الغلاء وارتفاع الأسعار يطحن معسكرات النازحين في دارفور مصحوبا بتناقص الإغاثة والرعاية الصحية
يسيطر الغلاء الشديد وارتفاع الاسعار في دارفور على حياة النازحين في المعسكرات، وكذلك البؤس المتصاعد. وزاد من حجم المعاناة اكثر ارتفاع الاسعار الى الضعف مع تناقص الاغاثة المقدمة للنازحين لادنى مستوياتها على الإطلاق
يسيطر الغلاء الشديد وارتفاع الاسعار في دارفور على حياة النازحين في المعسكرات، وكذلك البؤس المتصاعد. وزاد من حجم المعاناة اكثر ارتفاع الاسعار الى الضعف مع تناقص الاغاثة المقدمة للنازحين لادنى مستوياتها على الإطلاق وشهدت محلية وادى صالح حيث توجد معسكرات نازحي (قارسيلا ) ارتفاعا كبيرا في الأسعار، حيث وصل سعر كيلو اللحم (17) جنيها، ورطل السكر ما بين جنيهين ونصف الى ثلاثة جنيهات، وزجاجة الزيت الى (12) جنيها، بينما وصل كيلو الطماطم (4) جنيهات، والعجورة الواحدة الى جنيهين. وقال نازح لراديو دبنقا، ان النازحين أصبحوا يتناولون وجبة في اليوم من البليلة بالملح فقط ، مع انعدام اي منافذ للعمل في قارسيلا سوى العمل في كمائن الطوب وعمال اليومية التي يغطى دخلها اليومي ( قفة الملاح ). ووصف الوضع المعيشي للنازحين والمواطنيين في قارسيلا بأنه شديد القسوة، ولا يمكن وصفه
ومن جهة ثانية ونتيجة لتردى الوضع الاقتصادي والعيشي للنازحين في قارسيلا تشاهد العشرات من الأطفال في عمر (10 الى (11) سنة منتشرين في سوق المدينة ، وهم يؤدون الأعمال الهامشية المختلفة في أوقات الدراسة من العمل في سواقة الدرداقات، وغسيل المواتر، والعمالة في المقاهي والمتاجر. وارجع احد نشطاء النازحين في قارسيلا سبب عمالة الاطفال المكثفة وانتشارهم في سوق المدينة، بعضهم يتسكعون فقط بسبب عدم مقدرة اسرهم على سداد الرسوم الدراسية السنوية للمدارس، مشيرا الى ان معظم هؤلاء الاطفال أيتام فقدوا أبائهم خلال الحرب، والآخر تعجز أسرهم من دفع الرسوم بسسب العوز الشديد والغلاء المتصاعد بشكل يومي في اسعار السلع الاستهلاكية
وفي ذات السياق أكد النازح لراديو دبنقا، ان تردى الأوضاع المعيشية والغلاء الشديد ادى لاصابة غالب النازحين بامراض فقر الدم. وقال النازح انهم لايكادون يتوقفون من الذهاب بشكل يومي الى المقابر لدفن احدهم فارق الحياه لاسباب متصلة بفقر الدم الشديد والجوع ، هذا الى جانب زحام المستشفى بمرضى فقر الدم، والطلب المتكرر من اسرهم للاخرين بالتبرع بالدم، لكن الكل في نفس الوقت يشكو من فقر الدم. وأوضح ان المستشفى اذا جئت مريضا واردت الدخول اليها فعليك ان تدفع اولا مبلغ جنيه عند البوابة، و(10) جنيهات لمقابلة الطبيب، وأشار الى ان غالب المرضى يعجزون عن ذلك ويعودون ادراجهم وينتظرون حتفهم الاخير في المنازل. وكشف ان المستشفى اذا أرادت العلاج، فعليك ان تجلب الدرب والحقنة من السوق الى مريضك، هذا الى جانب ارتفاع تكلفة الادوية في حال وصفها لدرجة لايمكن لاي نازح او مواطن فقير شرائها