السودان والمبادرة الأممية
ما يدور الآن في السودان من تقتيل وسفك للدماء، لم يعد يقتصر على مآسي الحرب الأهلية في جنوب كردفان، ولا على النزاعات الدامية في دارفور، ولا على الصراعات القبلية الدامية حد حرق شباب القبيلة وهم أحياء، في أبشع تجليات الهوس الإثني والعرقي، وإنما اتسعت دائرة الدم المسفوح لتحصد أرواح الشباب الذين خرجوا إلى الشوارع طلبا للحكم المدني والتحول الديمقراطي، لا يحملون من الأسلحة إلا السلمية وهتافات الحناجر، ومع ذلك تفجّرهم «الدوشكا» ورصاصات القناصة، لتتناثر أشلاء أدمغة المستقبل فوق الأجساد الغضة التي تحلم بسودان المدنية والديمقراطية الذي يحتضن الجميع.