السودانيون ينتظرون قرارا شجاعا من قائد الجيش
أمستردام: 16 لأغسطس 2024: راديو دبنقا
تتواصل في جنيف ولليوم الثالث على التوالي اجتماعات الشركاء الدوليين والإقليميين من أجل التوصل إلى صيغة حل للأزمة السودانية تسمح بوقف إطلاق النار وتتيح توصيل المساعدات الإنسانية عبر آليات مراقبة وتنفيذ على الأرض. وكانت الولايات المتحدة الأميركية قد وجهت الدعوة لطرفي الحرب من أجل المشاركة في هذه الاجتماعات، لكن وفد القوات المسلحة امتنع عن الحضور وطرح عددا من الشروط والمطالب من أجل الموافقة على المشاركة. من جانبها، أرسلت قوات الدعم السريع وفدا إلى جنيف للمشاركة في المفاوضات في حال قيامها.
قرار مخيب للآمال
واعتبر المهندس كمال بولاد، الأمين السياسي لحزب البعث وعضو الأمانة العامة لتنسيقية القوى المدنية الديمقراطية “تقدم”، أن قرار الجيش بعدم حضور المفاوضات كان مخيبا لآمال الكثير من السودانيين والسودانيات عموما وشكل صدمة كبيرة بالنظر إلى أن أوضاع الكثير من السودانيين وبسبب مأسي الحرب وصلت إلى مرحلة جعلتهم ينتظرون قرار وقف الحرب بأسرع ما يكون. وأضاف كان السودانيون يمنون أنفسهم بأن تكون جنيف محطة مهمة في طريق إيقاف الحرب والعودة إلى منازلهم ومراجعة الكثير من القضايا التي تهم البلاد.
ووصف الأمين السياسي لحزب البعث في حديث لراديو دبنقا القرار بأنه جاء مخيبا للآمال وعبر عن أمله في أن يغير الجيش قراره بالرغم من درايتنا بطبيعة الأوضاع داخل الجيش وطرق اتخاذ القرار في داخله حاليا، وكذلك الظروف التي تمر بها البلاد والتعقيدات السياسية التي تصاحبها. وتمنى المهندس كمال بولاد أن يكون هناك قرار شجاع من قائد الجيش في هذا الظرف بالموافقة على التفاوض.
التفاوض يحسم كثير من الإشكالات العسكرية
ونوه عضو الأمانة العامة لتنسيقية (تقدم) إلى أن التفاوض هو عمل ناعم ومهم جدا لحسم كثير من الإشكالات السياسية والعسكرية في ظل التعقيدات المتداخلة لما هو سياسي وعسكري. وتوقع أن يكون هناك صوت حي وضمير إنساني داخل المؤسسة العسكرية يدفع لأن يتخذ الجيش قرار شجاع بالذهاب للتفاوض وأن يستخدم الجيش التفاوض كوسيلة للوصول إلى وقف العدائيات كخطوة أولى، ومن ثم فتح المجال لتوصيل الإغاثات بعد أن وصلت المجاعة إلى حد المجاعة الحادة.
وشدد المهندس كمال بولاد في حديث لراديو دبنقا على أن السودانيون يواجهون مشاكل في تناول أفقر الوجبات اليومية، ناهيك عن العلاج ومتطلبات العلاج والأدوية المنقذة للحياة وخلافه. واستنادا لكل ذلك، نطالب بأن ينتصر الضمير الوطني السوداني داخل المؤسسة العسكرية وأن يتم اتخاذ قرار تاريخي بالذهاب للتفاوض بإرادة حقيقية في الوصول إلى إيقاف الحرب وعودة السودانيين لممارسة حياتهم الطبيعية ومراجعة جزرية لكافة متطلبات المشروع الوطني وبناء الدولة من جديد.
مفاوضات جنيف الفرصة الأسرع والأقرب
وحول ما إذا كانت مفاوضات تمثل مفاوضات الفرصة الأخيرة، أكد المهندس كمال بولاد أن الأوضاع الحالية وواقع السودانيين والسودانيات يتطلب أن تكون جنيف أقرب وأسرع فرصة لإيقاف الحرب، ولكن ذلك يتطلب إرادة الجميع. حيث يبدو المجتمع الدولي والإقليمي وكذلك القوى السياسية المدنية مهيأة للعب دورها في الوصول إلى السلام وإيقاف القصف بالمدافع والقصف بالطيران والوصول إلى معادلة ترجع السودانيين إلى ديارهم.
ودعا الأمين السياسي لحزب البعث في حديث لراديو دبنقا السودانيون إلى أن يكونوا وحدهم المتحكمين في مصير العمل السياسي بعيدا عن النزاع العسكري الدائر الآن والطموحات السياسية غير المشروعة التي تقف خلفه. ودعا إلى توقف الحرب وتوقف المأساة وأن يعود السودانيون أصحاب قرارهم فيمن يحكمهم وأن ينتصروا لشعارات ثورتهم التي أسقطت نظاما شموليا استمر لثلاثة عقود. وكرر أنه لن ييأس ويأمل أن تكون جنيف الفرصة الأهم.