الأحياء ومراكز الإيواء التي تعرضت للقصف بالفاشر - المصدر خرائط قوقل

أمستردام: 4 سبتمبر 2024: راديو دبنقا
تعرضت مدينة الفاشر لقصف مدفعي عنيف، صباح يوم الثلاثاء 3 سبتمبر 2024، أدى لمقتل أربعة أشخاص وإصابة العشرات، فيما قصف الطيران الحربي مناطق في أطراف المدينة.

وقال مواطنون من الفاشر لراديو دبنقا إن القصف المدفعي العنيف الذي شنته قوات الدعم السريع شمل الأحياء السكنية الجنوبية الغربية لمدينة الفاشر واستهدف حي الرديف، وتمباسي، والرياض، ومراكز إيواء النازحين بمدرستي الاتحاد وابن سينا بجانب عدد من المنازل.

وتستهدف قوات الدعم السريع مدينة الفاشر بالمدفعية بشكل شبه يومي منذ أن فرضت حصارها على المدينة في أبريل 2024. وأدى التدوين المدفعي المستمر إلى تدمير عدد كبير من المنشئات العامة وفي مقدمتها المستشفيات التي خرجت كليا عن الخدمة. كما استهدف القصف المدفعي العشوائي لقوات الدعم السريع الأسواق الرئيسية الثلاث في المدينة: السوق الكبير، سوق المواشي وسوق ام دفسو. وتسبب ذلك في دمار كبير في هذه الأسواق بجانب تقليص الأنشطة فيها والتي تعتبر مصدر كسب العيش الوحيد المتبقي لسكان المدينة.

المستشفيات والمراكز الصحية التي تعرضت للقصف من قبل قوات الدعم السريع بالفاشر – المصدر خرائط قوقل
الأسواق التي تعرضت للقصف بالفاشر – المصدر خرائط قوقل

استمرار الحصار
وبعد أكثر من شهرين على إصدار مجلس الأمن الدولي قراره بشأن رفع الحصار عن الفاشر وسحب المقاتلين وتوفير الحماية للمدنيين وفتح طرق آمنة لحركتهم خارج المدينة مع تيسير وصول المساعدات الإنسانية، تزداد الأوضاع في الفاشر تعقيدا لحوالي 1.5 مليون شخص من سكان المدينة ومعسكرات النازحين المحيطة بها بالإضافة إلى السكان الذين هربوا من مناطق أخرى في بداية الحرب.

وتستمر قوات الدعم السريع في فرض حصارها على المدينة من جهتي الشمال والشرق بما يحول دون صول أي إمدادات للقوات المسلحة والقوات المشتركة التي تعتمد بشكل كامل على الإمداد المظلي، لكنها تمنع في نفس الوقت وصول المساعدات الإنسانية لعاصمة ولاية شمال دارفور. ورغم الاتفاقات الأخيرة بشأن فتح المعابر في مفاوضات جنيف، إلا أن ذلك لم ينعكس تحسنا في الوضع الإنساني داخل المدينة بعد أن عقدت السيول والفيضانات التي ضربت أنحاء واسعة من السودان وصول المساعدات على قلتها.

وشهدت مدينة الفاشر خلال الأيام الماضية أمطارا غزيرة وسيول أدت إلى قطع الطرق الرئيسية التي كان يمكن استخدامها في إيصال المساعدات الإنسانية، لكن استمرار قصف الطيران الحربي للجيش والتدوين المدفعي العشوائي من قبل قوات الدعم السريع يعقدان مهمة إيصال المساعدات، مثلما يحولان دون تمكن السكان المدنيين من الفرار من المدينة إلى مناطق قد تكون أكثر أمانا.

مدفعية الدعم السريع
وتطلق قوات الدعم السريع قذائفها على المدينة من مواقع تمركزها في شمال وشرق وجنوب شرق المدينة وفي اتجاه وسط المدينة والأحياء الغربية والجنوبية، ويطال القصف أيضا معسكرات النازحين في غرب المدينة.
تستخدم قوات الدعم السريع نوعين من الأنظمة المدفعية في هجماتها على الفاشر، الراجمات الثقيلة والخفيفة ومدافع الهاوتزر والهاون. كل هذه الأنظمة المدفعية هي معدات نقالة يمكن تحريكها بسهولة بعد تنفيذ عمليات التدوين على مدينة الفاشر تفاديا للضربات المدفعية المضادة وغارات الطيران. كما أن كل هذه الأنظمة هي أنظمة دقتها مترية، بل أن بعضها تستخدم في القصف الإشباعي والذي يقوم بتغطية مساحات واسعة وتدمير كل ما يقع بداخلها.

محاور القصف المدفعي لقوات الدعم السريع للفاشر – المصدر خرائط قوقل
المواقع العسكرية بالفاشر – المصدر خرائط قوقل

ويضاعف ذلك من الخسائر في أوساط المدنيين بالرغم من عدم توفر احصائيات دقيقة، إلا أن التقديرات تشير إلى أن عدد الضحايا من المدنيين يصل إلى ما يزيد عن 3 ألف شخص بين قتيل وجريح. ويطال القصف المدفعي العشوائي المنشئات الخاصة والحكومية ما يتسبب في دمار هائل. حيث تم تدمير محطة الكهرباء الرئيسية بالكامل، ودارت معارك حول محطات المياه التي تمد المدينة بالمياه النظيفة ما تسبب في حدوث أضرار وتراجع مستويات الخدمة التي تقدمها.

ويشكك الخبراء في الفعالية العسكرية للتدوين المدفعي في مدينة مثل الفاشر ويستدلون على ذلك أن قوات الفرقة السادسة مشاة ما زالت ترابط في مقراتها مثلها مثل بقية الوحدات العسكرية في داخل المدينة وحول المطار. وتتذرع قوات الدعم السريع بأن قوات الجيش والقوات المشتركة تحتمي بالمناطق المدنية لتحملهما مسؤولية الخسائر الكبيرة، لكن الشيء المؤكد أن القصف المدفعي العشوائي على المناطق المدنية يمثل جريمة حرب مكتملة الأركان مهما كانت المبررات حسبما افاد حبراء تحدثوا لراديو دبنقا .

Welcome

Install
×