القائد العام والخيارات المحدودة : السيرُ على خُطى رئيس الوزراء المستقيل!
خلال النصف الثاني من عمر الفترة الانتقالية، تصاعدت دعوات بعض القوى السياسية والمجتمعية المُطالبة بإسقاط الحكومة الانتقالية، ولو أنَّ هذه الدعوات متباينة الأهداف النهائية. وبالرغم من أنَّ بعض الأطراف نادت بإبعاد رئيس الوزراء، ظل القائد العام للجيش متمسكاً ببقائه في موقعه، حتى بعد انقلاب 25 أكتوبر 2021، وفضه للشراكة مع قوى الحرية والتغيير، التي رشحت رئيس الوزراء لذات الموقع. بل، أقنعه القائد العام للجيش بالتوقيع معه على اتفاق سياسي مشترك، في 21 نوفمبر 2021، بهدف التوصل لإعلان سياسي لإدارة الفترة الانتقالية تتوافق عليه القوى السياسية والمجتمعية وقوى المقاومة الشبابية. قُوبلَّ الانقلاب برفضٍ كبير من أطياف واسعة من القوى السياسية والشبابية والاجتماعية، ولقيَّ إستهجان إقليمي ودولي. وبالرغم من صمود رئيس الوزراء أمام ما واجهه من معارضة شرسة واتهامات غليظة رمته بالتآمر مع الانقلابيين، والمطالبات بتنحيه ونفض يده عن السلطة الانقلابية العسكرية، إلا أنَّ الرياح لم تأت بما تشتهي سفن القائد العام للقوات المسلحة. فلم يمرُ شهرٌ واحد، حتى تسرب خبرٌ، في 21 ديسمبر 2021، من طاقم الإعلام بمكتب رئيس الوزراء مفاده أنه قد عزم على تقديم استقالته.