المجلس النرويجي: الوضع في السودان كارثي والأطفال يموتون جوعاً
أمستردام: 8 سبتمبر 2024: راديو دبنقا
“الأطفال في السودان يموتون يومياً بسبب الجوع. إنه لأمر مفجع أن نرى هذا يحدث في بلد مثل السودان” تقول ماتيلدا فو المتحدث باسم المجلس النرويجي للاجئين بالسودان في مقابلة مع راديو دبنقا.
وقالت ثلاث منظمات وهي المجلس النرويجي للاجئين والمجلس الدنماركي للاجئين ومنظمة ميرسي كوربس الأسبوع الماضي في تقرير مشترك” السودان يشهد أزمة مجاعة ذات أبعاد تاريخية.. يموت الناس من الجوع كل يوم، ومع ذلك يظل التركيز على المناقشات الدلالية والتعريفات القانونية”.
وأضاف التقرير “يعاني أكثر من 25 مليون شخص – أكثر من نصف السكان – من انعدام الأمن الغذائي الحاد. “لقد اضطرت العديد من الأسر لشهور إلى تناول وجبة واحدة في اليوم واضطرت إلى أكل أوراق الشجر أو الحشرات”.
الموت جوعاً
وتعليقاً على التقرير، نفى وزير الزراعة المكلف أبو بكر البشرى وجود مؤشرات لمجاعة بالبلاد واتهم المنظمات الانسانية التي تتحدث عن وجود مجاعة بالسودان بالتآمر على البلاد. وقال ان هناك ما يكفي من الغذاء في السودان.
من جانبها وصفت ماتيلدا فو المتحدثة باسم المجلس الوضع في السودان بالكارثي. وقالت ” لا توجد أي منظمة إنسانية أو شخص يريد أن يرى مجاعة في السودان”.
وتضيف: “ما نراه على الأرض هو أشخاص بالكاد يستطيعون الحصول على وجبة واحدة في السودان وهو شيء لو توفر فإنه لا يغطي الاحتياجات الغذائية.. بعض الأمهات يلجأن لتقليل كمية الطعام التي يتناولنها لأنهن بحاجة إلى إطعام أطفالهن.. ونحن نعلم أن الأطفال يموتون كل يوم من الجوع.. لا أعتقد أن أي شخص يريد أن يرى ذلك في حياته المهنية”.
وقالت ماتيلدا: “لم يعد بإمكان الناس تحمل تكاليف الغذاء لأنهم نزحوا، لأنهم فقدوا كل شيء بسبب انهيار الاقتصاد.. ليس لديهم أي وسيلة لكسب العيش، ولأن الأسعار قد تصاعدت في جميع أنحاء البلاد.. هذا هو السبب في أن الناس يعانون من الجوع. ليس لأن السودان لا ينتج ما يكفي من الغذاء. بل يتعلق الأمر بالقدرة على تحمل التكاليف “.
ويؤكد نازحون من معسكرات كلمه والسلام بجنوب دارفور ومعسكر زمزم بشمال دارفور بجانب نازحين من أبو كرشولا بجنوب دارفور في مقابلات مع راديو دبنقا أن عدد كبير منهم لا يتناولون أي وجبة خلال اليوم، وإن بعضهم يتناولون الحشائش وأوراق الأشجار، مشيرين إلى ارتفاع كبير في معدلات سوء التغذية.
الحقائق على الأرض تتجاوز الأرقام
وتساءل وزير الزراعة المكلف في تصريحات صحفية كيف تمكنت المنظمات الاغاثية التي تنشر هذه التقارير من جمع المعلومات في ظل تدهور الوضع الامني في السودان.
وتقول ماتيلد تعليقا على حديث الوزير:” من الصعب للغاية جمع البيانات في جميع أنحاء البلاد. وهناك أماكن في السودان ربما لا توجد فيها جهة رقابية ولا هيئة مراقبة للمجاعة. لقد تمكنا من جمع تلك المعلومات بناءً على البيانات الخاصة بالتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي. IPC حيث أشارت التقارير إلى المجاعة فيما ما لا يقل عن 14 موقعا أعني معسكر زمزم بالإضافة إلى 13 موقعا آخر”.
وتضيف قائلة ” إنه أمر خطير ومخيف ومقلق للغاية، وحقيقة نحن لا نستطيع الوصول إلى جميع أنحاء السودان بسبب الصراع وتقييد الحركة، وربما تكون الأوضاع أسوأ من المعلومات التي نشرت”.
وقالت:” إن التقرير المشترك للمنظمات الثلاثة هو في الواقع تجاوز للبيانات. كما تعلمون، نحن نتحدث عن الأرقام طوال الوقت والإحصاءات من أجل قياس وتقييم ما إذا كان قد تم الوصول إلى عتبة المجاعة أم لا. وهذا أمر إيجابي لكن ما أردنا إظهاره في هذا التقرير هو ما يحدث وراء الأرقام؟ ماذا يعني ذلك بالنسبة للناس؟ ما تأثير المجاعة على الإنسان، ما الذي يعانيه الناس من أجل تناول الطعام وما الذي يجب أن يمر به الناس؟ إنه أمر فظيع.
وأضافت إن الناس أحياناً يقومون بعمل مؤلم لفترة طويلة جداً من أجل الحصول على كمية قليلة جداً من الطعام، وأحياناً يلجأون للفرار من البلاد.. عدد كبير من السودانيين يعبرون الحدود إلى تشاد، ليس بسبب العنف، ولكن بسبب الجوع.
قرار ايجابي
وقال وزير الزراعة السوداني في تصريحات صحفية “كل الحديث عن المجاعة في السودان هو ذريعة لفتح حدود السودان لتوفير الاسلحة بشكل غير مشروع لقوات الدعم السريع وتمهيد الطريق للتدخل الاجنبي في السودان.
وبالمقابل وصفت ماتيلدا قرار القوات المسلحة بالموافقة على فتح معبر أدري الحدودي مع تشاد بأنه إيجابي، وقالت إن هذا القرار لو تم تنفيذه بشكل جيد، وجرى تطبيقه على المدى الطويل، فإن من شأنه أن ينقذ أرواح الملايين. وأوضحت إن ما يمر عبر المعابر هو المساعدات الإنسانية للمحتاجين على سبيل المثال الأطعمة الخاصة بالأطفال الذين يعانون من سوء التغذية، إنها مواد منقذة للحياة، وليست سلاحا للحرب، وأكدت إن العاملين في المجال الإنساني ليسوا طرفاً في هذا الصراع على الإطلاق.
عرقلة المساعدات
ويقول وزير الزراعة السوداني المشكلة كانت في النقل للسكان في المناطق التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع وذلك لعقبات تضعها قوات الدعم السريع.
وتتهم ماتيلدا الأطراف المتحاربة بعرقلة وصول المساعدات الإنسانية وإعاقتها، بجانب عرقلة العمل التجاري وأشارت على سبيل المثال إلى وجود عدد من نقاط التفتيش في جميع أنحاء دارفور. واعتبرت ذلك أمرأً مضراً للتجار ويؤدي إلى الابتزاز وأحياناً إلى المضايقات مما يؤثر على أسعار السلع، وقالت ماتيلدا إن عرقلة المساعدات يؤدي أيضاً إلى قلة الإمدادات ويتسبب في ارتفاع الأسعار. وأكدت الحاجة الماسة لفتح جميع الممرات في البلاد، والسماح بوصول المساعدات للمحتاجين.