مستشفى-الفاشر-الجنوبي-بعد-إقتحامه-من-قبل-قوات-الدعم-السريع - المصدر وسائل التواصل الإجتماعي

مستشفى-الفاشر-الجنوبي-بعد-إقتحامه-من-قبل-قوات-الدعم-السريع - المصدر وسائل التواصل الإجتماعي

امستردام: 20/ يونيو/2024م: راديو دبنقا

تتواصل المعارك في مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، بوتائر متصاعدة خلال الأيام الماضية بالرغم من المناشدات المحلية والدولية بوقف المعارك وصدور قرار من مجلس الأمن يدعو أطراف النزاع لرفع الحصار عن المدينة وسحب كل القوات العسكرية التي تهدد حياة المدنيين وفتح الممرات الآمنة لخروج المواطنين الراغبين في مغادرة المدينة ولوصول الإغاثة والمعونات الإنسانية للمدنيين المحاصرين في المدينة.
وتعاني المدينة من شلل شبه تام لقطاع الخدمات الصحية بعد توقف المستشفى الجنوبي ومستشفى بابكر نهار التخصصي للأطفال عن العمل في 9 يونيو 2024 بعد تعرضهما لإصابات مباشرة خلال القصف العشوائي للمدينة من قبل قوات الدعم السريع.
وأعلنت منظمة أطباء بلا حدود في 12 يونيو الجاري، عن إغلاق مستشفى بابكر نهار للأطفال الذي تدعمه بمدينة الفاشر، بعد غارة جوية على مقربة منه أودت بحياة طفلين ومقدم رعاية صحية. وجاء ذلك بعد 3 أيام من إعلان المنظمة إغلاق المستشفى الجنوبي، وهو المستشفى الرئيسي في المدينة بعد دخول مقاتلين تابعين لقوات الدعم السريع للمستشفى.
المستشفى البديل
منذ ذلك التاريخ، يستقبل كل من المستشفى السعودي ومركز صحي “سيد الشهداء” بجانب مستشفى السلاح الطبي المصابين من المدنيين جراء القصف المدفعي والمعارك بجانب مصابي الجيش والقوات المشتركة.
ويقع المستشفى السعودي التخصصي في غرب مدينة الفاشر وهو في الأساس مستشفى لتخصصات امراض النساء والتوليد، لكن منذ بدء تشغيله كمستشفى بديل للمستشفى الجنوبي، أصبح المستشفى الجنوبي يستقبل كافة حالات الإصابات وتم نقل كل العمليات الجراحية وتخصصات العظام إليه.

نقص الكوادر والمعينات والأدوية
ويعاني المستشفى السعودي من اكتظاظ في أعداد المصابين الذين بلغ عددهم وفق شهود عيان اتصل بهم راديو دبنقا إلى أكثر من ألف مصاب يفترش غالبيته الأرض بسبب ضعف السعة السريرية للمستشفى بالمقارنة مع أعداد الحالات التي تفد إليه. كما ويعاني من نقص كبير في الكوادر الطبية التي هجر معظمها العمل بسبب الأوضاع الأمنية المتردية في المدينة واستهداف المستشفيات. ويعمل في المستشفى أخصائي واحد لجراحة العظام بالرغم من أن غالبية حالة الإصابة التي تصل المستشفى تتعلق بهذا التخصص.
ويعاني المستشفى كذلك من نقص كبير في الأدوية والمعينات الطبية وخصوصا الشاش وأنابيب الأكسجين، كما أن أعدادا كبيرا من المواطنين احتمت بأسوار المستشفى للابتعاد عن المناطق التي تتعرض للقصف العشوائي. لكن المستشفى السعودي تعرض بدوره للقصف من قوات الدعم السريع في يوم 16 يونيو 2024 حسب ما أورده بيان لتنسيقية لجان مقاومة الفاشر.
وتسبب قصف المستشفى السعودي في إصابة 9 أشخاص منهم 3 في حالة خطيرة، كما أدى إلى تضرر خزان ونظام المياه الرئيسي بالمستشفى وجزء من منظومة الطاقة الشمسية ومحول الكهرباء والمولد الاحتياطي، إلى جانب تهشيم زجاج عدد من العنابر ومكاتب الأطباء. واعتبرت التنسيقية القصف “تجاوز صارخ لكافة الأعراف والقوانين الدولية في قواعد الحرب.

لجنة شعبية للدعم
وتتولى لجنة شعبية يطلق عليها اسم لجنة إسناد مستشفى الفاشر التخصصي للنساء والتوليد “السعودي تقديم الدعم لتشغيل المستشفى وذلك بتوفير المعينات اللازمة من وجبة للكادر الطبي والعاملين، بالإضافة الي توفير الوقود والأدوية ومعدات النظافة بجهد شعبي في ظل ما يصفه مواطنو المدينة بغياب تام للجانب الرسمي ممثلا في حكومة الإقليم وزارة الصحة الولائية واللجنة العليا للطوارئ الصحية والتي تم تكوينها مؤخراً.
وتبدي المنظمات الدولية والعاملة في تقديم الخدمات الصحية ومواطنو مدينة الفاشر تخوفهم من أن يؤدي استمرار القصف المدفعي العشوائي وتزايد أعداد المصابين ونقص الكوادر الطبية وانعدام الأدوية والمعينات في ظل الحصار الذي تتعرض له المدينة إلى توقف المستشفى السعودي التخصصي عن العمل، ما سيمثل كارثة حقيقية من الصعب توقع أبعادها.

Welcome

Install
×