المحكمة الجنائية الدولية تصدر قرارا حول فشل جمهورية ملاوي القبض على الرئيس السوداني البشير
أصدرت الدائرة التمهيدية الأولى في المحكمة الجنائية الدولية امس الاثنين قرارا اعتبرت فيه أن جمهورية ملاوي فشلت في التعاون مع المحكمة في مسألة القبض على عمر البشير وتسليمه إليها، وذلك خلال زيارة قام بها الأخير إلى ملاوي بتاريخ 14 أكتوبر 2011
أصدرت الدائرة التمهيدية الأولى في المحكمة الجنائية الدولية امس الاثنين قرارا اعتبرت فيه أن جمهورية ملاوي فشلت في التعاون مع المحكمة في مسألة القبض على عمر البشير وتسليمه إليها، وذلك خلال زيارة قام بها الأخير إلى ملاوي بتاريخ 14 أكتوبر 2011 وقررت الدائرة إحالة هذه المسألة إلى كل من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة وجمعية الدول الأطراف في نظام روما الأساسي، الاتفاقية المنشئة للمحكمة الجنائية الدولية، ووجدت المحكمة في قرارها أنه ليس ثمة تنازع بين موجبات جمهورية ملاوي تجاه المحكمة في القبض على المشتبه فيه وتسليمه إليها، وبين موجباتها في ظلّ القانون الدولي العرفي. وأوضح القضاة أن هذا التحليل ينطبق كذلك على التعليل القانون لموقف الاتحاد الأفريقي الذي اعتمدت عليه ملاوي في رفضها الامتثال لطلبات التعاون مع المحكمة الجنائية الدولية من أجل القبض على البشير وتسليمه. وذكّرت الدائرة بقرارات سابقة أصدرتها في قضية البشر لتعيد التأكيد على أن المنصب الحالي لعمر البشير كرئيس دولةٍ ليست طرفاً في نظام روما ليس له أي أثر على اختصاص المحكمة في القضية الحالية. وأوضحت الدائرة كذلك أن جمهورية ملاوي فشلت في الامتثال لموجباتها في التشاور مع الدائرة، وذلك بعدم إثارتها مسألة حصانة عمر البشير أمام الدائرة من أجل البتّ فيها حينما دُعيَت إلى فعل ذلك عبر مذكرة وجهها سجلّ المحكمة إلى السلطات الملاوية بتاريخ 13 أكتوبر 2011.
وفي قرارها اليوم، نظرت الدائرة التمهيدية الأولى في ملاحظات أدلت بها جمهورية ملاوي بتاريخ 11 نوفمبر 2011، واعتبرت الدائرة أن القانون الدولي العرفي أوجد استثناءاً لحصانة رئيس الدولة حينما يكون مطلوباً من محاكم دولية لتهم تتعلق بارتكاب جرائم دولية. ولفت القضاة إلى أن حصانة رؤساء الدول أمام المحاكم الدولية هي مسألة تم رفضها مراراً وتكراراً منذ الحرب العالمية الأولى. وعدّد القضاة أمثلة الملاحقات الدولية ضد سلوبودان مبلوسوفيتش، وتشارلز تايلور، ومعمر القذافي، وعمر البشير ولوران غباغبو، لافتين إلى أن بدء ملاحقات دولية ضد رؤساء الدول صار ممارسةً مقبولة ومعترفاً بها على نطاق واسع. وكانت الدائرة التمهيدية الأولى أصدرت، بتاريخ 4 مارس 2009، أمراً أولاً بالقبض على البشير، رأت فيه أن هنالك أسباباً معقولة للاعتقاد بأن البشير مسؤول جنائياً عن خمس تهم تتعلق بجرائم ضد الإنسانية وتهمتين تتعلقان بجرائم حرب، وبتاريخ 12 يوليو 2010، أصدرت الدائرة أمراً ثانياً بالقبض على البشير لثلاث تهم تتعلق بجرائم إبادة الجماعية