السلطات تفض بالقوة وقفة احتجاجية لبائعات الشاي وتعتقل ناشطين بالخرطوم

فضّت الأجهزة الأمنية، صباح أمس الثلاثاء، بالقوة وقفة احتجاجية نظمتها المئات من بائعات الشاي أمام قاعة الصداقة إحتجاجاً على منعهن من العمل في عدد من المواقع الرئيسية في الخرطوم، كما اعتقلت السلطات ناشطَين شاركا في الوقفة الاحتجاجية. وقالت تهاني عباس مسئولة المكتب القانوني لمبادرة "لا لقهر النساء" لـ"راديو دبنقا" إن السلطات اعتقلت كلا من عمر عشاري وبكري العجمي اللذين شاركا في الوقفة الاحتجاجية تضامنا مع بائعات الشاي. وأفادت بأن نحو 400 من بائعات الشاي نظمن وقفة احتجاجية أمام مقر انعقاد ملتقى المسئولية الإجتماعية بقاعة الصداقة الذي شاركت فيه وزيرة الشئون الاجتماعية مشاعر الدولب. وأوضحت تهاني أن السلطات منعت بائعات الشاي من حمل اللافتات المنددة بالقرارة مشيرة، إلى رفضهن مغادرة المكان وجلوسهن على الأرض احتجاجاً على طريقة تعامل السلطات مع الوقفة الاحتجاجية السلمية.

ومن جهة ثانية قالت تهاني عباس إن محلية الخرطوم أصدرت في أواخر سبتمبر الماضي قرارات بحظر العمل في شارع النيل والساحة الخضراء وعدد من الأماكن الأخرى. وأشارت إلى مصادرة أمتعة 380 من بائعات الشاي من العاملات في شارع النيل بالإضافة إلى أعداد أخرى من بري والديم. وأوضحت لـ"راديو دبنقا" أن جمعية بائعات الأطعمة والمشروبات عقدت إجتماعات متواصلة مع إدارات المحلية دون أن تتوصل إلى حلول مناسبة.

من جانبها استنكرت عوضية عباس الأمين العام لجمعية بائعات الأطعمة والمشروبات حظر بائعات الشاي من العمل في شارع النيل والساحة الخضراء وتعرضهن للحملات المستمرة من شرطة النظام العام. وقالت عوضية لـ"راديو دبنقا" من الخرطوم أمس إن معتمد الخرطوم أبو شنب وصف في لقاء عقده مع جمعية بائعات الأطعمة، في وقت سابق، قرار الحظر بالنهائي مؤكدا عزم المحلية على إنشاء مشاريع استثمارية سياحية في شارع النيل.

ومن جهة ثانية قالت عوضية عباس إن شرطة النظام العام احتجزت يوم الأحد الماضي 30 من بائعات الشاي العاملات بالقرب من مستشفى بشائر في مايو وألزمتهن على المبيت في الحراسات بسبب عملهن بعد التاسعة مساءً. وأوضحت لـ"راديو دبنقا" أن محكمة النظام العام أصدرت حكماً بتغريم كل منهن 1000 جنيه أو السجن لثلاثة أشهر في حال عدم السداد، دون أن تتيح لهن الفرصة لتوكيل محامين. واستنكرت عوضية عباس الأحكام القاسية والمعاملة السيئة التي تواجهها بائعات الشاي من قبل السلطات، مشيرةً إلى أن معظمهن من الأرامل اللائي يعلن أطفال.

ومن جانبها استنكرت القوى السياسية ومنظمات مجتمع مدني طريقة التعامل العنيف مع الوقفة الاحتجاجية لبائعات الشاي ووصفت ما حدث بأنه غير إنساني. وأعلنت حملة نساء ضد الظلم في بيان عن كامل تضامنها مع الوقفة الاحتجاجية لبائعات الشاى أمام قاعة الصداقة رفضاً لاستهدافهن فى أكل لقمة العيش الكريم. وأعلنت هيئة محامي دارفور في بيان لها أمس تضامنها مع بائعات الشاي ودعت لمواصلة حملة التضامن معهن بكافة الطرق والوسائل. ومن جانبها أعلنت الحركة الشعبية قيادة مالك عقار تضامنها مع بائعات الشاي وقالت في بيان لها إنها تستنكر الاعتقالات الجائرة التي تمت لبائعات الشاي والصحفيين والنشطاء وتلفت نظر المنظمات الدولية الحقوقية ومنظمات حقوق الإنسان للتدخل العاجل لرفع الظلم عن هذه الشريحة المغلوبة على أمرها.