دفن جثث ضحايا القطينة-فبراير 2025-لقطة شاشة من مقطع فيديو ماداول


امستردام: 18 فبراير 2025: راديو دبنقا
“الوفيات كثيرة ولا أستطيع حصرها، ربما يصل العدد إلى 300 أو 350. لم نستطيع حصر من توفوا داخل المنازل، كلما نخرج لتفقد أوضاع جيراننا تطاردنا  الدراجات النارية” يقول مواطن من ريفي القطينة بولاية النيل الأبيض في رسالة صوتية إلى ذويه عقب فراره إلى الضفة الغربية من النيل.

ومنذ يوم السبت الماضي، واصلت قوات الدعم السريع شن هجماتها على مناطق الكراديس والخلوات في القطينة.

وبدأت الهجمات في أعقاب تقدم الجيش وسيطرته على منطقة نعيمة 30 كيلومترا جنوبي القطينة والمناطق المجاورة لها.

ويقول مواطن في من المنطقة” لقد رأينا يوم القيامة، يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه، بعيوننا”.
ويشير إلى أن أعداد من المواطنين ما زالوا في عداد المفقودين. وتابع:”لقد قتلوا المواطنين داخل منازلهم ..المنازل الآن مكدسة بالجثث”.
ويفيد مواطن آخر قائلا :”ما جرى مجزرة. هنالك من بترت أطرافهم”.

مئات القتلى


وتقول مجموعة محامي الطوارئ إن أكثر من 200 شخصا قتلوا،و أصيب المئات بجروح في هجوم شنته قوات الدعم السريع على مناطق الكداريس والخلوات في ريفي القطينة بولاية النيل الأبيض خلال الأيام الثلاثة الماضية.
وأوضحت المجموعة في بيان أن المنطقة تخلو تماما من أي مظاهر عسكرية. واتهمت قوات الدعم السريع بتنفيذ إعدامات ميدانية وعمليات خطف وإخفاء قسري و نهب الممتلكات الخاصة للمواطنين.
وتشير إلى تعرض الفارين الذين حاولوا عبور النيل لإطلاق الرصاص الحي، مما أدى إلى غرقهم.
وأدانت المجموعة ما جرى واعتبرته جريمة إبادة جماعية متعمدة.
وقالت إن هذه الهجمات الوحشية  تمثل جرائم حرب و جرائم ضد الإنسانية بموجب القانون الدولي. 
وحمّلت قوات الدعم السريع  المسؤولية المباشرة عن هذه الانتهاكات  ضد المدنيين العزل. 
وطالبت بـمحاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم، وتفعيل آليات العدالة الدولية لضمان تقديمهم للمحاكمة. كما طالبت المجتمع الدولي باتخاذ إجراءات فعالة لوقف هذه الانتهاكات، وضمان عدم إفلات المسؤولين من العقاب. 

مجزرة


من جهتها وصفت وزارة الخارجية ما جرى في القطينة بالمجزرة. وقالت في بيان إن عدد الضحايا بلغ حتى الآن 433 شخصا من ضمنهم أطفال رضع.
وطالبت الخارجية بموقف دولي حاسم من قوات الدعم السريع ومن يساندها.
واعتبرت ما جرى أسوأ مذبحة ترتكبها قوات الدعم السريع بعد الجنينة و اردمتا، كما عدتها امتداد لمذابح ود النورة، وجلقني، والهلالية والسريحة وتمبول ومعسكر زمزم وقرى شمال دارفور.
وتتواصل العمليات في الاتجاه الجنوبي من مدينة القطينة حيث سيطر الجيش اليوم على عدد من القرى التي تبعد من المدينة نحو 10 كيلومترات.
ودخلت الحرب في السودان شهرها إلى 23وخلفت أعداد كبيرة من القتلى والجرحى. وتسببت في كارثة إنسانية وصفت بأنها أسوأ كارثة في العالم.
 




Welcome

Install
×