الغلاء يفاقم المعاناة بالقضارف
القضارف: 28 أغسطس 2024: راديو دبنقا
تقرير: محمد سليمان
دفعت الحرب المستمرة في السودان ملايين المواطنين الي النزوح واللجوء. وتضاعفت معاناتهم بفعل أحوال وظروف الحرب، فمن رحلة البحث عن ملاذات آمنة للخروج من جحيم الحرب الي مواجهة البحث عن ضروريات الحياة اليومية من مآكل ومشرب وغيرها من الضروريات. كل هذه الضروريات تحتاج إلى المال، فالحرب أدت الي خلق ظروف اقتصادية معقدة فقد ارتفعت أسعار المواد الغذائية بصورة كبيرة مع ندرة في بعض المواد الغذائية ووصلت الأسعار الي أرقام فلكية يصعب على المواطن أو النازح الذي يتنظر المنظمات الإنسانية أن تقدم العون له حتي يتمكن من تأمين بعض مستلزماته. فلكل نازح ولاجئ قصة لا تخلوا من المعاناة والألم.
رحلة شاقة
يقول النازح محمد يوسف الذي نزح من مدينة نيالا حاضرة ولاية جنوب دارفور الي ولاية القضارف لراديو دبنقا أن رحلته من مدينة نيالا الي مدينة القضارف كانت رحلة صعبة جداً وبها الكثير من المخاطر والتحديات. ويضيف أولاً، رحلة السفر من نيالا الي الضعين حيث كان الطريق محفوف بالمخاطر تتمثل في عصابات النهب المسلح، وفي كل لحظة تتخيل أنك قاب قوسين من الوقوع رهينة لهم. ويتابع وصلت الي الضعين ومكثت بها ثلاثة أيام ثم تحركنا نحو الفولة حاضرة ولاية غرب كردفان وكانت الرحلة أيضاً شاقة جداً امتدت ليومين ثم وصلنا الي مدينة الفولة. بعدها بيومين سافرت الي الابيض وكانت الرحلة أيضاً محفوفة بالمخاطر بسبب انتشار جماعات النهب المسلح المعروفين بـ (الشفشافة). ويسرد محمد تفاصيل رحلته ذات المتاعب حيث انتقل من مدينة الأبيض عاصمة ولاية شمال كردفان الي مدينة كوستي بولاية النيل الأبيض، ويشير الي أن الرحلة كانت شاقة واجهوا خلالها عصابات مسلحة ومتفلتين على طول الطريق حتى كوستي.
ويوضح أنه انتقل رفقة أسرته المكونة من زوجته وبنتيه، تقاسموا مشقة السفر الي أن وصلوا القضارف، ويتابع حديثه الآن أكدح في القضارف للبحث عن سبل كسب العيش.
بيئة مختلفة
ويشير النازح محمد يوسف أنه واجه صعوبات وتحديات في بيئة مختلفة لم يترب فيها ولا يعرفها بل دفعت به الظروف للقدوم الي القضارف بفعل الحرب للعيش فيها. ويقول “بالجد الواحد ما بعرف ناس في القضارف، لكن بفضل الله استطعت أن أتواصل مع الناس والآن أعمل في السوق أعمال هامشية رزق اليوم باليوم”. ويتابع يمكن يوم تلقي ويوم ما تلقي والامور ماشة، لكن الأوضاع صعبة، وكل فترة نحاول البحث عن مخرج، ونريد الصحة وتوفير سبل العيش الكريم للأسرة.
وضع معيشي صعب
ويلفت يوسف النظر الي صعوبة الوضع المعيشي، ونار الغلاء الذي يطحن المواطنين والنازحين مما جعلهم في وضع أكثر تعقيداً في الحصول على متطلبات الحياة اليومية، ويقول أن صعوبة الأوضاع دفعت الكثيرين الي التسول في الطرقات والأسواق. فيما فضل الكثيرين الدخول الي الأسواق وامتهان أعمال هامشية لمواجهة التحديات التي فرضت عليهم بفعل الحرب.
ويؤكد أن سعر جوال السكر زنة 50 كيلوجرام يتراوح ما بين 245 الف جينه الي 250 الف جينه، وجوال الدقيق زنة 50 كيلو يتراوح سعره ما بين 140 الف جينه الي 150 الف جينه، على سبيل المثال.
ارتفاع تكاليف العلاج
ويؤكد يوسف ارتفاع تكلفة العلاج مما يجعل المرضي في رحلة من الألم والمعاناة المستمرة للحصول على العلاج، بجانب أسر المرضي التي تقع على عاتقهم توفير كافة تكاليف رحلة العلاج، ويشير الي قلة الأدوية المنقذة للحياة وارتفاع أسعارها من صيدلية الي أخري.
وفيما يخص النازحين يوضح أن بعضهم يعيشون في مراكز إيواء، وبعضهم يبحثون عن أماكن للإقامة، مع ارتفاع أسعار إيجارات المنازل. ومع هطول الأمطار بات الهاجس للنازحين الذين يعيشون في مراكز الإيواء، والمتواجدين في الأسواق والطرقات، الحصول على مكان في مراكز الإيواء. ويحاول بعض الخيرين، ومنظمات الشباب والمنظمات الطوعية تقديم بعض الخدمات للنازحين لحل بعض الإشكاليات.
جهود حكومية
وتعمل حكومة ولاية القضارف، متمثلة في إدارة الرعاية الاجتماعية، على الوقوف على أوضاع النازحين بمراكز الاستقبال ومعسكرات الإيواء الدائمة، وكشفت عن تزايد وارتفاع كبير في إعداد القادمين للولاية من الولايات المتأثرة بالحرب بجانب وجود إعداد كبيرة من الحالات التي تحتاج إلى رعاية وعناية خاصة، إضافة إلى استمرار الجهود مع الشركاء في تقديم الخدمات وتوزيع المعينات الصحية للوافدين.
وأمن الاجتماع الدوري مع الإدارات الذي ترأسه د. أحمد الأمين آدم، المدير العام لوزارة الصحة والتنمية الاجتماعية بالقضارف، أمن على استمرار التدخلات الصحية الجارية في مكافحة الأوبئة وأمراض الخريف ومواصلة التدخلات مع الشركاء والجهات الأخري الرامية لمعالجة أوضاع القادمين.
وناقش الاجتماع الأوضاع الصحية بالولاية والجهود المبذولة لمكافحة الأوبئة والأمراض المرتبطة بفصل الخريف إلى جانب موقف توفير أدوية ومعينات الطوارئ الصحية. بحسب إعلام وزارة الصحة بالقضارف.