القضارف تعلن نزع فتيل التوتر بين حركتين مسلحتين وسط مخاوف من المواطنين
القضارف:30 يناير 2024- راديو دبنقا
أعلنت حكومة القضارف، يوم الإثنين، عن ترحيل قوات تتبع لحركة تحرير السودان قيادة مني أركو مناوي من معسكر الربوة بولاية القضارف بعد احتكاكات وصفتها بالفردية والمحدودة بينها وبين قوات تتبع تحرير السودان بقيادة مصطفى تمبور.
وحذر مواطنون من القضارف في مقابلات أجراها “راديو دبنقا” من مخاطر وجود قوات الحركات المسلحة في الولاية مع نذر التوترات بينها، وأعربوا عن استيائهم لوجودها في الولاية.
رفض من المواطنين:
وكشف المواطن معتز محمد لراديو دبنقا إن المعسكر المذكور يقع بين منطقتي الشجرة والقضارف وإن مواطني القرى المجاورة رفضوا، في وقت سابق، وجود معسكر يتبع للحركات المسلحة في المنطقة ولكن السلطات رفضت ترحليهم. وأكد إن وجود القوات العسكرية بالقرب من المناطق السكنية سيؤدي إلى فوضى ويفاقم من مخاوف المواطنين، وأكد وقوع مشاجرات بين أفراد من حركات مسلحة وحذر من خطورة وجود هذه القوات الى القضارف على أمن وسلامة المواطنين في ظل التوترات بينها مشيراً إلى أن الأوضاع في الولاية مستقرة.
وتعرض معتز خلال الأسابيع الماضية لمحاولة اختطاف بواسطة مسلحين ملثمين ودون بلاغاً لدى النيابة في هذا الشأن.
آثار سالبة:
من جانبه، قال المحامي رمزي يحي لراديو دبنقا إن ولاية القضارف من الولايات الآمنة والبعيدة عن مناطق الحرب الجارية الآن وأعرب عن أسفه لوجود جهات مسلحة في الولاية مشيراً إلى تأثيره السالب على أمن وسلامة المواطنين، ونبه إلى خطورة تعدد الجيوش وتأثيرها على أمن البلاد، وقال إن وجودها بالقرب من تجمعات سكانية ضخمة يمكن أن يؤدي إلى عدد كبير من الضحايا وأضاف لا معنى لوجود حركات مسلحة في ولاية آمنة.
توقعات:
وتوقع محلل عسكري فضل حجب اسمه في حديث لراديو دبنقا أن وجود قوات مناوي وتمبور في القضارف يهدف إلى تطويق ولاية الجزيرة التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع منذ ديسمبر. مشيراً إلى توجيهات من مالك عقار وأحمد العمد حاكم إقليم النيل الأزرق للقوات المسلحة في النيل الأزرق بالتحرك نحو ولاية الجزيرة، ولم يستبعد المحللون أن تكون قوات مناوي التي وصلت إلى القضارف هي ذات القوة التي جرى تدريبها خلال الأشهر الماضية في دولة إرتريا المجاورة. وكانت تقارير أكدت، في وقت سابق، إنشاء معسكر تدريب متقدم لقوات من حركة تحرير السودان قيادة مناوي في إرتريا.
توترات:
وكانت حركة تحرير السودان بقيادة مصطفى تمبور اتهمت والي الولاية يوم الاثنين، بإدخال قوات تحرير السودان قيادة مناوي إلى معسكر الربوة بدون اخطارها مبينة إن المعسكر جرى تصديقه من قبل رئاسة الجمهورية لقواتها وأكدت رفضها وجود قوات مناوي في المعسكر المذكور.
وقال الناطق الرسمي باسم الحركة التجاني عبدالله لراديو دبنقا إن قواتهم كانت على أهبة الاستعداد للاشتباك مع القوات التابعة لمناوي في حال عدم خروج القوات حتى مساء الاثنين، وأكد إنهم رفعوا الأمر للبرهان ونائبه ومساعده وهيئة الاستخبارات. وأرجع رفضهم استضافة قوات مناوي في ذات المعسكر لأنه مخصص لتدريب قواتهم مشيرين إلى أن قوات مناوي لم تشارك في المعارك الدائرة بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع كما انتقد عدم إخطار قيادة الحركة بالإجراء.
حكومة الولاية توضح:
وحول ملابسات الأمر، قالت حكومة الولاية إنها استقبلت يوم الأحد مجموعة مقدرة من قوات حركة تحرير السودان جناح مني اركو مناوي بقيادة العميد يحي حسنين مستشار المصالحات والسلم الاجتماعي بالحركة وبعد الاستقبال تحركت القوة الي معسكر الربوة ليتم استضافتها بشكل مؤقت لمدة يوم واحد ومن ثم ترحيلها الي معسكر آخر وأكد التعميم ان معسكر الربوة يستضيف قوات حركة تحرير السودان قيادة مصطفي تمبور بهدف إعدادها وتجهيزها وتدريبها علي الأسلحة الثقيلة والمتطورة لتنضم الي جانب القوات المسلحة. وأكد التعميم حدوث (احتكاكات فردية محدودة بين عناصر من الحركتين وتم احتواء الموقف بأن ترحل قوات حركة تحرير السودان جناح مناوى الي معسكر آخر في ولاية القضارف).
ورحبت حكومة الولاية بأي أدوار وطنية تقوم بها الحركات الموقعة علي سلام جوبا مؤكدة حرصها التام على أمن واستقرار المواطن، وحرصها على وحدة وتماسك الجبهة الداخلية والتنسيق التام بين كافة القوات المقاتلة والمساندة للقوات المسلحة
وطالبت بعدم انسياق المواطنين خلف ما وصفته بالمعلومات المضللة التي تهدف إلى ضرب وحدة المجتمع، وتؤكد على محاربة الشائعات والمعلومات غير الصحيحة ودعا أجهزة الإعلام لضرورة أخذ المعلومات من مصادرها والتأكد من صحتها.