الزراعة كحائط صد في مواجهة الجوع

عمليات الزراعة بمشروع الجزيرة - إرشيف

امستردام: الاثنين: 29يوليو2024: راديودبنقا

تقرير: سليمان سري

اعتبر مستشار التخطيط وتنمية القطاعات الزراعيةً الدكتور احمد التيجاني سيد احمد، أن السودان قد وصل بالفعل الي مرحلة المجاعة مع ظروف الحرب الدائرة الآن. وأوضح أن تقديرات الأراضي الزراعية التي خرجت عن الإنتاج فعليا تتراوح ما بين 12 و 15 مليون فدان.

فرصة اخيرة

ونوه في حديث لراديو دبنقا إلى أن أمام طرفي الصراع السوداني، الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، فرصة كبيرة لكنها أخيرة وهي الذهاب إلى المحادثات المباشرة التي دعت لها الولايات المتحدة الأمريكية بدعم من المملكة السعودية والحكومة السويسرية في جنيف في منتصف اغسطس. وقال: “هنالك استجابة وحيدة وواضحة وهي اتفاق الطرفين على وقف إطلاق النار وحماية المدنيين وتأمين إيصال المساعدات الإنسانية للمتضررين”.

وأضاف ” في حال تمت الاستجابة يمكن للأمم المتحدة والدول الداعية لإيقاف الحرب أن تقدم الدعم عبر منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة وبرنامج الغذاء العالمي ووكالاتها الأخرى بتقديم المساعدات الغذائية عبر المنظمات العالمية والإقليمية الأخرى. وتابع قائلاً: “كما يمكن للأمم المتحدة أن تساهم مستقبلا في إعادة إعمار وبناء البنى التحتية عبر الصناديق المانحة. وحذر من أن فشل المفاوضات يعني إعلان المجاعة في السودان، وما يترتب عليه من خطوات لحماية الشعب السوداني ودعا إلى الاستعداد لذلك”.

وقال الدكتور احمد التجاني سيد احمد لـ”راديو دبنقا” بأن خطر المجاعة بات مؤكدا حسب تقديرات مقياس تصنيف الامم المتحدة المتكامل لمراحل الأمن الغذائي (IPC) التي تتم وفق منهجية صارمة لا تشكيك في نتائجها؛ وهي تقديرات تستخدم بحرفية تامة في مكافحة الجوع في العالم. واشار الي انه هنالك الان قرابةً الـ 800 ألف شخص قد وصلوا مرحلة المجاعة حسب التقديرات التي تمت قبل الهجوم على مناطق سنار وسنجة والسوكي والتي أدت إلى المزيد من النزوح.

مساعدات في مناطق سيطرة الحركات

 في المقابل أشار الدكتور أحمد التجاني سيد احمد وهو خبير متقاعد عمل في الامم المتحدة والأبحاث العالمية وجامعة كلفورنيا – ديفز، بان الأمم المتحدة قامت عبر وكالاتها المتخصصة بجهود لتوصيل البذور والأسمدة والمبيدات إلى كردفان والنيل الأزرق وأماكن اخري في السودان استجابة للأزمة الإنسانية وتداركًا لمخاطر المجاعة، مشيرًا إلى أنه من الصعوبة بمكان توفير الغذاء لـ 26 مليون متضرر من الحرب منهم 12 مليون في حاجة لإغاثة عاجلة.

وأوضح أن إعانات منظمة الزراعة والأغذية وبرنامج الغذاء العالمي تلعب دورًا كبيرًا وتابع قائلًا: “لكن هنالك مناطق ليست لدينا معلومات كافية عنها مثل الجزيرة، النيل الأزرق المنطقة الواقع بين الدمازين والكرمك وربك في النيل الأبيض وأبو حجار في سنار، القضارف؛ حلفا الجديدة”.

واتهم طرفي الصراع، الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، بإفشال أي جهد لمعالجة الأزمة بجانب عجزهما الواضح عن عمل أي شيء. وقال إن ما تشهده البلاد أزمة غير عادية فهذه الحرب ليست أهلية بين مدنيين لكنها حرب بين جيش إسلامي مؤدلج، ومليشيا قوات الدعم السريع الخارجة من رحم هذا الجيش العقائدي الشمولي المؤدلج.

فقدان 96% من الانتاج

من جهتها كشفت منصة السودان للزراعة والأمن الغذائي التي تضم خبراء ووزراء سابقين عن أن الوضع الزراعي الحالي بالنسبة لمحصول الذرة يشير إلى أن نسبة المساحات التي خرجت بسبب الحرب تُقدر بـ ٧٠٪ مما يؤدي إلى فقدان نفس النسبة من الإنتاج المتوقع. أما بالنسبة لمحصول الدخن فتقدر نسبة المساحات التي خرجت عن الانتاج بسبب الحرب بـ ٩٦٪.

ودعت د. انعام علي عبدالله سعد مدير مكتب المنصة في الولايات المتحدة لـ “راديو دبنقا” لتبني استراتيجية لمواجهة خطر المجاعة القادم، لزراعة كل المساحات الممكنة، بما في ذلك مساحات الغابات والمناطق غير المتأثرة بالحرب. وشدد على ضرورة استخدام التقانات الحديثة لزيادة الإنتاجية. مع العمل على تأمين التقاوي والاهتمام بالمحاصيل الغذائية الأساسية.

وأوضحت، عضو المنصة التي تضم خبراء في الزراعة ووزراء سابقين بأن الواقع يقول إن السودان على أعتاب مجاعة حقيقية تتطلب التحرك الفوري والعمل الجاد لإنقاذ ما يمكن إنقاذه وضمان توفير الغذاء للسكان المتضررين.

واعتبرت أن هذه الاستراتيجية المتكاملة لمجابهة المجاعة تعتمد على تعاون الجميع وتكاتفهم في مواجهة هذا التحدي الكبير. مشيرةً إلى أن هنالك 13 ولاية خرجت من قائمة الولايات المنتجة، بما في ذلك ولايات دارفور الخمس، ولايات كردفان الثلاث، ولايتي النيل الأبيض والنيل الأزرق، إضافة إلى ولايات الخرطوم، الجزيرة، وسنار. وأوضحت بأن هنالك خمس ولايات منتجة فقط تبقت هي القضارف، كسلا، نهر النيل، الشمالية، والبحر الأحمر، وتشير التوقعات المناخية إلى احتمال هطول أمطار أعلى من المعدل في معظم أنحاء البلاد، مما يبشر بموسم خريف جيد. ومن المتوقع أن يواجه حوالي 5,2 مليون شخص في دارفور وولاية القضارف أمطاراً غزيرة غير مسبوقة في الأسبوع المقبل

Welcome

Install
×