الهادي إدريس: أبلغنا السفراء والمبعوث الأمريكي بأن دور طرفي النزاع يجب أن يقتصر على حماية المساعدات الإنسانية فقط
أديس أبابا – راديو دبنقا
التقى رئيس الجبهة الثورية وحركة تحرير السودان د. الهادي إدريس ورئيس تجمع قوى تحرير السودان الأستاذ الطاهر حجر بالمبعوث الأمريكي الخاص للسودان توم بيرييلو والقائم بأعمال سفارة واشنطن والسفيرة الفرنسية والسفير البريطاني كل على حدة، وذلك على هامش اجتماع هيئة قيادة تنسيقية القوى المدنية الديمقراطية (تقدم) بالعاصمة الأثيوبية أديس أبابا امس الأربعاء.
وقال د. الهادي إدريس في تصريحات لـ(راديو دبنقا): “شرحنا للمبعوثين الدوليين والسفراء تطورات الأوضاع الأمنية والإنسانية في دارفور كما شاهدناها في أرض الواقع” وأضاف “نعول على المجتمع الدولي في تقديم المساعدات الإنسانية لأهلنا في السودان ودارفور بشكل خاص. الأوضاع في دارفور الآن أكثر مأساوية والسكان لا يموتون بالسلاح وإنما بالجوع” وكشف عن حثهم للمبعوثين الدوليين والسفراء الذين يمثلون دولاً مهمة بضرورة مساهمتها في المساعدات التي تصل للمتضررين سواء عبر الأمم المتحدة أو المنظمات الأخرى.
وقال إدريس: ” تطرقنا أيضاً للتحديات التي تواجه إيصال المواد الإغاثة ” وأوضحنا أن هناك جهات كثيرة تعرقل وتضع العقبات أمام وصول الإغاثة للمتضررين، وأضاف الآن الطعام يستخدم كسلاح (تجويع) في مواجهة المواطنين وهذه جريمة تصنف من جرائم الحرب.
و(تابع) شرحنا للمبعوثين والسفراء وقيادات (تقدم) أفكار عملية حول إيصال المساعدات الإنسانية، وفي ذلك رأينا أنه لا بد من تشكيل جسمين، الأول هو اللجنة العليا لإيصال المساعدات الإنسانية عن طريق المجتمعات المحلية فهي التي يوكل لها تكوين هذا الجسم، ولا يجب ألا يكون هناك أي دور للأطراف المتنازعة في تكوينه، وأضاف المكونات تتمثل في الإدارة الأهلية في الريف ومن يمثلون النازحين في المعسكرات وفي المدن رجال الأعمال ولجان المقاومة وغيرهم من النشطاء.
وكشف د. الهادي إدريس عن طرحهم الفكرة على المقيمة التي تمثل الأمم المتحدة في السودان مدام (تايم) ، وأردف طلبنا منها الاستفادة من المنظمات الأممية العاملة في دارفور لتساعدنا في تكوين الآليات المجتمعية للتصدي لعملية إيصال المساعدات وتوزيعها على المتضررين.
وشدد إدريس على أن دور أطراف الصراع يجب أن يقتصر على الحماية، وأن يقوم كل طرف بمهمة الحماية في منطقة سيطرته.
وقال “الجزئية الثانية من الفكرة هي إنشاء آلية تقوم بتقديم الخدمات للمتضررين”، وأضاف الاحتياجات لا يقف حدها عند توفير الطعام، وإنما هناك مطلوبات أخرى للحياة الكريمة، فالأطفال يجب أن يذهبوا للمدارس ولا بد أن يتوفر الدواء والعلاج للمرضي وكذلك الرعاية الصحية الأولية للحمل والأطفال دون الخامسة، فضلاً عن حاجة الناس الماسة للمياه النقية والكهرباء، وأردف مدن دارفور الرئيسية تعيش في ظلام دامس منذ أشهر ومحطات المياه معطلة.
وقال ” المنظمات الإنسانية لا تقدم هذه الخدمات وإنما هي مسؤولية أجهزة الدولة والخدمة المدنية التي انهارت في السودان ودارفور على وجه الخصوص وبالتالي نحن نريد أن نبدأ بتكوين إدارات مجتمعية حتى ننظم القطاعات المدنية المختلفة لتقوم هي بتقديم الخدمات”.
وكشف عن أنهم تعرضوا خلال اللقاءات إلى الموسم الزراعي، وطالبوا المبعوثين بحث المنظمات والأمم المتحدة على مد يد العون للمزارعين لإنجاح الموسم الزراعي القادم ، سواء بتقديم مدخلات الإنتاج والبذور المحسنة أو حتى بشراء المحاصيل بعد الإنتاج ، خاصة وأن دارفور صالحة لزراعة الدخن وبعض المحصولات الأخرى التي تحتاجها الأمم المتحدة في مساعدة المتضررين.