المبادرات الدولية تصطدم بتعدد مراكز اتخاذ القرار في بورتسودان

رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة السودانية الفريق أول عبد الفتاح البرهان ومبعوث الأمين العام للأمم المتحدة رمضان لعمامرة - المصدر صفحة مجلس السيادة الإنقالي

أمستردام: 31 ديسمبر 2024: راديو دبنقا
واصلت حكومة بورتسودان خلال الأسابيع الماضية تبني مواقف سلبية من المبادرات الدولية بشأن وقف الحرب في السودان عبر العودة إلى مائدة التفاوض. ورفضت قيادة القوات المسلحة التجاوب مع الدعوة التي تقدم بها المبعوث الخاص للأمين العام للسودان، رمطان لعمامرة، للمشاركة في مفاوضات غير مباشرة في جنيف في بداية العام الجديد من أجل النظر في سبل حماية المدنيين وإيصال المساعدات الإنسانية.
ورغم استجابة الفريق عبد الفتاح البرهان، القائد العام للقوات المسلحة، لطلب الرئيس التركي، رجب طيب اردوغان، بالتوسط بين السودان والإمارات في إطار جهود وقف الحرب، إلا أن رد وزارة الخارجية على البيان الذي أصدرته وزارة الخارجية والشروط التي وضعتها تجعل نجاح المبادرة التركية موضع شك خصوصا وأن بيان الخارجية جاء مصححا لتصريحات وزيرها، السفير علي يوسف، بشأن العلاقات الطيبة مع دولة الإمارات.
اليد العليا للحركة الإسلامية
واعتبر الأستاذ عثمان فضل الله، الكاتب والصحفي ورئيس تحرير مجلة أفق جديد، أن حكومة بورتسودان ظلت ومنذ اندلاع الحرب في 15 أبريل رهينة لتعدد مواقع اتخاذ القرار في داخلها. وربط الأستاذ عثمان فضل الله في حديث مع راديو دبنقا ذلك بالتركيبة العسكرية التي تقاتل حاليا في ميدان الحرب حيث اليد العليا لمقاتلي الحركة الإسلامية التي يبدو واضحا أن هدفها ومشروعها من الحرب هو الترتيب لليوم الأول في فترة ما بعد الحرب.
وأضاف الكاتب والصحفي أن ذلك يفسر اضطراب مواقف قائد الجيش واتخاذه مواقف ومن ثم التراجع عنها وظهر ذلك بوضوح في مبادرة الإيقاد التي وافق عليها ومن ثم تراجع عنها قبل أن يجمد عضوية السودان في المنظمة. وكذلك الحال بالنسبة لمبادرة دول الجوار التي عقدت اجتماعا واحدا في انجمينا قبل أن تلحق بسابقاتها.
وأعاد رئيس تحرير مجلة أفق جديد في حديث لراديو دبنقا التذكير بما جرى في جدة في الجولات الثلاث التي عقدت حيث كان الجيش يتخذ موقفا ويوافق على بعض المقررات ومن ثم يتراجع عنها. واستشهد بما وصفه بفضيحة الكبرى حيث تم تشكيل لجنة رباعية بمشاركة طرفي الحرب والوسطاء الأمريكي والسعودي بالإضافة للصليب الأحمر للطواف على الأعيان المدنية وبدأت عملها وأعدت تقرير، لكن القوات المسلحة عادت وتراجعت عن المشاركة فيها. وظلت تردد منذ ذلك الوقت الحديث عن ضرورة خروج الدعم من الأعيان المدنية وأن لا عودة للتفاوض دون الاستجابة لهذا الشرط عبر الالتزام بإعلان جدة رغم أن وزارة الخارجية كانت قد أصدرت بيان ترفض فيه إعلان جدة.
هامش مناورة محدود لرمطان لعمامرة
ونوه الأستاذ عثمان فضل الله إلى أن المتابع لتحركات المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، رمطان لعمامرة، يكتشف أنه أتى وكأنه على صفحة بيضاء دون أن يأخذ في الاعتبار ما تم في الملف قبل تعيينه، أي ما تم في جدة، في القاهرة، في المنامة، وأديس أبابا من اتصالات وخطوات متقدمة للوصول إلى حلول.
وأشار الكاتب والصحفي في حديث لراديو دبنقا إلى أن رمطان لعمامرة عقد مجموعة من الحلقات النقاشية مع القوى السياسية والمدنية وأخرها في منتصف شهر ديسمبر الحالي. وأضاف أن ما طرح في هذه الحلقات النقاشية متأخر عما تم التوصل إليه في المنابر الأخرى. حيث ما زال المبعوث الخاص يتحدث عن فتح المسارات والقضايا الإنسانية وضرورة وحدة القوى السياسية وهي في مجملها ملفات تم إنجاز خطوات كبيرة فيها، لكن القوات المسلحة تراجعت عنها.
وشدد رئيس تحرير مجلة أفق أن منهج الأمم المتحدة لا يمكن أن يصل بالبلاد إلى توافق أو الضغط على الطرفين للالتزام بما يتم الاتفاق عليه. كما أن الموقف في مجلس الأمن يضعف فعليا حركة رمطان لعمامرة الذي لا يمتلك الأنياب التي يمكن أن يضغط بها على الجيش ولا على البرهان.
واعتبر الأستاذ عثمان فضل الله أن أحد العوامل التي تضعف موقف مبعوث الأمين العام هو تأثره لحد كبير بموقف بلاده، الجزائر، الداعم بشكل كبير للقوات المسلحة والتي تقدم لها حتى الدعم العسكري. وكان المفترض أن يخلع هذه العباءة عندما قبل التكليف كمبعوث للسودان. وأنتقد استئذان رمطان لعمامرة للفريق عبد الفتاح البرهان حتى يلتقي بوفد من الدعم السريع في أديس أبابا، وهذا يشكك في حياده.
وطالب الأستاذ عثمان فضل الله أن يتحلى المبعوث الدولي بمزيد من الحزم والحسم في بعض المواقف لأن حتى لقاءاته التي يعقدها تتم مع شخصيات لا تأثير لها في الملف السوداني.

Welcome

Install
×