المبادرة التركية.. ثلاثة مقترحات في المنضدة وسط ترحيب من البرهان
أمستردام: 5 يناير 2025: راديو دبنقا
رحب رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان، يوم السبت، خلال استقباله نائب وزير الخارجية التركي، برهان الدين دوران، بالمبادرة التركية للتوسط بين السودان والإمارات، وسط أنباء أن أنقرة دفعت بثلاثة مقترحات إلى الحكومة في بورتسودان.
ووفقا لتصريحات وزير الخارجية السودانية الدكتور علي يوسف الشريف إن البرهان طلب من الوزير التركي نقل هذا الترحيب للرئيس رجب طيب أردوغان ولوزير الخارجية التركي الذي يتولى تفاصيل إدارة هذه المبادرة.
وتأتي زيارة نائب وزير الخارجية التركي إلى بورتسودان بعد أكثر من أسبوع من زيارة وزير الخارجية التركي،هاكان فيدان، إلى الإمارات ولقائه الرئيس الاماراتي.
وانطلقت المبادرة التركية في اتصال هاتفي أجراه الرئيس التركي رجب طيب اردوغان مع رئيس مجلس السيادة عبدالفتاح البرهان في 13 ديسمبر للتوسط بين السودان والامارات وذلك على خلفية اتهامات سودانية متكررة للإمارات بدعم قوات الدعم السريع وتقديم شكوى إلى مجلس الأمن بهذا الشأن.
وقال وزير الخارجية السفير علي يوسف في تصريحات صحفية أن المبادرة التركية يمكن أن تقود لجهود حقيقية لتحقيق السلام في السودان.
فتح بنك ووكالة للتعاون
من جانبه، أكد نائب وزير الخارجية التركي أن وكالة التعاون والتنسيق التركية (تيكا) تعمل حاليا على إعادة فتح مكاتبها في بورتسودان بجانب إفتتاح فرع للبنك الزراعي التركي.
وأشار إلى الحفاظ على المستشفى التركي في نيالا والذي يعمل حالياً ويقدم خدماته للمواطنين.
وكشف الوزير عن أن ثلاثة بواخر تركية وصلت بورتسودان وهي تحمل ٨ آلاف طن من المساعدات الإنسانية.
وفي ذات السياق، أعرب وزير المالية الدكتور جبريل إبراهيم لدى لقائه نائب وزير الخارجية التركي برهان الدين دوران با عن عدم رضاه بمستوى الأداء التجاري بين البلدين وضرورة السعي المشترك لتطويره، مشيراً إلى أهمية عودة خطوط الطيران التركية للسودان في وقتٍ قريب. مرحبا بالمبادرة التركية بين السودان والامارات.
واتفق الجانبان على ضرورة عقد اللجنة الوزارية المشتركة خلال النصف الأول من العام الجاري 2025م والسعي المشترك لتطوير علاقات التعاون في مجالات الطاقة، الزراعة، التجارة وكآفة المجالات الاقتصادية الأخرى.
ثلاثة مقترحات أساسية
ويقول الكاتب والصحفي عثمان ميرغني إن نائب وزير الخارجية التركي حمل معه ثلاثة مقترحات أساسية، الأول يتمثل في أن تصدر بيانات الموافقة على المفاوضات بين السودان والامارات بعبارات مقبولة لا تجنح لاستفزاز أي من الطرفين على أن تعتبر هذه البيانات تعتبر اشهارا رسميا وابتدارا للحوار.
وأضاف عثمان ميرغني إن المقترح الثاني ويشمل لقاءاً مباشرا على مستوى القمة بين السودان والامارات تستضيفه أنقرا خلال شهر يناير الحالي. على أن تشمل الترتيبات والاعداد لهذا اللقاء الثلاثي مخرجاته التي تعلن رسميا الدخول في مرحلة جديدة من الارتباط لتعزيز التواصل.. وتشمل الترتيبات اعلان عودة التمثيل الدبلوماسي بين البلدين إلى سابق عهده.
أمام المقترح الثالث فهو مساعي مساعدة السودان على ايقاف الحـرب. وهي المرحلة العملية التي تطلب فيها الامارات من قيادات الدعم السريع ابداء حسن النية بوقف شامل لإطلاق النار وفك الحصار عن الفاشر، وذلك قبل بداية جولة مفاوضات برعاية مجموعة ALPS تعقد في جدة. وتستخدم الامارات في هذه المرحلة آليات الضغط المناسبة لضمان امتثال الدعم السريع لوقف شامل لإطلاق النار، والانسحاب من بعض المناطق المهمة في وسط الخرطوم تشمل المطار والقصر الرئاسي.
ويرى عثمان ميرغني إن الجانب التركي وعد بتقديم مساعدات انسانية وتنموية للسودان لضخ أكبر قدر ممكن من التفاؤل في “مبادرة اردوغان” بعضها أعلن عنها أمس تشمل تسهيل التعاون الاقتصادي بين السودان وتركيا عن طريق فتح فرع بالسودان لأحد البنوك التركية الرئيسية، وشحنات من القمح تصل تباعا خلال الأيام المقبلة، بجانب وعود بإعادة تأهيل مطار الخرطوم على وجهة السرعة لاستقبال حركة الطيران العادي بمجرد اعلان وقف إطلاق النار. ومشروعات اقتصادية أخرى تعلن لاحقا.
وقال إن المحك في نجاح مبادرة اردوغان يرتبط بحسم الأمر داخليا في السودان في ظل صدى خطاب ياسر العطا قبل أيام قلائل والذي حوى عبارات يفهم منها محاولة تعويق هذه المبادرة وافشالها قبل أن تبدأ.