الصحافة في أزمنة الحرب..استهداف الصحفيين و(قصف الحقيقة)
راديو دبنقا : الاحد 21 يناير 2024
القاهرة : تقرير : سليمان سري
ظل طرفي الصراع في السودان، يستهدفان الصحفيين ويمارسان عليهما ضغوط تمنعهم من ممارسة عملهم وتعترض طريقهم، كلما اجتهدوا في الوصول لموقع الحدث لتوثيق الحقيقة ونقل المعلومة من مصادرها وجدوا أنفسهم محاصرين من قبل قوة مدججة بالسلاح، لايهم لمن تتبع فالطرفين سيان في التعامل مع الصحفي فهو العدو الأول مخبر، متعاون، جاسوس ..ألخ من الاتهامات، قل ما يفلت الصحفي من الحصار ويعود سالمًا، بعضهم لقوا حتفهم وبعضهم تعرض لاحتجاز في ظروف احتجاز غير قانونية مع ممارسة التعذيب والقمع.
تتفاقم معاناة الصحفيين السودانيين مع استمرار الحرب الدائرة بين الجيش السوداني وقوات السريع والتي دخلت شهرها العاشر منذ منتصف أبريل 2023، وأصبح العمل الصحفي أشبه بالمخاطرة، ويعرض الصحفي نفسه للموت ويدفع حياته ثمنًا في سبيل البحث عن المعلومة وتوثيق الحقيقة.
المفارقة أن الطرفين يمنعان الصحفيين من نقل المعلومة للمواطنين، بينما يدعي منسوبيهما منذ بداية الحرب بتوثيق ونقل المعلومة من موقع الحدث، عبر بث مقاطع مرئية حية ومباشرة، لإلحاق الهزيمة بالعدو والاحتفال بالانتصارات، ومع ذلك يمنعون الصحفيين حتى من التأكد من صحة تلك المعلومات.
249 انتهاكًا خلال عام واحد:
ورصدت نقابة الصحفيين السودانيين في التقرير السنوي الأول عن أوضاع الحريات الصحفية في السودان، حيث بلغت 249 حالة انتهاك تعرض لها الصحفيات والصحفيون، وذكرت في التقرير المنشور في المواقع أن عدد التقلي 4 ، 23 حادثة تهديد، 17 حالة اطلاق نار، 93 اقتحام ونهب لبيوت الصحفيين، وبلغ عدد حالات الاحتجاز 28 والاعتقال 18، إضافة إلى 25حالة ضرب ونهب، بينما بلغت حالات الاعتداء على المؤسسات 22حالة، حالتي اختفاء قسري ومثلهما منع من السفر.
ومازالت الانتهاكات مستمرة باستمرار الحرب ووصلت حد القتل مثل حادثة مقتل الإعلامي بقناة النيل الأزرق أحمد يوسف عربي، لازالت الروايات متضاربة عن إصابته برصاصة طائشة من أفراد من الجيش والبعض يتحدث عن تصفيته. بالإضافة للاعتقال على أساس الهوية من قبل طرفي الصراع واستمرار حالات الاختفاء القسري مثل الصحفي بوكالة السودان للأنباء عبدالرحمن واراب المخفي قسريا وفي حالة احتجاز غير مشروع من أكثر من ستة أشهر.
تقدير موقف:
كشفت ورقة عمل أعدها وزير الثقافة والإعلام السابق فيصل محمد صالح، تحصل “راديو دبنقا” على نسخة منها، عن الخسائر التي تعرضت لها جميع وسائل الإعلام بأشكاله المختلفة، المرئي، المسموع، المقروء والالكتروني، وكشفت عن أن أكثر من 80% من وسائل الإعلام السودانية لم تعد تعمل. وتجد نسبة مماثلة من العاملين في وسائل الإعلام أنفسهم عاطلين عن العمل، مايؤكد تأثر الإعلام السوداني بشكل كبير بالحرب التي بدأت في 15 أبريل 2023.
أوضاع الصحفيين والإعلاميين:
أوردت ورقة فيصل التي تمثل “تقدير موقف” لوضع الصحفيين حاليًا في ظروف الحرب مع مقترحات لحلول ومعالجات شاملة، عدد الصحفيين المسجلين لدى نقابة الصحفيين السودانيين والذين يقترب عددهم من ألفين (2000)، لكنها أكدت أن العدد الفعلي للعاملين في المهنة يفوق ذلك، خاصة في مدن الولايات خارج العاصمة. ويمكن القول أن حوالي 80% من الصحفيين حالياً عاطلون عن العمل ولا يحصلون على أجر شهري. وأشارت إلى معظم المؤسسات الإعلامية توقفت عن عملها ما أدى إلى توقف الرواتب. حتى أن بعض العاملين في بعض الولايات يشكون من عدم استلام رواتبهم. مثل مئات الآلاف من السودانيين، وأكدت أن مئات الصحفيين هاجروا إلى ولايات أخرى في ظروف صعبة للغاية، حيث وجدوا صعوبة في تغطية نفقات الإيجارات الباهظة وغيرها من ضروريات الحياة.
لكن بعض الصحفيين الذين نزحوا إلى ولايات أخرى اضطرتهم ضغوط الحياة وظروف المعيشة القاسية إلى امتهان مهن أخرى، رغم تمسكهم بالمهنة.
احتياجات ملحة
أوصت الورقة على ضرورة دعم وسائل الإعلام القائمة: الدعم المالي والفني والمهني لوسائل لإعلام الموجودة في السودان، بما في ذلك التمويل والمعدات الفنية والتدريب على السلامة أثناء الحرب. ورأت أن يتم التنسيق مع نقابة الصحفيين السودانيين لتقديم الدعم والحماية المباشرة للصحفيين الذين يواجهون التهديدات، وتوفير مساحات آمنة، والدعم المالي، والرعاية الصحية. كما دعت الورقة إلى توفير فرص عمل جديدة للصحفيين السودانيين من خلال السماح بمقترحات إنشاء صحف جديدة ومنصات إلكترونية مع التدريب المهني المناسب. ن
ونادت التوصيات التي أوردتها ورقة وزير الإعلام السابق والكاتب بصحيفة الشرق الأوسط فيصل محمد صالح، بضرورة تصميم حملة تضامن دولية لتسليط الضوء على ظروف عمل الصحفيين السودانيين خلال الحرب، والتأكيد على التهديدات التي يواجهونها، مثل القتل والقيود على حقهم في العمل. ويجب أن تدعو الحملة إلى حماية الصحفيين في مناطق النزاع والاعتراف بحقهم في العمل الآمن في اتفاقيات تسهيل الحركة والمساعدات الإنسانية بين الأطراف المتحاربة.
فقاعات إعلامية:
يعتقد الصحفي الفاتح وديدي أن أول ضحايا الحروب هي الحقيقة ومايحدث الآن قبل أن يكون هنالك قصف بالدانات على المواطنين، المنشآت، المراكز الخدمية أواستهداف المنافع الحربية هو استهداف للحقيقة، أو قصف للحقيقة، ويرى أن الحقيقة واضح أنها المغيب الأول في هذه المعارك.
ويقول الفاتح لـ”راديو دبنقا” إنَّ كل الأطراف المتصارعة من مصلحتها أن لايكون هنالك صحافة حرة ونزيهة، وتغييبها في مثل هذه الأوضاع يكون مقصود، لأنه كل الفاعلين الحربيين في المشهد يحاولون التغطية على الحقائق، يطفوا سيولة على المشهد لكي يكونوا هم الصوت الوحيد لابراز المعلومات وبذلك، كما يرى، يتأتى لهم سيطرة متوهمة أو متخيلة على المشهد وهذا الأمر يساهم في ازدياد حدة الاستقطاب، لأن المعلومة المتاحة هي من طرف واحد ومامن سبيل ليتم التحقق منها ومعرفة الصحيح من الزائف، والمضلل والمفبرك.
ومن وجهة نظر الفاتح كما يقول “نحن أصلًا في عصر ما بعد الحقيقة وفكرته قائمة على أن كل الناس تعيش في حالة استقطاب وكل يغرف مما يليه”، ويضيف” كلنا موجودين في فقاعات إعلامية يقرينا المشهد من وجهة واحدة، وبالتأصيل الديني لا أريكم إلا ما أرى ليس هنالك شئ مبذول إلا من الوجهة التي ينظر بها من يتحكم في الإعلام”.
ويرى أن هذا الأمر يتيح سيطرة متخيلة أو متوهمة على المشهد تتيح انتصار معنوي أو مريح نفسيًا، وهذه هي طبيعة المعارك أو كما يستشهد لنا بمقولة غوبلز الشهيرة “إكذب.. إكذب حتى يصدقك الناس” وجوزيف غوبلز كان بوق إعلام هتلر.
ومواصلة لذات الرأي يصف الصحفي اسماعيل محمد علي مراسل موقع “اندبندنت عربية” في الخرطوم في حديثه لـ”راديو دبنقا”: واقع الصحافة في السودان بأنه مؤلم جدًا وسجلها مخزٍ. أرجع ذلك إلى أن البلاد ظلت في أغلب سنواتها منذ الاستعمار تحت الحكم الديكتاتوري. ويرى أن الآن الأمر أصبح أكثر سوءً في ظل الحرب المشتعلة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ 15 إبريل الماضي، لأن الطرفين غير ملمان بقواعد العمل الصحفي باعتباره الكيان المحايد، والذي يتلقى من الجمهور معلومات تتعلق بما يدور من معارك وتطورات في هذا الجانب.
الهوية الصحفية دليل إدانة:
وعن تجربته الشخصية أي في رحلته اليومية كصحفي يقوم بواجبه في البحث عن الحقيقة ومحاولاته في الوصول لموقع الحدث، وذلك بسبب التضليل الذي بدأ مع بداية اندلاع الحرب فقد ضاعت الحقيقة وتم إقصاء الصحفيين بعنف وبطش لكي لايستوثقوا مما يبثه إعلام الطرفين.
يقول إسماعيل: إنَّه ظل موجودًا في الخرطوم لأكثر من شهرين لتغطية الاحداث وهي مؤلمة للغاية، ويشير إلى أنه لم يكن يستطيع اشهار سفي ويتعرض لمعاملة سيئة، وهذا طبعا حدث لعدد من الزملاء والزميلات، خلال تغطيتهم لأخبار الحرب، ويضيف: وفقدنا وأرواح لزملاء معروفين وهم يمارسون عملهم المهني. كان أيضًا من الصعب عليهم كما قلت اشهار الهوية الصحفية، خاصة في التعامل مع أفراد لغتهم هي لغة السلاح، وغير ملمين بالصحافة ودورها، وغير محاسبين علي أي تصرف أو أي انتهاك يرتكبونه في حق أي صحفي، لذلك كنت وانا خارج المنزل أتجول دون أن أحمل معي بطاقتي الصحفية، لأنها في الحقيقة تمثل جريمة في مثل هذه الحالات والمواقف عند الطرفين خاصة أفراد الدعم السريع ومكان سكني يقع تحت سيطرتهم.
يصف هذه الحرب بأنها حرب عصابات ودفع الصحفيون فيها ثمن غالي، نتيجة للمضايقات من قبل الطرفين، ويقول حتى أولئك الذين ذهبوا إلى الولايات وجدوا مضايقات من أجهزة الاستخبارات العسكرية وأضطر كثيرون مغادرة البلاد حتى يتمكنوا من أداء واجبهم بحرية تامة، ويشير إلى أن هذا الوضع أصاب الصحفيين في مقتل فالصحافة المحلية تعطلت، وضح أن غالبية الصحفيين مشردين، ولجأ بعضهم لامتهان مهن أخرى، لتسيير حياتهم وحياة أسرهم التي يعولوها.
لكن أيضًا في نفس الوقت، بحسب اعتقاده، يقول مراسل موقع ” اندبندنت عربية” فقد كشفت الحرب عن ممارسات يصفها بالمشينة من بعض الصحفيين أطلق عليهم “دخلاء المهنة”، وذلك بتسخير أقلامهم لتضليل الرأي العام من خلال انحيازهم لأحد طرفي الحرب، ويشير لـ مجموعات غالبيتها قال إنَّها لاعلاقة لها بالمهنة من قريب أو بعيد، في نشر أكا ذيب، وإطلاق الاتهامات الباطلة وتخوين البعض، طالت حتى من يدعو إلى وقف الحرب يعتبرونه إنسان متخاذ ل وهو أمر وضع الصحفيين في مهاترات وممارسات لاتليق بهذه المهنة التي من أهم قواعده الحياد والانضباط الأخلاقي.
ويشير إسماعيل إلى أن هذه الممارسات كان لها تأثير مباشر على المهنة ويضيف على ذلك بأن كثير من المواقع الصحفية فقدت مصداقيتها، لأنها تمارس التضليل فضلًا عن الضعف الواضح في المحتوى دون بذل أي جهد لتقصي الحقيقة، وعدم إظهار أي نوع من المهنية حتى على مستوى الصياغة متناسية أن القارئ أكثر وعيًا وتفريقًا، مابين المحتوى المقصود به التضليل والمحتوى الحقيقي المخدوم بمصادر وصور من موقع الحدث ونابع من صحفي متمرس خادم المحتوى بشكل محايد في تناوله للتقرير أوالتحقيق وغيره من فنون العمل الصحفي.
حال الصحافة معروف أنه في أي بلد من الصعب أن تنصلح إلا في ظل توفر الحريات وهذا لايمكن إلا زمن الحكم المدني، ويرى استحالة انتعاش الصحافة في أي بلد أن ينصلح إلا في ظل توفر الحريات وهذا لايمكن إلا في ظل حكم مدني كامل الدسم، ومستقبل الصحافة في السودان بعد توقف الحرب السودان يمتلك كوادر إعلامية على مستوى عالٍ من التأهيل، لكن الغالبية هجر الصحافة المحلية وفضل الهجرة إلى خارج الوطن، بسبب ضيق الحريات الصحفية التي لازمت بلادنا لفترات تصل 50 عامًا نحن تحت وطأة الحكم الديكتاوري منذ الاستقلال.
وبعد ثورة ديسمبر تفائلنا خيرًا بعودة الحريات وقع انقلاب 25 أكتوبر 2021 ودخلنا في دوامة التضليل والعمل الصحفي غير المهني، وبالتالي كل هذه العوامل التي ساهمت في تدني الصحافة السودانية، ومن أهم العوامل هو عدم تواصل الأجيال كما كان يحدث في السابق فضلًا عن أنه مشكلة الصحافة تعاني من نقص التدريب والإمكانيات.
الوضع في عمومياته مؤلم جدًا ظلت الصحافة متغيبة تمامًا من تناول أحداث الحرب وفق ما هو متبع في كثير من البلدان التي تتعرض لحروب وأحداث، الجانبين لايهتمان وغير معترفان بدور الصحافة ، وإذا ظل على هذا الحال سنكون أمام مستقبل مظلم، إذا أردنا الصحافة حذو الصحافة الملتزمة خاصة فيما يليق أمور تحتاج لجهد كبير خاصة فيمايتعلق بالقوانين التي تنظم العمل الصحفي، والالتزام التام ما حدث للصحافة لاينفصل عن واقع كل المجالات الأخرى، تعرضت لنفس الانهيار الذي تعرضت له الدولة السودانية.
أعيرة مكتومة:
الصحفي عمرو شعبان لم تغب عن ذهنه الأيام الأولى للحرب باعتبارها كانت أكثر الأيام رعبًا، والتهديدات التي عرضت حياة الصحفيين للخطر، ويقول إنَّه بعد وقوع الحرب كانت المؤسسات الصحفية والإعلامية في مرمى نيران الطرفين، فتم الاعتداء واقتحام ونهب أكثر من مؤسسة صحفية وإعلامية، ولولا تدخل الصليب الأحمر في الأسابيع الأولى للحرب لإجلاء الصحفيين والصحفيات، العالقين بمجمع القنوات بأبراج النيلين لفقد الوسط العديد من الزملاء والزميلات.. وتم توقيف العديد منهم والاعتداء عليهم سواء في طريقه للفرار أو أثناء تغطيات أو في منازلهم، من قبل قوات الدعم السريع وأحيانًا في ارتكازات الجيش، رغم قلتها في الخرطوم واقتصارها على منطقة استاد الخرطوم وأم درمان.
يذكر عمرو في حديثه لـ”راديو دبنقا” أن أبرز الهجمات على المهنة والرسالة الإعلامية والصحفية، كانت بعد تحييد الصحف لوقوعها داخل البؤرة المشكلة للاشتبكات، القنوات التي اتخذت مواقع بديلة في ضواحي العاصمة الخرطوم، ويشير إلى أنه تم اعتراض بث مباشر من الشارع لإحدى القنوات في الخرطوم قبل أن يتم الوصول للمقر الخاص بهذه القناة، بالإضافة للأعيرة النارية المكتومة التي تمر إلى جانب المراسلين في أسطح البنايات أثناء تغطية أو بث مباشر، ما يعني هو محاولة التشويش على الرسالة الإعلامية وتكرر ذلك كثيرًا في مناطق سيطرة الدعم السريع.
أما في مناطق سيطرة الجيش أو المناطق خارج دائرة الحرب، يشير إلى أن الإجراءات الأمنية كانت أكبر حاجز بين الصحفيين وبين أداء مهامهم، فيتم التحايل الأمني بضرورة موافقة الجيش بل وتحديد الناطق الرسمي بإسمه للحصول على الموافقة، ويذكر حالات تم فيها منع الزملاء من تغطية معاناة السودانيين في معسكرات النزوح والجرائم الإنسانية في مناطق أخرى بالإضافة لغياب توثيق تسريب الإغاثة القادمة من المنظمات لكل الأسواق السودانية، ويؤكد بأن هذه الإجراءات مازالت قائمة وتلك الممارسات في تصاعد شديد.
الحفاظ على المهنة:
حزمة من الحلول العملية يضعها الصحفي عمرو شعبان للخفاظ على المهنية ومصداقية المعلومة وكيفية وضع بدائل ،تمثلت في اتخاذ الصفحات الشخصية منابر صحفية مؤقتة يتم من خلالها نشر، بث المحتوى الصحفي مع التقيد بأقصى درجات الانضباط المهني في المادة، ويرى أنه بالتراكم التدريجي يسهم ذلك في بث المعلومات الحقيقية من اتجاه، ومن اتجاه آخر يرفع من مستوى المنصات الاجتماعية بنقل عدوى الكتابة الجادة والمنضبطة المعتمدة على المعلومات المجردة، فضلًا عن أن ذلك يحافظ على ما وصفه بالخصوبة المهنية للصحفي والصحفية إذ تقل فترة الانقطاع عن العمل.
ويعتقد أن التكتل في مجموعات صغيرة في منصة إسفيرية لخدمة قضية أو موضوع محدد كقضايا الاغتصاب مثلًا، فتكون منصة صحفية على السوشيال ميديا تعكس الحالات وتستنطق المختصين، بل وتكون مصدر من مصادر الحقوقيين ونطشاء حقوق الانسان ومنظماتهم، ويضيف صحيح إن كل ذلك بلا مقابل مادي لكنه يحافظ على المهنة ومهارات الزملاء فضلًا عن انه يدحض الشائعات التي تنسجها غرف الطرفين.
أما فيما يتعلق بوسائل الحماية والحفاظ على آمان الصحفي فيرى الصحفي عمرو شعبان الخروج من السودان ما أمكن ذلك واحدة من الحلول، فالصحفيات والصحفيين، مستهدفين وسيظلوا كذلك من قبل عسكر الطرفين والتجارب ماثلة، ويرى أن الاتصال بمنظمات الحماية المختصة بحماية الصحفيين، واحدة من الخيارات المهمة فضلًا عن عدم كشف الهوية الصحفية وعدم التحرك المنفرد كحد أدنى، وآخرها يتمثل في التوثيق والكشف أول بأول كل عن أي حالة انتهاك يتم التعرض له الصحفي.