القوى المناهضة لانقلاب فض الشراكة: حانت ساعة الجلوس للحوار!
إبتداءً، هذا المقال مَعْنِىٌّ بالحوار بين القوى السياسية “المدنية” للحرية والتغيير (مكونات المجلس المركزي والحزب الشيوعي)، قوى المقاومة الشبابية (لجان المقاومة)، قوى الكفاح المسلح (الحركة الشعبية شمال- الفريق عبد العزيز الحلو، وحركة تحرير السودان- القائد عبد الواحد النور)، والكيانات الأخرى فاعِلة. فالمقال ليس معنياً بالحوار بين هذه القوى المناهضة لانقلاب فض الشراكة والسلطة الحاكمة، ما لم يقتضي السياق. بل، يهدف إلى تحرير الخلاف بين هذه القوى، وإلى دعوتها للتفكير في ضرورة نشوء “كتلة سياسية حرجة”، تضع عملية التغيير في المسار الصحيح، والشروع عاجلاً في الجلوس للحوار حول أجندةٍ مُحددةٍ. في رأيي، أنَّ الظروف الراهنة للصراع السياسي في البلاد لا تسمح بإستنساخ مفهوم “الكتلة التاريخية”، بالمعنى الذي طرحه أنطونيو غرامشي ، والتي ضمّت قوى التغيير والإصلاح في شمال إيطاليا، من ماركسيين وشيوعيين وليبراليين، والقوى الريفية المهيمنة في الجنوب، بما فيها الكنيسة. وهذا لا يتسق مع واقعنا، الذي يحتضن جماعات سياسية أخرى لها منطلقات إيديولوجية وقواعد مجتمعية مختلفة ومتباينة.