السليك: جحافل الحمقى تروج لخطاب الكراهية
أديس ابابا 29 مايو 2024: دبنقا
ضمن فعاليات اليوم الثاني للمؤتمر التأسيسي ل”تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية” (تقدم) في الفترة من 27 إلى 30 مايو 2024، تم تخصيص جلسة لمناقشة انتشار خطاب الكراهية وكيفية مواجهته. الزميل أشرف عبد العزيز التقى على هامش الجلسة بفايز السليك، الصحفي والكاتب والمستشار الصحفي لرئيس الوزراء الانتقالي، الدكتور عبد الله حمدوك.
الكراهية تلخص الأزمة السودانية
وأوضح فايز السليك أن أهمية الجلسة المخصصة لمناقشة خطاب الكراهية تنبع من كونها تلخص الأزمة السودانية الحالية وكذلك في مختلف مراحلها التاريخية. واعتبر المستشار الصحفي السابق لرئيس الوزارة في حديثه لراديو دبنقا أن الكراهية هي التي أدت إلى اندلاع الحرب وأن الكراهية التي تمزق المجتمع السوداني وتؤدي لانهيار الدولة. وأشار إلى أن الأمم المتحدة لم تنجح حتى الآن في الوصول لتعريف محدد للكراهية سواء على أساس علمي أو قانوني، لكن الكراهية تمثل حالة ذهنية ونفسية تنبني على كراهية أفراد أو مجموعة من المجتمع لأسباب عنصرية أو لا اختلاف الأعراق والقبائل، أو لأسباب دينية، أو نوعية، أو ثقافية ويمكن أن تكون كذلك لأسباب اقتصادية.
غياب المشروع الوطني
وأضاف فايز السليك أن كل هذه العوامل منفردة أو مجتمعة تولد الكراهية في النفوس البشرية. مشددا على أن نمو الكراهية في السودان مرتبط بفشلنا في خلق مشروع وطني وبناء دولة حقيقية تعبر عن كل السودانيين. لذلك عندما ننظر للحرب المشتعلة منذ 15 أبريل 2023 نرى ان الكراهية تعبر عن نفسها عبر حالات الاغتصاب، التعدي على ممتلكات المواطنين وكل أشكال العنف المبنية على كراهية الآخر. كما أن جز الرؤوس وتقطيع الأحشاء وغيرها من المشاهد المؤسفة جدا تعزز من سلوك الكراهية الموجود أصلا. لأن تعذيب أسير من منطقة معينة أو قتله أو حتى مجرد إهانته لأنه ينتمي لمنطقة محددة، يثير كل المكون الاجتماعي الذي ينتمي له وبغض النظر عن موقفك منه.
خطاب تعبوي يكرس الكراهية
ونوه فايز السليك في حديثه لراديو دبنقا إلى أن الكراهية في السودان قديمة وسابقة لقيام الدولة الحديثة وامتد هذا الخطاب العنيف حتى إلى الغناء الذي يعزز الكراهية حتى وصلنا إلى مرحلة “بل بل بل .. غيرو ما في حل” وحديث الجغم الذي يعكس لغة عنيفة ومشحونة بالكراهية. كما أن الخطاب التعبوي الذي يتبناه طرفا الحرب يكرس لخطاب الكراهية ويقلص مساحات التسامح والتعايش مع الآخر. مثل هذا الخطاب شهدناه من قبل وأدى لفصل الجنوب وحرب دارفور التي شهدت إبادة جماعية وإلى تشظي اجتماعي كبير ما زال الشعب السوداني يدفع ثمنه.
دور سلبي لمواقع التواصل الاجتماعي
ومضى فايز السليك قائلا إن مواقع التواصل الاجتماعي تلعب دورا سلبيا بالترويج لمحتويات يمكن أن تثير أطراف على أخرى عبر جحافل من الحمقى الذين تسللوا إلى هذا الفضاء وأفسدوه عبر خطاب يدعو للكراهية. واعتبر أن الكراهية تزدهر في السودان بسبب الفشل في إدارة التنوع الثقافي وأن الكراهية موجودة كقيمة اجتماعية وفي مؤسسات الدولة وفي مناهج التعليم. ومكافحة خطاب الكراهية تتطلب إعادة هيكلة كاملة للمفاهيم وإصلاح مناهج التعليم ووسائل الإعلام وإصدار تشريعات لضبط خطاب الكراهية دون المساس بحرية التعبير.