العقوبات الأمريكية على (قوش – العطا – الحسين)..هل توقف الحرب في السودان!!
من اليمين طه الحسين في الوسط محمد عطا في الشمال صلاح قوش
الخرطوم : القاهرة : اديس ابابا : امستردام : راديو دبنقا
تقرير : اشرف عبدالعزيز
أثارت العقوبات التي أوقعتها الولايات المتحدة الأميركية على مديري جهاز المخابرات السابقين صلاح عبد الله (قوش) ومحمد عطا المولي عباس، بجانب طه عثمان الحسين مدير مكاتب البشير السابق والمستشار بوزارة الخارجية السعودية الإثنين الماضي أثارت جدلاً واسعاً حول مدى فعاليتها لوقف الحرب الدائرة في السودان.
وأرجع مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لوزارة الخزانة الأمريكية(OFAC) القرارات ضد الضباط الرفعين في جهاز الأمن السوداني لدورهم في تقويض السلام والأمن والاستقرار في السودان.وبموجب هذه العقوبات لن يتمكن (قوش-العطا-الحسين) من الدخول للولايات المتحدة كما سيتم حظر الأرصدة والحسابات البنكية خاصتهم.
وتدعم هذه التصنيفات وفقا لبيان الوزارة الجهود الدبلوماسية التي يبذلها المجتمع الدولي لإنهاء الصراع وإظهار التزام الولايات المتحدة بتشكيل حكومة مدنية والانتقال إلى الديمقراطية.
عقاب الساعة لن تعود للوراء:
إعتبر المدير التنفيذي لمنظمة (فكرة) للبحوث والدراسات د. أمجد فريد خطوة الولايات المتحدة بفرض عقوبات على مديري جهاز الأمن والمخابرات السابقين (صلاح قوش – محمد عطا) ومدير مكاتب البشير السابق طه الحسين خطوة في الطريق الصحيح وجديرة بالثناء لأنها تُظهر إلتزاماً بمسار التقدم في السودان، وقال لـ(راديو دبنقا): “يجب أن تمتد هذه العقوبات إلى ما هو أبعد منهم لتشمل المتعاونين معهم أيضاً” ، وأضاف هذه العقوبات بمثابة رسالة حازمة إلى جميع الاطراف مفادها أن العودة إلى الإطار السياسي لما قبل عام 2019 لن يكون مقبولاً أبداً، فالحرب الحالية تدور بين الإسلاميين في كلا الجانبين، والذين يحاولون الاستفادة من الأزمة والحرب لاستعادة السيطرة على السودان لن ينجحوا في هذا أبداً… فعقارب الساعة لا تعود إلى الوراء.
العقوبات غير مجدية:
الدكتور خالد التيجاني المحلل السياسي ورئيس تحرير صحيفة إيلاف قال لـ(راديو دبنقا): إن “نظام العقوبات الأمريكي إزاء السودان ودول أخرى أثبت عدم جدواه”، وأضاف ربما العقوبات الأمريكية معينة بها السياسة الخارجية الأمريكية أكثر من كونها آداة فعالة لتغيير وقائع الأزمات على الأرض والتي تحاول أن تلعب فيها واشنطن دوراً أساسياً.
وأضاف التيجاني كثيرة هي العقوبات التي أوقعتها الولايات المتحدة الأمريكية على نظام البشير فمنذ التسعينات تأرجحت العلاقة بين واشنطن والخرطوم ولكن في النهاية العقوبات لم تكن سبباً في إسقاط البشير وإن تضرر منها المواطن كثيراً، و(تابع) الآن لا أعتقد أن العقوبات ستقود لإنهاء الحرب أو وقفها لسببين: السبب الأول يتمثل في الحيثيات التي ردت في بيان الخزانة الأمريكية فهي لم تأت بأدلة كافية حول علاقة الأشخاص الثلاثة بالحرب وإنما تحدثت بشكل معمم ، وأردف صحيح في حالة طه الحسين هناك قيمة للحيثيات بتأكيدها على الدور الإقليمي في انتاج الحرب في السودان، وإذا كان طه الحسين كفرد لعب هذا الدور الإقليمي في التنسيق والاتصالات التي أنتجت الحرب؟ السؤال هو ماذا فعلت الولايات المتحدة لايقاف هذه الإطراف الإقليمية التي أنتجت الحرب في السودان؟.
وبحسب رئيس تحرير صحيفة إيلاف السبب الثاني هو أن العقوبات طالت أشخاص ثانويين في معادلة الحرب، ورأى أن الهدف من العقوبات مقصده مخاطبة جماعة الضغط في الولايات المتحدة الأمريكية ونواب الكونغرس لتتخذ دوراً أكثر فعالية ، وأضاف واضح أن إدارة الرئيس جون بايدن خاصة وزارة الخارجية الأمريكية المعنية بالملف السوداني عجزت من أن تمنع الحرب قبل وقوعها وعندما وقعت الحرب أيضاً لم يكن لديها أي تأثير كما وضح من خلال منبر جدة الذي استمرت جولاته لمدة 6 أشهر دون تحقيق أي نتيجة تدفع الأطراف المتحاربة نحو وقف الحرب والمضي نحو السلام الشامل ، وبالتالي العقوبات لا تعدو عن أنها خطوة استعراضية أو شكلية فقط للإيحاء لجماعات الضغط الأمريكية بضرورة التحرك لفعل شيء إزاء الحرب الدائرة في السودان .
ومن جانب آخر بحسب خالد الأشخاص اللذين تم توقيع العقوبات عليهم ليسو هم الطرف الأساسي في هذه الحرب، والسؤال لماذا تفادت الولايات توقيع عقوبات على اللاعبين الأساسيين في هذه الحرب؟، وأردف أعتقد أن هذه العقوبات ليس لها تأثير سواء وقفنا عليها من الناحية التاريخية أو ما تم توقيعه من عقوبات في هذا الاطار ، وقال التيجاني: ” الإدارة الأمريكية بحثت عن أسماء لامعة ثم بحثت لهم عن أسباب تبرر معاقبتهم ، ولذا تأثير هذه العقوبات سيكون سالباً، لأنه كان من المؤمل أن تلعب الولايات المتحدة دور أكبر لمحاصرة الحرب في السودان بدلاً من هذه العقوبات الشكلية”.