الشيوعي: من الصعب الاتفاق بين الدعم السريع والجيش
أثار تأجيل توقيع الاتفاق النهائي إلى السادس من ابريل ردود فعل متباينة، وسط مخاوف من تأجيل جديد بسبب اتساع رقعة الخلاف بين الأطراف.في وقت واصلت فيه اللجنة الفنية للقوى الموقعة على الاتفاق الإطاري عملها لمعالجة الاختلاف بين رؤيتي الجيش والدعم السريع بشأن القضايا الفنية بالإصلاح والدمج في القطاع العسكري.
وصف القيادي في الحزب الشيوعي المحامي صالح محمود في حديث لراديو دبنقا الخلافات بين الدعم السريع والجيش بأنها خطيرة مشيراً إلى صعوبة التوصل إلى صيغة ترضي الجميع .
وأوضح إن الخلافات التي أدت إلى تعثر التوقيع على الاتفاق النهائي يوم السبت تتمثل في مطالبة الجيش بأن تتم عملية الدمج وفقاً لمعاييره، بينما تطالب قوات الدعم السريع بتنظيف الجيش من عناصر المؤتمر الوطني بجانب الخلافات بشأن مواقيت الدمج.
وأعلن الحزب الشيوعي في بيان رفضه للترتيبات الأمنية في اتفاق جوبا وفي التسوية السياسية الجارية الآن،مؤكداً على ضرورة تطبيق المعايير الدولية المعروفة في عملية الدمج التي تتطلب نزع السلاح من المليشيات. وقال إن ورش القضايا الخمسة المؤجلة واجهت معارضة من قطاعات واسعة من الشعب .
ودعا الحزب الشيوعي الشعب السوداني لإحياء ذكرى 6 ابريل عن طريق مواصلة مقاومة التسوية السياسية الجارية ، من أجل اسقاط الانقلاب، واقامة السلطة المدنية، بالاستناد على مواثيق ثورة ديسمبر وميثاق قوى التغيير الجذري.
قال صالح محمود القيادي بالحزب الشيوعي لراديو دبنقا ان أطراف العملية السياسية الجارية لديهم مصالح مشتركة رغم الاختلاف حول الصيغة الأخيرة للاتفاق .
وأوضح إن من مصلحة المكون العسكري ان يحكم من خلف ستار واجهه مدنية ضعيفة، بينما تريد الأطراف المدنية الموقعة الحصول على مواقع في السلطة خلال الفترة الانتقالية ، وعزا حصر التوقيع على أطراف دون أخرى لتحقيق مصالح خاصة بها.
وأشار إلى تأثيرات قوى إقليمية ودولية لها مصلحة في تكوين حكومة صورية بواجهة مدنية لتحقيق مصالحها.
تخوفات من التاجيل:-
الى ذلك أبدى سياسيون ومواطنون بجنوب دارفور تخوفهم من عمليات التأجيل والتماطل للعملية السياسية، ووصف الدكتور عبدالله عبدالحميد من نيالا، في حديث لراديو دبنقا، عملية تأجيل التوقيع على الاتفاق السياسي بأنها محبطة، وأضاف لكننا نتمنى ان تكون الأخيرة من نوعها، والمح عبدالله الى جاهزية الثوار لمواجهة المماطلات.
من جانبه قال عصام شرا رئيس حزب المؤتمر السوداني جنوب دارفور، في تصريحات لراديو دبنقا، إن التماطل والتسويف في العملية السياسية يعكس تعقيدات المشهد السياسي في البلاد، ودعا شرا الأجهزة الأمنية للمضي قدماً والإستجابة لرغبة الشعب السوداني.
من جهته قال المواطن مختار ادم اتيم من نيالا لراديو دبنقا إن الأزمة السياسية ألحقت أضرار بليغة بالمواطنين الذين يئنون تحت وطأة الفقر وينتظرون انفراج الأوضاع إلا أن اطراف العملية السياسية كأنهم لا يشعرون بمعاناة المواطنين. وطالب مختار بانتخابات مبكرة لوضع حد للأزمة السياسية.
فرصة لحل القضايا العالقة:-
وعلى اتجاه اخر أكد بعض الناشطين والسياسيين بإقليم النيل الأزرق أهمية تأجيل الاتفاق النهائي من أجل حل الإشكاليات العالقة فيما أعرب آخرون عن أسفهم لذلك.
وقال ابراهيم عيسى عضو حزب المؤتمر السوداني لراديو دبنقا إن حسم القضايا الخلافية أفضل من ترحيلها إلى الأمام خوفاً من الوقوع في بعض الاشكاليات التي تتعلق بتكوين جيش واحد بعقيدة موحدة .
من جانبه قال الناشط السياسي باسل طه لراديو دبنقا إن التأجيل جاء لخلاف مركزي بين القوات المسلحة والدعم السريع لذلك يرى أن التأجيل يساعد على تقريب وجهات النظر بين تلك القوات .
أما بدر الدين حسين، منسق معسكرات النازحين بالرصيرص، فأبدى اسفه للتأجيل مشيراً إلى أن الأعباء الاقتصادية التي يتحملها المواطنون ولا يمكن أن تحل إلا بالانتقال الديمقراطي المدني .
وأوضح رباح مدني، وهو نازح من المدينة 4 ، إن الانتقال يحتاج لحوار عميق ولكنه يلقي باعباء اضافية على كاهل المواطن بسبب حالة الفراغ السياسي التي تعيشها البلاد .
وقال إن الفراغ السياسي يؤثر بشكل مباشر على كل مناحي الحياة خاصة النازحين والعائدين من اللجوء من حيث توفيق أوضاعهم وتوفير الخدمات الاساسية بمناطقهم الاصلية مؤكداً إن ذلك لا يتم إلا بوجود حكومة مدنية، والتي ستعمل على تحقيق الانتقال الديمقراطي والعدالة الانتقالية والمجتمعية.