المدير الإقليمي لليونيسيف: التغذية، التحصين والتعليم في مقدمة الأولويات
أمستردام: 16 يناير 2025: راديو دبنقا
أنهى المدير الإقليمي لمنظمة الأمم المتحدة لرعاية الطفولة لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إدوارد بجيبيدر، زيارة إلى السودان يوم أمس الأربعاء 15 يناير هدفت للاطلاع على الأوضاع في البلاد والانتهاكات المتصاعدة التي يتعرض لها الأطفال كنتيجة لتوسع وامتداد النزاع المسلح. وأجرى المسؤول الأممي محادثات مع عدد من كبار المسؤولين في حكومة بورتسودان، واختتم زيارته بلقاء نائب رئيس مجلس السيادة، مالك عقار.
ونقل إعلام مجلس السيادة الانتقالي عن مالك عقار أنه قدم تقريرا للمدير الإقليمي لليونيسيف حول أوضاع الأطفال في السودان وكيفية تقديم المساعدات الإنسانية والاحتياجات الضرورية لهم ولا سيما التعليمية والصحية. وأكد مالك عقار حرص الحكومة بالعمل على تذليل كافة العقبات والتحديات التي تعترض سير العملية التعليمية في السودان، والاهتمام بأوضاع الأطفال ولا سيما في مناطق اللجوء والنزوح في الولايات الآمنة. ونوه إلى أن الدول عملت على وضع برامج وخطط من شأنها التقليل من أثار النزاعات على الأطفال.
من جانبه، أوضح إدوارد بجيبيدر في تصريحات عقب اللقاء أنه ناقش أوضاع الأطفال والتعليم في السودان وكيفية تقديم المساعدات الإنسانية والاحتياجات الضرورية للأطفال. وشدد على أهمية ذهاب الأطفال للمدارس وضمان جلوسهم للامتحان، والاهتمام بصحته وسلامتهم عبر توفير التحصين والتغذية.
وفي بيان له عقب نهاية الزيارة، نوه المدير الإقليمي لليونيسيف بأنه ينهي زيارته إلى السودان، حيث لا يزال النزاع محتدمًا، وردت أنباء عن مقتل ما لا يقل عن 120 شخصًا في أعقاب قصف في أم درمان يومي 13 و14 يناير. وتشير التقارير الأولية إلى وجود أطفال بين الضحايا. وقبل أيام قليلة، بين يومي 7 و8 يناير، وردت أنباء عن مقتل 23 طفلاً وإصابة 9 آخرين جراء القصف في ولاية الخرطوم. هذه ليست سوى أمثلة قليلة على العنف غير المقبول ضد الأطفال. فمنذ اندلاع النزاع في نيسان/أبريل 2023، قُتل وجُرح آلاف الأطفال، وتم الإبلاغ عن العنف الجنسي وتجنيد الأطفال على نطاق واسع، مع ما تخلفه من عواقب مدمرة.
وأضاف أنه “مع انتشار النزاع إلى مناطق جديدة بين يونيو وديسمبر 2024، تم الإبلاغ عن أكثر من 600 انتهاك جسيم ضد الأطفال. وكانت منها نسبة صادمة تبلغ 80% عبارة عن بلاغات عن القتل والتشويه، خاصة في ولايات دارفور وكردفان والخرطوم”.
ومضى إدوارد بجيبيدر قائلا “إن تفشي الجوع والأمراض يطارد الأطفال الأكثر هشاشة في جميع أنحاء السودان أيضًا. تحدث المجاعة في بؤر النزاع في خمسة مواقع على الأقل في السودان – مخيمات زمزم وأبو شوك والسلام في شمال دارفور، وفي المجتمعات المضيفة ومخيمات النازحين في جبال النوبة الغربية. تشير التقديرات إلى أن خمس مناطق إضافية قد تتأثر بين الآن وحتى مايو، مع خطر المجاعة في 17 موقعاً آخر، مما يهدد حياة مئات الآلاف من الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية. وتقدر منظمة اليونيسف أن 770 ألف طفل دون سن الخامسة سيعانون من أخطر أشكال سوء التغذية، وهو سوء التغذية الحاد الوخيم، في عام 2025”.
ونوه المدير الإقليمي لليونيسيف إلى زيارته “لمركز لعلاج سوء التغذية في بورتسودان حيث تتم معالجة بعض هؤلاء الأطفال وشاهدت بنفسي مدى أهمية الوصول إليهم بالرعاية المنقذة للحياة في الوقت المحدد”.
وكشف البيان عن تقديم اليونيسف وشركاؤها في العام 2024 خدمات الاستشارة النفسية والاجتماعية والتعليم والحماية إلى 2.7 مليون طفل ومقدم رعاية في السودان. وأنها قامت بتزويد أكثر من 9.8 مليون طفل وعائلة بمياه الشرب الآمنة، وبفحص 6.7 مليون طفل لمعرفة ما إذا كانوا يعانون من سوء التغذية، وقدمت العلاج المنقذ للحياة لـ 422 ألف منهم.
وأكد إدوارد بجيبير “أن النزاع المستمر يجعل إيصال الإمدادات المنقذة للحياة في جميع أنحاء البلاد أمرًا صعبًا للغاية، حيث يمكن أن تؤدي الموافقات على التصاريح ونقاط التفتيش وعمليات تفتيش الشحنات إلى تأخير الرحلات بشكل كبير، بالإضافة إلى التحديات الأمنية. نواصل دعوة حكومة السودان، وجميع الأطراف المعنية الأخرى، للمساعدة في ضمان الوصول المستمر والآمن دون عوائق للأطفال أينما كانوا في السودان”.
“واختتم المدير الإقليمي لليونيسيف بيانه بالتأكيد على أن “إنهاء النزاع هو السبيل الوحيد لضمان حصول أطفال السودان على المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة، واستعادة الشعور بالأمان، والحصول على فرصة لإعادة بناء مستقبلهم، خاليًا من أهوال الحرب”.