اللواء د.الحسن يؤكد انفتاح الجيش جزء من استراتيجية وخبراء يحذرون إدارة العمليات العسكرية من تأثير الإعلام

عربة عسكرية تتبع للدعم السريع قالت القوات المسلحة إنها استولت عليها -مصدر الصورة: وسائل التواصل الاجتماعي

امستردام: السبت  28/ سبتمبر/2024م: راديو دبنقا
تقرير: سليمان سري

أكد الخبير العسكري والأمني اللواء دكتور معتصم عبدالقادر الحسن المستشار بالأكاديمية العليا للدراسات الاستراتيجية والأمنية، أن المعارك التي يدور رحاها الآن في الخرطوم وولاية الجزيرة وسنار، تعد عملية تكتيكية كجزء من استراتيجة تخطط لها القوات المسلحة بناًء على العلوم العسكرية في كآفة المجالات من إمداد وإشراك لقوات مختلفة حسب أدوارها.

وقال الحسن لـ”راديو دبنقا”: إنَّ هذه العملية أثبتت تقدمًا للقوات المسلحة، واستلام للأرض واكتشاف للعدو ومواقع القناصين والكمائن للتعامل معها سواء في هذه المرحلة أو مراحل قادمة.

واعتبر أن مثل هذه الانفتاحات تبرز كآفة المعوقات التي يمكن أن تجابه مثل هذه العمليات ولكن قال إن هذه الخطوة جاءت أكبر أشمل من الخطوات السابقة على المستوى الجغرافي والزمني وقطع بأنها ستأتي بنتائج إيحابية لكن نوه إلى أن ذلاك يحتاج لوق لتؤتي ثمارها الايجابية.

وحول الوضع في الفاشر حاضرة ولاية شمال دارفور والتي تشهد حصارًا ومعارك ضارية منذ شهور، قال، اللواء الحسن: كان هنالك انشغال عسكري في الفاشر في الفترة السابقة وكشف عن وصول إمداد عسكري للفاشر واسقاط عسكري ايضا لمدينة بابنوسة، ونفى أن يكون هنالك أي حصار وأكد أنها تشهد تقدمًا كبيرًا.

واعتبر أن كل هذه المناطق تشهد تقدمًا كبيرًا سواء في الخرطوم أو الولايات مؤكدًا على أنه لايوجد حصار الآن على أي موقع في الخرطوم، مشيرًا إلى أن عملية التحام كل هذه القوات بهدف استئصال قوات الدعم السريع من كآفة المواقع.

 التحام قديم:

وقال الخبير العسكري الحسن إنَّ من يعتقد أن قوة تابعة الجيش السوداني محاصرة يخطئ التقدير، بينما أكد أن المحاصرين الآن هم قوات الدعم السريع، ودلَّل على ذلك بأن الحصار مفروض على قوات الدعم السريع، مشيرًا إلى أنها صارت محاصرة من كآفة الاتجاهات في مصفاة البترول جنوبًا وشرقًا وشمالًا.

وأوضح أن هنالك التحام قديم بين قوات معسكر حطاب وقوات الكدرو بعد أن تمت السيطرة التامة على منطقة الكدرو، مشيرًا إلى أن هذا من الناحية الجنوبية، ومن الناحية الشمالية ولاية نهر النيل، وقال إنَّ مناطق الفاو في ولاية القضارف شهدت تحركات أيضًا لاستئصال جزء كبير من هذه القوات في تلك المنطقة، بواسطة القوات المسلحة والمشتركة والمقاومة الشعبية المساندة لها.

وعبر د.معتصم الحسن عن اعتقاده بأن قوات الدعم السريع تشهد تقهقرًا في ولايات الجزيرة وسنار والخرطوم، وأن أغلب هذه القوات والأسلحة الثقيلة في هذه المنطقة تم سحبها إلى دارفور، وقال: إنَّ المعارك في دارفور مستمرة لكن سيتم تنظيف دارفور وكردفان في وقت متزامن من قبل القوات المسلحة بعد الفراغ من معارك الخرطوم.

معارك نهرية:

وأكد الخبير العسكري د. معتصم عبدالقادر الحسن في إفاداته لـ”راديو دبنقا”، على أنه حاليًا يتم تشوين وإعداد قوات في بابنوسة والأبيض للمعركة القادمة، واعتبر أن معارك الخرطوم والجزيرة وسنار الآن صارت في انتظار الوقت وأن كل التجهيزات جارية، سواء على مستوى القوات البرية والجوية والبحرية، مشيرًا إلى أن الأخيرة شاركت في الهجوم على جزيرة توتي وتوقع أن تكون هنالك معارك نهرية.

وقال إنَّ كل هذه الترتيبات ستتم بصورة متتابعة، نافيًا أن يكون هنالك أي نقص أو أي احتياج لهذه القوات وسلاسل إمدادها ستكون مفتوحة، واعدًا بأن ستكون هنالك نتائج قريبة.

فك الحصار:

أصدرت مجموعة من ضباط القوات المسلحة المتقاعدين تقريرًا عسكريًا تم نشره عبر مواقع التواصل الاجتماعي اطلع عليه “راديو دبنقا”، وقالت فيه: “راقبنا كمجموعة من الضباط المعاشيين معارك الخميس، لجهة أنها أول معارك هجومية متزامنة للقوات المسلحة منذ بداية الحرب الراهنة قبل عام ونصف تشارك فيها وحدات من قوات المشاه المتنوعة وسلاح الطيران.

وذكر التقرير أن قوات الجيش قامت بمحاولة الإنفتاح في عدد من المحاور داخل العاصمة عبر عدة جسور على النيلين الأبيض والأزرق، تجاه مدينة بحرى والخرطوم بهدف الالتحام مع قوات من القيادة العامة والمدرعات وسلاح الإشارة وقوات من منطقة الكدرو، بهدف فك الحصار عن معسكرات القوات المسلحة في القيادة العامة، الاستراتيجية، الكدرو وسلاح الأسلحة.

وأشار إلى أن القوات المسلحة حشدت عددًا مقدرًا من القوات تم تجميع معظمها فى سرية تامة فى محاور أمدرمان وكانت المباغتة عنصر أساسى فى الهجوم الذي حدث يوم الخميس، ولكن “قوات العدو” إمتلكت المعلومة وكانت على استعداد فى كل مداخل الجسور مما عطل القوة المتحركة وحرم الأطراف من تحقيق الإلتحام المستهدف وتسبب فى خسائر فادحة وسط القوات.

وذكر التقرير أن المعارك بدأت في وقت مبكر من فجر اليوم الخميس  وكان الهجوم متزامنًا بحيث يشكل إرباكًا للقوات المدافعة ويتمكن من تدمير مقدمتها ويحرمها من التفازع والإسناد .

وأشار إلى أن قوات الجيش بدأت في محور السلاح الطبي بالتحرك شرقًا عبر كبري الحديد والهدف من ذلك ان تلتقي مع الجيش في القيادة العامة، لكنها واجهت تحديا كبيراً في التقدم نظرًا لكثافة انتشار القنَّاصة بكثافة في منطقة المقرن برغم محاولة استهدافهم بالطيران والمسيرات.

وقال إنّهم شكلوا خطرًا كبيرًا على جسم القوات المتحرك وأيضًا تم  هجوم آخر عبر كبري الفتيحاب، لتخفيف الضغط والهجوم على الإستراتيجية والتوجه عبر شارع الغابة للالتحام  بالمدرعات  القادمة من اتجاه الشجرة، لكن هذا المحور واجه نيران كثيفة حول الاستراتيجية، ما اضطر المتحرك للتراجع فى وقت مبكر، وأضاف بأن معظم خسائر هذا المتحرك كانت على سطح الكوبرى من خلال المدفعية لذلك تعرضت القوات لخسائر كبيرة فى هذا المحور.

خسائر وتراجع:

وأوضح تقرير الخبراء العسكريين أنه في القيادة العامة وسلاح الإشارة تحركت قوات الجيش غربًا عبر شارع النيل بحيث تلتقي مع قوات الجيش في السلاح الطبي من الناحية الأخرى ونجحت القوات في القيادة من التقدم والوصول حتى كبري المك نمر، لكن لم يكن لدى هذه القوات القدرة على الإنفتاح بشكل كبير نظراً لعدم وجود خطوط إمداد مفتوح ومتصل وأيضا بسبب فشل الخطة لعدم مقدرة الجيش في السلاح الطبي أن يفرض سيطرته على الناحية الشرقية من الكبري، لتوصيل الإمداد  لمواجهتهم مقاومة كبيرة مما إضطرهم للإنسحاب  والتراجع الى مواقعهم فى أمدرمان مع تكبد خسائر فى العتاد والأرواح.

وقال التقرير: أما في منطقة بحري تقدمت قوات الجيش في الكدرو باتجاه كبري الحلفايا بحيث تلتقي مع القوات القادمة من ناحية أمدرمان (كما حدث من قبل في محاولات سابقة).

وأضاف: تمكنت قوات الكدرو من الوصول الى منطقة الإزيرقاب وعلى مسافة 2 كيلومتر تقريبًا من كبري الحلفايا، لكنها واجهت مقاومة كبيرة وكثافة نيران من قوات الدعم السريع فى هذا المحور ولم تتمكن من التقدم كثيراً رغم صمودها لوقت أطول عن بقية المتحركات الأخرى.

وأوضح التقرير أن قوات الجيش القادمة من ناحية أمدرمان فشلت في تأمين المنطقة الشرقية من كبري الحلفايا وقد حاولت ترتيب الهجوم عدة مرات، لكن دون نجاح مما زاد خسائرهم فى هذا المحور وبحسب آخر التحديثات كانت أصوات  القصف المتبادل  تسمع فى هذا المحور لوقت قريب من طلوع الشمس، لكن بشكل متقطع وأغلب التقديرات أن المعارك توقفت.

تحذير من”اللايفاتية”

خلص تقرير ضباط الجيش المتقاعدين إلى القول أن القوات المسلحة والمشتركة من الحركات والمستنفرين تعرضوا لخسائر كبيرة فى الأرواح والمعدات  في هذه معركة الخميس السادس والعشرين من هذا الشهر، نظرًا لغياب عنصر المفاجأة وانقطاع سلاسل الإمداد وقال: فيما يبدو أن تحركاتهم كانت مكشوفة للعدو فضلاً عن انتشار تلميحات كثيرة في مواقع التواصل الإجتماعى، لانفتاح مترقب للقوات المسلحة  وهو ما أضر بسير هذه العمليات وكبدها خسائر فادحة وأهدر جهد ستة أشهر من الحشد والتشوين.

وتعهد الخبراء العسكريين بإصدار تقرير آخر أكثر تفصيلًا وشمولًا فى الأيام القليلة القادمة لهذه المتحركات، التى قال بأن القوات المسلحة فقدت فيها عددًا كبيرًا من الضباط والجنود والمعدات، فى وقت كانت فيه الأحوج لإدخار القوة والتحرك الهجومى بحذر، مع تعزيز القوة الدفاعية للارتكازات الرئيسية فى المهندسين والمدرعات والقيادة العامة والإشارة ومنطقة كررى مما سيكون لها مضاعفات فى مقبل الأيام.

وأوصى تقرير الخبراء العسكريين على ضرورة إخراج إدارة العمليات العسكرية من تأثير الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي “الميديا”، ومطالب من سماهم بـ”اللايفاتية” والضغط عبر بعض كبار الضباط للخروج والهجوم والقيام بعمليات فطيرة ومكلفة بحسابات سياسية دون تقدير موقف عسكرى متكامل، مما يعرض القوات لخسائر يصعب تعويضها فى أوقات قصيرة.

صورة ذهنية:

بالعودة للخبير العسكري والأمني اللواء دكتور معتصم عبدالقادر الحسن المستشار بالأكاديمية العليا للدراسات الاستراتيجية والأمنية، اعتبر أن تقرير الخبراء العسكريين عن معارك الجيش الأخيرة، انبنى على صورة ذهنية متمثلة فى مايجب أن يكون، وقال: لكن النجاح لهذا الهجوم الشامل أنه كشف أماكن تواجد وانتشار قوات ومدفعية قوات الدعم السريع، كما ساهم فى هروب عناصرها فى مختلف المحاور، وأضاف: لولا حساسية المعلومات كان من الممكن نشر صور وفيديوهات تبرز النتائج الباهرة.

وشدد الخبير العسكري د. معتصم عبدالقادر الحسن أن هذه جزئية من خطة استراتيجية كبرى، تم التجهيز التام لها وقطعًا تظهر نتائجها المضمونة بانتهاء الفترة المحددة لها.

Welcome

Install
×