المبعوث الأمريكي لدبنقا: الوضع في السودان يستحق المزيد من الاهتمام العالمي
أمستردام: 19 نوفمبر 2024: راديو دبنقا
اعتبر المبعوث الأمريكي للسودان، توم بيرلليو، أن يوم أمس كان يوما مهما.
وقال في حديث خاص لراديو دبنقا “لقد أتيح لنا زيارة بورتسودان، وأنا أعرف أن ذلك يعني الكثير للشعب السوداني. اتيح لي خلال العام الماضي أن استمع إلى ألاف السودانيين من مجتمعات اللاجئين وفي معسكرات اللاجئين، وكذلك مع الكثير من السودانيين من داخل السودان عبر تطبيق الزووم ووسائل أخرى. لكن حقيقة هو أمر خاص أن تكون على الأرض وأن تلتقي بأشخاص من المجتمع المدني وقادة القبائل، وأن تستمع إلى آمالهم المستمرة لنهاية لهذه الحرب ونهاية الفظائع”.
وأضاف الدبلوماسي الأمريكي أن الولايات المتحدة هي الجهة الأولى المانحة للمساعدات الإنسانية للسودانيين داخل السودان والفارين وفي معسكرات اللاجئين.
وتابع قائلا “كنا دائما مهتمين بأن تصل هذه المساهمات إلى الأشخاص الذين في حاجة لها في ولايات السودان الثمانية عشر، لقد حققنا تقدما مهما في الآونة الأخيرة بإيصال المزيد من الطعام والدواء حتى لأولئك الموجودين في مناطق معزولة حول كادوقلي وحتى في ولاية الجزيرة بعد وقوع هذه الفظائع المرعبة، ونعتقد بأن هناك الكثير الذي يجب فعله”.
اجتماعات بناءة في بورتسودان
ووصف بيرييلو، في حديث خاص لراديو دبنقا، اجتماعاته في بورتسودان بالبناءة فيما يتعلق كيفية إيصال المزيد من الطعام والدواء لأجزاء أخرى من السودان، وكذلك بشأن انهاء الحرب “واستعادة تطلعات الشعب في أن يتولى أمر مستقبله بنفسه نحو تشكيل حكومة ديمقراطية مدنية”.
ومضى قائلا “كانت اجتماعات بناءة بين البلدين وبين الشعبين، ولكن هناك الكثير الكثير من العمل الذي يفترض القيام به في ظل الفظائع التي يواجهها الكثير من الإخوة والأخوات في السودان”.
وحول النتائج العملية لزيارته لبورتسودان، نوه بيرييلو إلى أن “الاجتماعات مع السودانيين خلال الأشهر والأسابيع الماضي كانت واضحة، الناس يريدون التأكد من وصول الطعام والدواء بشكل عاجل وأيضا التأكد من أن هذه الحرب ستضع أوزارها وتفتح الطريق أمام تشكيل حكومة مدنية”.
وأضاف “فيما يتعلق بالنتائج خلال الأسابيع الأخيرة، وهو ما تأكد في اجتماعات الأمس، هو أن هناك تدفق أكثر للطعام والدواء الوارد من بورتسودان عبر طريق الدبة، وكذلك معبر أدري وجزء من طريق سنار. أيضا هناك تصريح برحلات طيران إلى ستة مناطق في السودان، وقد رأينا عمليات نشطة لإيصال المساعدات إلى منطقتين، بما في ذلك كادوقلي، ونحن نحتاج إلى استمرار وتوسع رحلات الطيران هذه”.
زيادة كبيرة في حجم المساعدات
وأشار بيرييلو إلى أنهم رصدوا زيادة تصل إلى 50% في كميات الطعام والدواء التي تتحرك إلى خارج بورتسودان بعد أن كانت في البداية تتحرك ببطء.
واضاف “نحن نقدر أن الكميات قد بدأت تزداد، رصدنا أيضا وصول كميات من الطعام والدواء إلى بعض المناطق المعزولة في إقليم دارفور، ونحن نرغب في أن نرى كل ولايات السودان الثمانية عشر تعامل كأولوية”.
وأكد توم بيرييلو على ضرورة العمل من أجل إيصال الطعام إلى المناطق التي تشهد مواجهات عسكرية.
واضاف “نعلم أن ذلك أمر معقد، لكنا أوضحنا للسلطات أننا يمكن أن نعمل على إنشاء ممرات ومعابر إنسانية، كما يمكن أن نعمل على سبل مبتكرة لنكون متأكدين أنه حتى في مناطق القتال يمكننا إيصال الطعام والدواء وحتى الأمصال”.
وتابع قائلا “نحن نريد أن نتأكد من أننا سنواصل ذلك، خصوصا في المناطق الصعبة مثل الجزيرة والخرطوم في الوقت الراهن، ونحن نحتاج إلى أن نرى مثل هذه الاستجابة من المجتمع الإنساني وسنكون مستعدين لدعمها”.
الهدف العودة للحكم المدني
فيما يتعلق بمسيرة السلام، قال المبعوث الأمريكي، في حديث خاص لراديو دبنقا، أنهم يدعمون ضرورة جمع أطراف النزاع.
واضاف “وكذلك ندعم الاستماع لشعب السودان بشأن الوصول لحل لهذه الحرب واستعادة الانتقال نحو حكومة مدنية”.
وتابع قائلا “نرى في الوقت الراهن تكثيفا في المعارك وبتكلفة باهظة للشعب السوداني أولا وأخيرا، وكذلك بتكلفة باهظة للإقليم حيث ما زلنا نرى تدفقات اللاجئين، كما أننا مشغولون بالتفاعلات الإثنية والإقليمية لهذه الحرب”.
وكشف توم بيرييلو أنه نقل لرئيس مجلس السيادة، البرهان، وآخرين الرغبة في الوصول لحل لهذه الحرب وأن الامر أصبح يمثل ضرورة عاجلة.
واضاف أن الولايات المتحدة مستعدة، كطرف فاعل، لدعم هذا الجهد “ليس فقط من أجل وضع حد لهذه الحرب، بل نأمل بأن تكون آخر حرب يخوضها السودان عبر مخاطبتنا لبعض القضايا التي لم يعالجها السودانيون لوقت طويل”.
الموقف الروسي في مجلس الأمن
ووصف بيرييلو الموقف الروسي في مجلس الأمن باستخدام الفيتو بأنه أمر محزن.
وأضاف “لا أستطيع تخيل كيف كان الأمر مؤلما للشعب السوداني أن يشاهدوا روسيا وهي تمارس اللعب بهذه الطريقة مع أمر يدعو لوقف إطلاق نار على المستوى الوطني وتوسيع نطاق المساعدات الإنسانية”.
وتابع قائلا “بوضوح، فإن الولايات المتحدة الامريكية تقف مع الشعب السوداني عبر مساهمتها الإنسانية الواسعة وتدفع باتجاه السلام، وإن قيادتها في مجلس الأمن وعبر السفيرة توماس غرينفيلد ساهمت في تحقيق وحدة واسعة بين الأفارقة والشركاء الدوليين حول الحاجة لمزيد من الاهتمام بالسودان والمزيد من الدعم والتضامن مع الشعب السوداني، وأنه لمن المحزن أن روسيا اختارت أن تبعث بإشارة مغايرة”.
وشدد الدبلوماسي الأمريكي على أن ما حدث بالأمس في مجلس الأمن لن يكون النهاية.
واضاف “لقد كان هناك قرار مهم ومثل ذلك مناسبة لكي يرى الجميع أن الولايات المتحدة والأعضاء الأفارقة في مجلس الأمن قد وقفوا مع الشعب السوداني ودعموا اتخاذ إجراءات عاجلة إضافية، سنستمر نحن والآخرون في بناء تحالف في الأمم المتحدة، بجانب الجهود العديدة التي تقودها السفيرة توماس غرانفيلد هناك لمحاولة بناء المزيد من الدعم”.
الوضع في السودان يستحق اهتمام العالم
واعتبر بيرييلو أن واحدة من الأشياء التي سمعها مرارا وتكرارا من الشعب السوداني أن العالم يتجاهل الحرب في السودان.
واضاف “إن العالم لا يرى الاغتصابات والجوع والعنف الذي يحدث يوميا، إن كل ذلك يستحق اهتمام العالم. واعتقد أن السودانيين راضون عن أن الولايات المتحدة هي واحدة من الدول القليلة التي تهتم بهذا الأمر. ولا يقتصر ذلك على الرئيس بايدن، لدينا دعم واسع من الجمهوريين والديمقراطيين في مجلس الشيوخ، بما في ذلك دعم رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، السناتور ريتش، الذي يعطي اهتماما كبيرا للسودان وبضرورة وضع حد للمعاناة وكذلك محاسبة المسؤولين عن قيادة هذه الفظائع”.
وأعاد بيرييلو التأكيد في حديث خاص لراديو دبنقا على أن السودانيين سيواصلون مشاهدة هذا العمل من قبل الولايات المتحدة.
وأضاف “اعتقد أنكم ترون الكثير من ذلك في الأمم المتحدة من إخوتنا وشركائنا، ومن المؤكد أن ذلك لن ينتهي بما حدث يوم أمس، ولكن أعتقد أن ذلك سمح على الأقل للشعب السوداني بمعرفة من يقف معهم في هذا الوقت العصيب”.
التزام امريكي عميق تجاه السودان
وحول دوره في المستقبل بعد تولي الإدارة الامريكية الجديدة لمهامها، ركز توم بيرييلو على أمرين، أولهما أنه سيظل نشطا فيما يخص السودان.
وأضاف “وقد ظللت كذلك لمدة عشرين عاما، لدي الكثير من المشاعر الطيبة تجاه الشعب السوداني وقد كان رائعا أن زرت بورتسودان بالأمس، كان بودي أن أقضي المزيد من الوقت على الأرض”.
وتابع قائلا إن “لدى الولايات المتحدة التزام عميق تجاه السودان والشعب السوداني، وهذا الأمر حقيقي لدى الإدارات الجمهورية والديمقراطية، وكذلك هو حقيقي في مجلس النواب حيث كنت أقدم خدماتي وكذلك في مجلس الشيوخ”.
واضاف “هناك حب كبير والتزام قوي تجاه الشعب السوداني، وأعتقد أن ذلك سيستمر. أنا لا أستطيع التحدث باسم الرئيس القادم وما الذي سيختار فعله، لكني أعلم أن هناك الكثير من الناس في حزبه ومن حوله لديهم تاريخ طويل مع السودان. لذلك أنا أأمل وأتطلع لاستمرار هذه الشراكة وأنا سأكون جاهزا للمساهمة وبأي صفة، بما في ذلك كوني مواطن من الولايات المتحدة وكإنسان يهتم بعمق بمعاناة الآخرين، كما نرى في السودان، وبإلهام بلا حدود”.