الهادي إدريس: قدمنا للمبعوث الأمريكي مقترحات لحماية المدنيين في الفاشر
امستردام: الأربعاء 15/ مايو/ 2024م: راديو دبنقا
ضمن جولته الحالية في عدد من دول الجوار السوداني والدول المعنية بملف الحرب في السودان، التقى المبعوث الأمريكي للسودان، توم بيريلو، في العاصمة اليوغندية، كمبالا، بالدكتور الهادي إدريس، رئيس حركة تحرير السودان المجلس الانتقالي ورئيس الجبهة الثورية. وتناول اللقاء مجمل الأوضاع الإنسانية والسياسية والأمنية في السودان.
وأوضح الدكتور الهادي إدريس في حديث لراديو دبنقا أن اللقاء ركز على ثلاث ملفات رئيسية في مقدمتها الأوضاع الإنسانية والأمنية في مدينة الفاشر، استئناف منبر جدة لأعماله والمؤتمر المرتقب لتنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم) والمتوقع التئامه خلال الأيام القادمة.
خروج أطراف الحرب من الفاشر
حول الأوضاع في مدينة الفاشر، قال رئيس حركة تحرير السودان المجلس الانتقالي، أنه قدم شرحا للمبعوث الأمريكي للتطورات الإنسانية والأمنية الخطيرة في مدينة الفاشر خصوصا وأن له تجربة من خلال تواجده في الفاشر مؤخرا. وشدد على أن المقترح الذي تقدموا به حينما كانوا في الفاشر والقاضي بخروج الجيش والدعم السريع من المدينة ما زال هو الخيار الأمثل وإن كان الخيار الأول هو وقف الحرب لمنع تعرض المواطنين للضرر. وأضاف أن خروج الأطراف المتحاربة إلى مدينة الفاشر يبعد المعارك عن المدينة ويحول دون أن تكون المعارك في وسط المناطق المأهولة بالسكان.
وأكد الدكتور الهادي إدريس في حديثه لراديو دبنقا أن هذا المقترح قدم لكل الأطراف بما فيها قوات الدعم السريع التي وافقت عليه بشرط الخروج المتزامن للجيش من الفاشر. “وقد قمنا بنقل الرسالة للطرف الآخر وكنا نعول وقتها على القوات المشتركة للحركات باعتبار أنها طرف محايد لتولي إدارة المدينة أمنيا لحظة خروج طرفي الحرب منها.
واستدرك رئيس الجبهة الثورية بأن هذا المقترح لم يعد عمليا باعتبار أن الجيش والأطراف المتحالفة معه (حركة مناوي وحركة جبريل) رفضوا هذا المقترح بالنظر إلى أنهم أصبحوا جزء من قوات الجيش وصموا على القتال بجانب الجيش ضد قوات الدعم السريع.
الفاشر تحت القصف العشوائي
وأكد الدكتور الهادي إدريس أن نتيجة فشل هذه الجهود قادت إلى الوضع الحالي في مدينة الفاشر والتي تشهد دمار وموت ولو أن الجميع وافق على المقترح الذي تقدمنا به يناير وفبراير لتجنبنا الكثير من الموت والدمار سواء أن كان بسبب غارات الطيران أو القصف المدفعي العشوائي المتبادل بين طرفي الحرب في المناطق المأهولة بالسكان والذي يعتبر من الجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب.
ونوه رئيس حركة تحرير السودان المجلس الانتقالي إلى أنه لم يعد هناك خيار سوى المضي قدما في خروج المقاتلين والتجمعات العسكرية من المدينة وتحديدا من المناطق الشمالية والمناطق الشمالية الشرقية ومن وسط المدينة.
توفير الحماية للمدنيين
ونبه الدكتور الهادي إدريس إلى ضرورة خروج المواطنين من مناطق القتال إلى أقرب نقطة بما يتيح للموجودين في المناطق الجنوبية للاتجاه جنوبا، ويتحرك الموجودون في المناطق الغربية وفي معسكرات ابوجا وأبوشوك نحو الأطراف الغربية.
كما جرى الحديث حول كيفية حماية المواطنين في حال وافقت الأطراف على هدنة الثلاثة أيام. ويتم تكوين لجنة بالاستناد للتجربة الجيدة في الفاشر ممثلة في “لجنة الحكماء” التي يمكن أن تتقدم المواطنين الخارجين من مناطق الاشتباك، كما يمكن أن تصل إلى مناطق التجمعات لتوفير الحماية من قبل القوات المحايدة للمواطنين.
وعرض الدكتور الهادي إدريس في حديثه لراديو دبنقا مساعدة المجتمع الدولي في توفير الحماية للمواطنين في المناطق المتواجدين فيها خلال فترة الهدنة من خلال القوات المحايدة ممثلة في حركة تحرير السودان المجلس الانتقالي، حركة تحرير السودان بقيادة عبد الواحد نور وجزء من تجمع قوى تحرير السودان بقيادة الطاهر حجر. هذا هو الاقتراح المفصل الذي قمنا بطرحه للمبعوث الأمريكي ليناقشه ومن ثم يطرحه للأسرة الدولية.