة جامعة الإمام المهدي
و الهيئة النقابية لاساتذة جامعة الخرطوم و تجمع اساتذة جامعة النيلين .
وأعلن المستشارون القانونيون بوزارة العدل التوقف عن تقديم الخدمات القانونية لأجهزة الدولة حتى يوم الخميس تمهيدا للعصيان المدني الشامل حتى رجوع الوضع لمساره الدستوري
الى ذلك طالب المستشارون في بيان  الرفع الفوري لحالة الطوارئ المعلنة بالبلاد وابطال اثر جميع الإجراءات التي اتخذت تنفيذاً لها.
كما طالبوا بالوقف الفوري للانتهاكات ضد المتظاهرين السلميين بما في ذلك القتل خارج إطار القانون .
وشددوا على الكشف الفوري عن مرتكبي الانتهاكات وتقديمهم للعدالة بغية محاسبتهم. والبدء فوراً في إجراءات نقل السلطة إلى حكومة مدنية يتوافق عليها الشعب السوداني.
وأكدوا عدم دستورية مجلس السيادة الحالي وحالة الطوارئ وأدانوا قتل المتظاهرين السلميين .