ذكر تقرير دولي أن الصراع أعاق وصول المساعدات الإنسانية ودفع بمخيم زمزم النازحين إلى براثن المجاعة ـ مصدر الصورة ـ موقع أخبار الأمم المتحدة.

كمبالا: 9 أغسطس 2024: راديو دبنقا
تقرير: عبد المنعم مادبو
توقعت الشبكة الأمريكية لأنظمة الانذار المبكر للمجاعة في تقريرها الذي أعلنت فيه المجاعة في معسكر زمزم بشمال دارفور بأن تمتد المجاعة إلى معسكري أبو شوك والسلام بمدينة الفاشر، لكنها أشارت الى أن ﺍﻷﺩﻟﺔ ﺍﻟﻤﺘﺎﺣﺔ ﻣﺤﺪﻭﺩﺓ ﻭﺗﻘﻠﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺗﺄﻛﻴﺪ ﺃﻭ ﻧﻔﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺼﻨﻴﻒ.
وقالت المنسقية العامة للنازحين واللاجئين في دارفور- في بيان عقب اعلان المجاعة في معسكر زمزم- ان الأوضاع في جميع معسكرات النزوح البالغ عددها 171 معسكراً شبيهة بالوضع في معسكر زمزم، وذكرت ان 20 الى 25 شخصاً يموتون يومياً في المعسكرات، وطالبت بتعميم اعلان المجاعة على كافة المعسكرات في دارفور.
تأكيدات من المعسكرات
ومن خلال الاتصالات التي اجراها راديو دبنقا مع غرفة الطوارئ الانسانية في معسكر أبو شوك اتضح ان النازحين في المعسكر يعانون من انعدام الغذاء بصورة كبيرة في ظل عدم قدرة النازحين على العمل لتوفير احتياجاتهم المعيشية.
وأكد عضو غرفة الطوارئ، محمد آدم عبد اللطيف، وجود مؤشرات تدل على المجاعة في معسكر أبو شوك، مشيراً الى انعدام الغذاء في المعسكر، لجهة أن النازحين لم يتمكنوا من الزراعة في الموسم الماضي بسبب الحرب، اضافة الى أنه لا توجد أية مساعدات إنسانية، ولا فرص عمل كي يكسب منها النازحون قوتهم، في ظل ارتفاع اسعار المواد الغذائية وندرتها. وأضاف “هناك أسر في المعسكر يقضون اسبوعاً كاملاً لا يوقدون ناراً في مطابخهم لأنهم لا يملكون شيئاً ليطبخوه”
وأوضح أن معسكر أبو شوك يضم أكثر من 254 ألف نازح قبل أن يتقلص عدد سكانه إلى 140 ألف نازح بسبب فرار النازحين إلى منطقة طويلة التي تبعد 60 كيلومتر غربي الفاشر جراء المعارك التي تدور في الفاشر وانعدام الغذاء.

ما بين الكارثة والطوارئ
ويرصد التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي- الذي يعده خبراء الأمم المتحدة- 14 موقعاً بدارفور، مرشحة بأن تدخل المرحلة الخامسة من التصنيف وهي مرحلة المجاعة أو ما تعرف بالكارثة، من بينها مدينة الفاشر، وسربا وكرينك واحد مراكز الايواء بغرب دارفور، ومركز إيواء في وسط دارفور، إضافة الى معسكرات النازحين في كل من بليل، نيالا جنوب، ونيالا شمال، ومعسكر للاجئي دولة جنوب السودان في محلية الفردوس بشرق دارفور.
وأشار التقرير الذي نشر في 27 يونيو 2024م الى أنه من المتوقع أن يدخل أكثر من 436 ألف شخص بولايات دارفور الخمس المرحلة الخامسة (المجاعة) في الفترة ما بين يونيو الى سبتمبر 2024م، بينما يتوقع أن ينخفض العدد في ذات المرحلة الى حوالي 95 ألف شخص في الفترة ما بين اكتوبر الى نوفمبر من هذا العام، بينما يوضح التصنيف أن أكثر من 2 مليون شخص بالولايات الخمس يقع تحت المرحلة الرابعة من التصنيف وهي مرحلة الطوارئ في الفترة من يونيو الى سبتمبر، ويظل العدد 2 مليون شخص في المرحلة الرابعة في الفترة من اكتوبر الى نوفمبر 2024م.
المطابخ التكافلية او التسول
وذكر محمد عبد اللطيف ان غرفة طوارئ أبو شوك تمكنت من تنفيذ 13 مرحلة من مشروع المطبخ الجماعي في المعسكر، وذلك بتوفير وجبة الفطور لحوالي ألفي أسرة اسبوعياً، لكنه أبدى اسفه لأن الوجبة التي يوفرها المطبخ لم تغط كل النازحين، وقال اذا نفد عندنا التمويل وتوقف المطبخ ليومين او ثلاثة فإن اغلب الأسر تتحول إلى التسول في أسواق وأحياء الفاشر لأجل الحصول على وجباتها.
وأشار الى ان الوضع الذي يعيشه النازحون في المعسكر خلف اصابات بسوء التغذية وسط كبار السن والاطفال، وأضاف “المعسكر شهد وفاة 7 من كبار السن خلال الأيام الماضية لإصابتهم بسوء التغذية، اضافة الى أن 25% من أطفال المعسكر مصابين بسوء التغذية، من بينهم ما يقارب الـ 300 طفل يتلقون بسكويت التغذية العلاجية، بينما هناك أطفال مصابين، وتم تسجيلهم لكنهم لم يصرفوا بسبب نقص التغذية العلاجية في المركز.


الواقع مقابل الانكار
طالب محمد عبد اللطيف الجهات التي تنفي وجود مجاعة بزيارة معسكرات النزوح للوقوف على الحال في ارض الواقع، وقال على الجهات التي تنفي وجود مجاعة في معسكر أبو شوك عليها ان تزور المعسكر لتقف على أوضاع النازحين وانهم يعانون الى اي حد.
يذكر ان مفوضية العون الانساني الاتحادية نفت وجود مجاعة في معسكرات النزوح في الفاشر، بينما كذب مندوب السودان في مجلس الأمن التقارير التي اكدت المجاعة في زمزم والمعسكرات الأخرى وقال انها “غير صحيحة”، مشيرا إلى أن الظروف في هذه المعسكرات لا تفي بمعايير إعلان المجاعة. وأكد أنه لا توجد وفيات أو مجاعة بين النازحين في المعسكر.
خارج معسكرات النزوح
يشكو السكان في عدة مناطق بدارفور من انعدام الغذاء ومعاناة كبيرة في الحصول على لقمة العيش، حيث شهدت منطقة مكجر بوسط دارفور وفاة 5 أطفال في يوم واحد جراء اصابتهم بسوء التغذية، اضافة الى إصابة 450 آخرين، بحسب بيان المنسقية العامة للنازحين واللاجئين امس الخميس، بينما قال قيادي بمحلية برام الواقعة على بعد 90 كيلومتر جنوبي ولاية جنوب دارفور، الهادي حامد بيتو، لراديو دبنقا إن المواطنين بالمحلية يواجهون معاناة كبيرة جراء انعدام الغذاء، وذكر بأن اغلاق الطرق الرابطة المحلية ببقية مدن البلاد ودولة جنوب السودان بسبب موسم الامطار أدى إلى ندرة المواد الغذائية ارتفاع اسعار بصورة فاقت قدرة المواطنين.


كارثة مقابل شح التمويل
في ظل هذا الوضع تشكو الأمم المتحدة من شح التمويل الانساني لمواجهة الازمة في السودان، وأشارت مديرة العمليات والدعوة في مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، إيديم ووسورنو، إلى أن النداء الإنساني للسودان تم تمويله حتى الآن بنسبة 32% فقط – حيث تلقى فعليا 874 مليون دولار من أصل 2.7 مليار دولار المطلوبة.
قال مساعد المدير التنفيذي لبرنامج الغذاء العالمي، ستيفن أومولو، أمام مجلس الأمن أمس الخميس إن وقف المجاعة في السودان يتطلب قيادة وإرادة سياسية، مشدداً على إن المجلس يجب أن يضمن أن “هذه الأزمة المنسية تحظى بالاهتمام السياسي والدبلوماسي الذي تحتاجه”
عقبات المعابر
وتصطدم محاولات الامم المتحدة لإيصال المساعدات الانسانية الى السودان بعقبات تتمثل اغلاق المعابر من قبل الحكومة السودانية، التي حددت في وقت سابق مطارات “الابيض، كادوقلي، الفاشر” الامر الذي يراه مراقبون بأنه غير ممكن في الوقت الراهن، كما سمحت الحكومة بإدخال المساعدات الانسانية عبر معابر “الطينة، بورتسودان، حلفا، والرنك” ورفضت استخدام معبر أدري القريب من الحدود السودانية التشادية، وتقول إيديم ووسورنو، مدير العمليات في مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية “إن المساعدات الانسانية المنقذة للحياة جاهزة للشحن والإرسال إلى دارفور، لكن الاطراف المتقاتلة لن يسمحوا لها بالمرور، ولم يعد بوسع العاملين في المجال الإنساني الوصول إلى إمدادات إضافية في شرق تشاد بعد أن غمرت الأمطار الغزيرة طريق الطينة الذي سمحت به السلطات السودانية لنقل المساعدات لإنقاذ الأرواح ومكافحة المجاعة.

Welcome

Install
×